أنقرة / أشار الرئيس التركي عبد الله غول إلى عزمه الاستمرار في العمل السياسي بعد انتهاء ولايته في 28 اب/اغسطس، وقال الاثنين إنه سيلعب دورا في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي شارك في تأسيسه مع رئيس الوزراء والرئيس المنتخب رجب طيب اردوغان.
وقال غول، الذي يتوقع أن يتولى منصب رئيس الوزراء، للصحفيين في أنقرة “من الطبيعي أن أعود لحزبي بعد ان تنتهي فترة رئاستي.”
ويتخلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي فاز الاحد في الانتخابات الرئاسية، عن منصبه خلال الايام الـ15 المقبلة لاحد المقربين منه بعدما ترأس الحكومة على مدى 11 عاما.
وبما انها المرة الاولى التي ينتخب فيها رئيس بالاقتراع العام المباشر في تركيا لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، تخيم عدة تساؤلات حول الاجراء الواجب اتباعه.
وسينظم حفل اداء اليمين بعيد حفل التسلم والتسليم بين اردوغان والرئيس عبد الله غول في 28 اب/اغسطس.
وحتى ذلك الحين، سيكون على حزب العدالة والتنمية الحاكم ان يختار خلال مهلة اقصاها 45 يوما رئيسا جديدا يكلف قيادته نحو الانتخابات التشريعية المرتقبة في حزيران/يونيو 2015.
وستكون هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة للرئيس الجديد الذي يرغب في ان يواصل قيادة البلاد عبر تعزيز صلاحيات منصبه.
وتعديل الدستور لتغيير النظام من برلماني كما هو حاليا، حيث يراس رئيس الوزراء السلطة التنفيذية، الى نظام رئاسي يتطلب غالبية الثلثين من اعضاء البرلمان اي اصوات 367 نائبا من اصل 550.
ولا يشغل حزب العدالة والتنمية حاليا سوى 313 مقعدا في الجمعية الوطنية، وقد باءت جهوده السابقة لتعديل القانون الاساسي لا سيما السنة الماضية، بالفشل بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع حزب اخر.
ويعقد حزب اردوغان، الاثنين، اول اجتماع لهيئاته القيادية لتعيين رئيس موقت والدعوة الى مؤتمر استثنائي لناشطيه لانتخاب خلف للرئيس الجديد.
وافادت صحيفة صباح الموالية للحكومة، الاثنين، ان المؤتمر سيعقد قبل حفل التنصيب في 28 اب/اغسطس.
واستبعد اردوغان اي استقالة من مهامه كرئيس لحزب العدالة والتنمية والحكومة قبل تنصيبه، لكن تقنيا سيجرد من صفته النيابية وبالتالي من منصب رئيس الحكومة حين ينشر المجلس الاعلى الانتخابي النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت الاحد وهو ما سيحصل كما يبدو بحلول بضعة ايام.
وبعد تسلم السلطة من غول في 28 اب/اغسطس، سيعين اردوغان من سيخلفه في منصب رئيس الوزراء.
ويجري التداول بعدة اسماء لخلافة اردوغان، وبينها اسم وزير الخارجية الوفي له احمد داود اوغلو ونائبا رئيس الوزراء علي باباجان وبولنت ارينتش ووزير النقل السابق بينالي يلديريم.
لكن تظل اسهم عبدالله غول الاعلى ضمن بورصة الاسماء المطروحة لتولي منصب الرجل الثاني في الجمهورية الحديثة، حيث يفكر اردوغان في تطبيق النموذج الروسي في تبادل الادوار بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيدف، الذي كان يشغل منصب الرئيس.
ويتوقف نجاح هذا السيناريو على عدة عوامل تأتي في مقدمتها درجة الشعبية التي مازال الحزب الحاكم يحافظ عليها في الشارع التركي.
غير ان النتائج الاولية التي اعلن عنها مساء الاحد، والتي تفيد بفوز أردوغان من الجولة الاولى بنسبة 52 بالمئة تقريبا قد تصبح الدافع الرئيسي من وراء لجوء اردوغان وغول الى لعبة الكراسي الروسية اعتمادا على شعبية الحزب.
وغول، احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ، ليس جديدا على منصب رئيس الوزراء فقد شغله لبضعة اشهر بين عامي 2002 و2003 بسبب اجراء ضد اردوغان حال دون امكانية توليه هذا المنصب لتلك الفترة.
وتعود رغبة اردوغان في الابقاء على غول في السلطة الى سبب رئيسي وهو عدم معارضة غول لكثير من قرارات اردوغان، خاصة تلك المتعلقة بحربه مع حليفه السابق فتح الله كولن، رغم الاختلافات مع رئيس الوزراء التي عبر عنها غول في اكثر من مناسبة، الا انه حرص دوما على الا تخرج احتجاجاته عن اطار الاختلاف في وجهات النظر.
وسيعتمد اردوغان في الفترة المقبلة على المادة 140 من الدستور التركي، الذي وضعه قائد انقلاب عام 1980 عدنان افرين، والتي تمنح منصب الرئيس صلاحيات مطلقة ظلت طوال فترة حكم اردوغان مجمدة، الى حين تعديل الدستور من قبل البرلمان الجديد، والذي يتوقع ان يستغرق وقتا طويل.
ويأمل اردوغان في ان يساعده غول خلال هذه الفترة على تثبيت اركان حكمه والسيطرة على المؤسسات، وخاصة السلطة القضائية، اذ يمنحه الدستور حق تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى وقضاة المحكمة الدستورية والمدعي العام، وهو سلاح تخشاه المعارضة التي ستحاول الاعتراض على قرارت اردوغان والطعن عليها لدى المحكمة الدستورية مستغلة حداثة التجربة على الحياة السياسية التركية.
امد