
غزة – الحياة الجديدة – أكرم اللوح – توافد المئات من المواطنين الفلسطينيين منذ ساعات صباح أمس، لمقر الشؤون المدنية وسط مدينة غزة، للحصول على ورقة “لم الشمل” بعد نجاح القيادة الفلسطينية في انتزاع الموافقة الإسرائيلية على منح أكثر من ثلاثة آلاف مواطن فلسطيني من قطاع غزة، الهوية الفلسطينية ليتمكنوا من التنقل والسفر للعلاج والتعليم بعد سنوات طويلة من الحرمان والمعاناة.
فرغم الزحام والتدافع إلا أن الزغاريد وأغاني الفرح ملأت المكان، ففرصة الحصول على ورقة لم الشمل افتقدها الآلاف من سكان قطاع غزة وفاقمت معاناتهم وسط الحصار المتواصل لأكثر من ١٥ عاما، فالصحفي مثنى النجار قرر الحضور لمقر الشؤون المدنية بزفة ملأتها الطبول والأغاني الوطنية، فيما قرر مواطن آخر ذبح “خروف” تعبيرا عن فرحته العارمة وسعادته بانتهاء معاناته وحصوله على ورقة لم الشمل.
الصحفية صفاء الحسنات أطلقت عشرات الزغاريد أمام مقر الشؤون المدنية بغزة، بعد معاناة امتدت لـ٢٤ سنة قائلة:” انتزعنا اليوم أبرز حقوقنا بعد سنوات طويلة، حق المواطنة المحرومين في بلدنا لأنه هو السلم لنا للسفر للعلاج والعمرة حتى الأهل” فرحة اليوم لا يحس فيها إلا من عاشها.
المواطنة المصرية ميرفت الحفني لم تجد تعبيرا لفرحها سوى دموع انهمرت بغزارة من عينيها، وأخبرت مراسل “الحياة الجديدة” أن معاناتها بعدم حصولها على الهوية الفلسطينية امتدت لأكثر من ٢٠ عاما، وكانت تواجه صعوبات في السفر والتنقل عبر معبر رفح، لعدم حصولها على الهوية الفلسطينية، مؤكدة أن فرحتها لا توصف هذا اليوم وتتمنى أن تصلي في المسجد الأقصى قريبا وتقوم بزيارة زوجة شقيقها المقيمة في أراضي ٤٨م.
وأضافت الحفني:” فرحانة كتير أن أصبح معي هوية تمكني من التنقل، وأصبحت فلسطينية، وكلي فخر وسعادة، وأقدم شكري للرئيس عباس على جهوده المضنية التي يبذلها، والنصر لنا ان شاء الله”.
المواطن أبو سمير علول قدم شكره للرئيس محمود عباس وللوزير حسين الشيخ على جهودهما في التخفيف من معاناة المواطنين الفلسطينيين وانتزاع النصر باستصدار أكثر من ٤ آلاف بطاقة هوية من الجانب الإسرائيلي.
وقال علول :” أنا انتظر هذه اللحظة منذ العام ١٩٩٩م، واليوم أصبح لي رقم وطني وهوية فلسطينية، فعلى مدار سنوات عشت معاناة كبيرة، فأخي توفى في الأردن ولم أتمكن من مشاهدته، وعمي أيضا في السعودية لم أشارك في جنازته، ولكن اليوم أصبح بإمكاننا السفر والتنقل وانتهت معاناة السنوات الطويلة”.
عزة سلامة من مواليد السعودية، أخبرت مراسل “الحياة الجديدة” أنها على مدار السنوات الماضية كانت أمام خيارين إما البقاء في غزة، أو السفر وعدم العودة، ولكنها فضلت الصبر حتى تمكنت من الحصول على بطاقة الهوية تمكنها من زيارة عائلتها في السعودية”.
وتقول سلامة :” عندما عرفت بالموافقة على إصدار لم الشمل لي، بكيت لمدة ساعة كاملة، ولكنها كانت أجمل لحظات حياتي، فهذا هو الفرج الحقيقي، فأمي وأبي مسنان ولم أتمكن سابقا من زيارتهما، ولكن الآن أنا سعيدة سأتمكن من عناقهما ورؤيتهما”.