لم تكن الطفلة هديل احمد الحداد تستعد لإطلاق الصواريخ على المحتلين، ولم تكن منهمكة في تصنيع القذائف، حتى تباغتها طائرات الاحتلال بصاروخ يمزق جسدها البريء مساء الثلاثاء الماضي، كما قال عم الطفلة هديل لـصحيفة الدستور-22-06-2012-، معبرا عن حزنه وغضبه على جريمة استهداف الاحتلال للطفلة التي خرجت للعب مع إخوتها وأبناء عمها.
اماعائلة الطفلة الشهيدة هديل في حي الزيتون بغزة فتعيش حالة الصدمة والحزن من استشهاد طفلتهم، ويتساءل أبو عدنان عم الشهيدة عن الذنب الذي ارتكبته ابنة أخيه حتى يتم قتلها بهذه الطريقة البشعة فهي رضيعة، مضيفا: لكنهم قتلة الأنبياء والأطفال وهذه هي طبيعتهم واحسبها شهيدة عند الله عز وجل.
وفي مشهد مؤثر، تجمع مجموعة من الأطفال امام منزل الشهيدة يتحسسون دماء الشهيدة على جدران المنزل والتي لم تجف وصرخ احدهم:”الدماء مش راضية تنشف لقد كانت تلعب هنا ولا اصدق اننا لن نراها بعد اليوم”.
سقطت هديل، ولكن، ان كانت صواريخ الاحتلال مزقت جسد هديل، فانها لم تكن الشهيدة الاولى التي تسقط بصواريخ ورصاص الاحتلال، فقد سبقها مئات الاطفال الفلسطينيين، ولكل منهم حكايته مع صواريخ الاحتلال.
فالطفلة عبير العرامين كان عمرها عشر سنوات فقط…!
وكانت كهديل بريئة آمنة مطمئنة…!
حرصت على الحضور الى مدرستها رغم كمائن القتص والقتل الصهيونية الكامنة في الطريق اليها..!
وكعادتها في كل يوم ومع انتهاء الدوام المدرسي، تحركت من صفها باتجاه بوابة مدرستها…
لم تتمكن من فحص الطريق يمينا وشمالا الا وعاجلتها رصاصة صهيونية غادرة استقرت في رأسها…!
كان ذلك في السادس عشر من كانون الثاني من عام/2007 ، حيث أطلق جنود الاحتلال الصهيوني النار على الطفلة عبير وهي واقفة على بوابة مدرستها في قرية عناتا شمالي القدس، استقرت الرصاصة في راسها، وصارعت الموت ثلاثة أيام، وأعلن عن استشهادها في 19-01-2007 …
وفي المشهد الفلسطيني ايضا، فان قصة عبير ليست سوى واحدة من مئات القصص التي سقط فيها اطفال فلسطين برصاص الاحتلال جنودا ومستوطنين على حد سواء، ووقائع ومشاهد استشهاد الاطفال متعددة يصعب حصرها، منها على سبيل المثال:
كان الطفلان يحيى رمضان أبو غزالة ومحمود سليمان أبو غزالة، وابنة عمهما سارة يلعبون مع مجموعة من الاطفال شرق بيت حانون حينما اطلقت دبابة احتلالية قذيفة قاتلة باتجاههم، فتحول الثلاثة الى جثث وصلت الى المشفى اشلاء مقطعة “، وفي الرابع عشر من حزيران/2007 أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد خمسة أطفال فلسطينيين، وإصابة عدد آخر من عائلة واحدة –عائلة ابو مطرود- في قصف مدفعي احتلالي لمنطقة الشوكة شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وقد وصلوا إلى مشفى أبو يوسف النجار أشلاء ممزقة جراء شدة الانفجار”، وقال شهود عيان “إن دبابة احتلالية أطلقت قذيفة مدفعية تجاه مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون فى المنطقة، ما أدى إلى استشهاد خمسة منهم، وإصابة سبعة آخرين.
وقبل ذلك بايام، استشهد الطفلان احمد ابو زبيدة وزاهر المجدلاوي برصاص قوة وحدة اسرائيلية خاصة كانت تتواجد فى محررة دوغيت سابقا فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقال شهود عيان إن الطفلين اللذين يبلغان من العمر 12 عاما كانا يقومان بصيد الطيور في هذه المنطقة، وقالت مصادر طبية” إن الشهيدين أصيبا بعدة طلقات اخترقت الصدر وخرجت من الظهر في القلب مباشرة ما أدى إلى استشهادهما”.
وقبل ذلك كان ذلك المشهد المروع …كان ذلك ظهيرة الجمعة التاسع من حزيران /2006 حينما قامت دولة الاحتلال باقتراف ابشع المذابح ضد عائلة فلسطينية كاملة، حيث “محت اسرة غالية الفلسطينية من الاب الى الام الى الاطفال ومنهم من بقي حيا وفي مقدمتهم الطفلة المنكوبة هدى عن الوجود”…؟!!!
ويوم الثلاثاء.. السابع من ايلول /2004 “كانت الطالبة الطفلة الفلسطينية رغدة العصارابنة الاعوام العشرة في مقعدها الدراسي تستمع باهتمام لشرح مدرسها لمادة اللغة الإنجليزية، مع بداية الحصة الأولى في فصلها الدراسي بمدرسة بنات خان يونس، عندما سقطت ملطخة بدمائها بعد أن اخترقت رصاصة صهيونية الجانب الأيمن من رأسها”، وصبغت دماء الطفلة كراسها الذي تحول إلى اللون الأحمر والبلاطات الأمامية لمقعدها الذي سيبقى فارغا ليشهد على ابشع جرائم الاحتلال .
وكل ذلك ليس صدفة، فالادبيات والنوايا المبينة والخطط والجاهزية الاجرامية كلها قائمة لديهم: حصد اكبر عدد من اطفال فلسطين بهدف تحطيم الطفولة و”خصي الاجيال”، غير ان السفن لم تسر وفق الرغبات الصهيونية،فاطفال فلسطين ستحولون من اطفال حجارة الى جنرالات المقاومة والانتفاضات…!