رام الله /قالت مصادر عليمة ل أن السلطة الفلسطينية طالبت وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف مشاركة روسيا في التحقيق الذي تجريه فرنسا في ظروف استشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، مضيفة أن هذه المطالبة جاءت بعد أن برزت إشكالية مع المحققين الفرنسيين الذين رفضوا طلب السلطة الفلسطينية المشاركة في عملية التحقيق أو حتى اطلاعها على النتائج التي يتم التوصل إليها.
ورأت أن مشاركة الروس في عملية التحقيق هي ضمانة بأن يتم نشر نتائج التحقيق الذي يجريه المحققون الفرنسيون، بعد الخشية من إخفاء فرنسا لنتائج التحقيق، كما جرى سابقا حينما تعالج الرئيس عرفات في مستشفى بيرسي الفرنسي قبل إعلان استشهاده ، دون ان يعلن المستشفى الاكثر خبرة في السموم اسباب رحيل الرئيس عرفات بما فيها مادة البولونيوم التي اكتشفها معهد سويسري في بعض ملابس الرئيس الشهيد.
ولم يصدر أي تعقيب من فرنسا عن مشاركة محققين روس في عملية التحقيق.
وقد كانت عقيلة الرئيس الراحل سهى الطويل تقدمت إلى محكمة فرنسية بطلب التحقيق في سبب وفاة الشهيد عرفات أخذا بالاعتبار انه توفي في مستشفى فرنسي وقد وافقت المحكمة على الطلب وأكدت السلطة الفلسطينية تعاونها مع التحقيق الفرنسي.
وذكرت المصادر أن وفد فرنسي وصل إلى الأراضي الفلسطينية مؤخرا بغرض التنسيق مع السلطة الفلسطينية ، كما وصل فريق من مختبر سويسري كان اكتشف وجود مادة البولونيوم في بعض ملابس الشهيد ياسر عرفات وهو ما اثبت ما قاله الفلسطينيون دوما بأنه استشهد مسموما.
وقد تم الاتفاق على أن يجري اخذ العينات من جثمان الشهيد في يوم واحد لتجنب نبش القبر أكثر من مرة، حيث يرجح أن يجري ذلك يوم 26 من الشهر الجاري.
وقد جرى بحث الإشكالية مع المحققين الفرنسيين في اجتماع اللجنة المركزية لحركة “فتح” مساء السبت حيث قال الناطق الرسمي باسم حركة “فتح” وعضو لجنتها المركزية نبيل أبو ردينة : إن اللجنة استمعت إلى تقرير مفصل من رئيس لجنة التحقيق في استشهاد الرئيس ياسر عرفات توفيق الطيراوي، وما توصلت إليه حول قضية فتح ضريح الرئيس الشهيد أبو عمار.
وأكدت اللجنة استعدادها الكامل للتعاون مع كافة الأطراف ذات العلاقة للوصول إلى الحقيقة الكاملة حول كيفية استشهاد الرئيس الراحل، والتي هي مطلب رسمي وشعبي فلسطيني وعربي.
ولم يخفي أعضاء اللجنة الاستياء من موقف المحققين الفرنسيين ولكن أيضا برزت عدة تساؤلات من بينها:
أولا، لماذا يصر المحققون من فرنسا على رفض التعهد باطلاع السلطة الفلسطينية على نتائج التحقيق؟
ثانيا، لماذا يتم إخفاء حقيقة أن مستشفى بيرسي الفرنسي ، الذي استشهد فيه الرئيس عرفات، أخفى أو اتلف عينات الدم التي أخذها من الرئيس عرفات علما بأن القانون ينص على إبقاء هذه العينات لمدة 10 سنوات للمواطن العادي فما بالك بحالة قائد رمز مثل الرئيس عرفات؟
ثالثا، إذا ما تم إخفاء نتائج الفحوصات في مستشفى بيرسي الفرنسي فما هي الضمانة بأن لا يتم إخفاء نتائج التحقيق مرة أخرى؟
وتقول المصادر ل أن القيادة الفلسطينية معنية بكشف كل الحقائق حول استشهاد الرئيس عرفات وأنها ليست معنية على الإطلاق بأن تصبح هذه القضية محل عبث من قبل محققين لا يقدرون أهمية هذا الأمر للرأي العام الفلسطيني.
وأضافت: من حق الشعب الفلسطيني معرفة التفاصيل كاملة عن ظروف استشهاد الرئيس عرفات ولا يعقل أن يتم التصرف بهذه القضية وكأنها تتعلق بشخصية اعتيادية.
وفي هذا الصدد قال الرئيس عباس أمس: منذ رحيل الأخ أبو عمار المفاجئ والغامض قبل ثماني سنوات، لم نألُ جهداً للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة، فشكّلنا لجاناً لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، تتعاطى بكل الجدية والمسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة جداً لنا، ولذلك فقد أولينا اهتمامنا لما صدر عن المعهد السويسري، وأجرينا اتصالات مع الجانب الفرنسي، ويجري التنسيق التام في هذه الأيام ما بيننا وبين محققين فرنسيين والخبراء السويسريين والروس لفتح الضريح على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية. كما فعلت قناة الجزيرة.
صحيفة القدس .