لا تزال عبارة الزعيم التاريخي و”اب الوطنية الفلسطينية” المعاصرة ياسر عرفات ترن وسط قاعة الجمعية العامة في نيويورك ، يوم أن خاطب العالم عبر هيئة الأمم ، مقولته الخالدة،”اتيت لكم حاملا البندقية في يد ، وغصن الزيتون في بد أخرى ، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي “، عبارة لخصت رؤية شعب يتطلع للحرية والتحرر والاستقلال ، ومحب للسلام ضمن عطاء ثوري ، عبارة رسمت ملمح المشهد الفلسطيني في زمن ” الثورة الفلسطينية “، وحددت الوجود الوطني لشعب أردوا تشتيته في بلاد بلا عدد ، بلا هوية ولا قضية .. عبارة رسمت خريطة طريق النضال الفلسطيني ، كفاحا وقتالا وثورة وحبا للعيش بسلام في دولة بلا احتلال ولا عدوان ..
ومنذ عام 1974 عام الخطاب الأشهر لياسر عرفات ، يذهب الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة ، ليعلن من هناك أن فلسطين التي تحدث عنها أبو عمار ، قبل 38 عاما تفرض حضورها لتحتل مكانتها التي حرمت منها قبل 64 سمة مضت على اغتصابها ، وقرر العالم أن يمنح لإسرائيل دولة على غالبية أرض ” فلسطين التاريخية ” لمن جاء من خارجها ، وسرق القوم القادمون أرضا مضافة واحتلوا ما تبقي منها ، حتى كان الاتفاق التاريخي عام 1993 لوضع حد لتلك المأساة التاريخية ، واعتقد الناس أن “نهاية الحرب الطويلة وصلت الى محطة سلام ” .. لكن القوم القادم من خارج البلاد لم يترض سوى أن يبقى لصا ..
الرئيس محمود عباس يذهب الى الأمم المتحدة ، وليس امامه سوى اعادة رسم ملامح ” خريطة فلسطين ” بروح اعتقد كثيرون أنها غابت ، وأن ” ثنائية ياسر عرفات الشهيرة ” تم كسرها ، وبات ” الغصن جافا ” ، مهمة الرئيس عباس تفرض عليه أن يعيد للثنائية روحها ، وأن يخاطب العالم كرئيس لشعب ودولة تؤمن بالسلام ، ولكنها لم تسقط ” البندقية ” بعد ، وأن شعب فلسطين الذي أظهر روحا في حربا غزة الأخيرة وخرج منتفضا في الضفة الغربية ، مجسدا أن ثورة أهل فلسطين لم تصدأ ولن تصدأ ابدا حتى يحقق الوصول الى حريته وتحرره واستقلاله ..
الفرصة قائمة لكي يدرك دعاة “حصار السلطة الوطنية ” و” تفتيت الكيانية الناشئة ” أن تلك ليس سوى أوهام لن تعيش بين ظهراني الشعب الفلسطيني ، ليكون الرد خروجا منتفضا حافلا يوم الخميس القادم ليكون يوما للكفاح الوطني والمواجهة الكبرى ، لتفرض فلسطين ذاتها على خريطة العالم مكانا وفعلا بقوى الارادة الوطنية والمواجهة الشعبية ، ليكن الخميس المقبل 29 نوفمبر ، تصويتا يبدأ من ساحة ” المواجهة الأم ” مع محتل لـ” بقايا الوطن “..
المسؤولية التاريخية تفرض على حركة ” فتح ” أولا والفصائل الوطنية ثانيا ، ان يتحول يوم ” التصويت التاريخي ” الى ” فعل تاريخي ” لشعب أراد البعض اظهاره انه بات ” شعبا طيعا مرنا “، مسؤولية تاريخية لأن تكون فلسطين حاضرة بقوة الفعل الكفاحي قبل الفعل التصويتي في مبنى الأمم المتحدة ، فعل المواجهة الذي سيكون جدارا حاميا لليوم التالي للتصويت التاريخي ، وردا عمليا وواقعيا على ” تآمر المحتل ” وفئة تنتظر نتائج تلك المؤامرة ، علها تحتل منه ” موقعا ليس لها “، طريق الرد هو أن يدرك العالم أن الرئيس محمود عباس لا يخاطبهم بعد أساقط ” البندقية “، ولم يبق له سوى “غصن زيتوني جاف”..
المواجهة الكبرى ضرورة لتحصين التصويت التاريخي ، ليكون رافعة التكريس والحضور ، فمن يراقب بعضا من نتائج ” حرب غزة ” يدرك أن ” مؤامرة سياسية ” بدأت لرسم ملمح تكوين وخريطة ليست بقياس فلسطيني ، ولقطع دابرها لا خيار سوى الفعل الكفاحي وإعادة روح الرد وتعليم المحتل دروسا اضافية في معارك الشعب الفلسطيني ، ولتكن الرسالة ردا واضحا على زمرة فاشية في تل أبيب ” المهددة بأن تجعل الشعب الفلسطيني يندم “، ليكن الجواب مواجهة تجعل الزمرة الفاشية تندم ..
حذار ان يخاطب الرئيس محمود عباس العالم ، بغصن جاف من الزيتون..وهو يقود شعبا يحلم بيوم المواجهة الكبرى”.. دع المتآمرين من كل الأصناف يندمون بفعل “رائحة البندقية ورائحة الزيتون أيضا!”
ملاحظة: ليت القيادي موسى أبو مرزوق يبتعد عن لغة “التشريط” للمصالحة.. عناصرها قائمة جدا.. وعرقلتها أيضا واردة جدا..
تنويه خاص: اي شيخ أو داعية يفتي بتحريم خرق اتفاق “وقف الأعمال العدائية” يستحق الجلد العلني لتضليله الشعب.. ليت الذي أفتى يقرأ ما دعا لتحصينه بفتوى!.. بالمناسبة هل يعتبر ذاك “الداعية الغزي” ان الاسرائيلي المقتول برصاص من غزة “شهيدا”! ..بلاش عبط يا راجل !
موقع أمد .