رام الله/ وصف محللون ومراقبون ان العمليات العسكرية التي تقوم بها اسرائيل حاليا في المدن الفلسطينية لا تهدف إلى البحث عن المستوطنين المختفين الثلاثة كما تدعي، وإنما ترمي إلى تحقيق اهداف كثيرة تبدأ بكسر ارادة الفلسطينين وافقادهم الثقة في كل الشيء، وتنتهي بضم أكبر مساحة ارض فلسطينية مع اقل عدد من السكان.
وقال اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات، في حديث مع القدس دوت كوم: لا يظهر من خلال متابعة العمليات العسكرية الاسرائيلية أن الهدف هو البحث عن مستوطنين مختفين، وإنما هناك مآرب أخرى أهمها، تقويض السلطة الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية للشعب الفلسطيني، وكسر الارادة الفلسطينية، وجعل المواطن الفلسطيني يفقد الثقة في كل شيء”.
واشار عريقات إلى ان هذه الاهداف الآنية للحملة العسكرية الاسرائيلية، ومع مرور الوقت ” ستسهل على اسرائيل تنفيذ خطوات اكبر، منها ضم الضفة الغربية “.
الكاتب والمحلل هاني المصري بدوره، أكد ذات الموقف المطروح، مع تأكيده على أن الضم المقصود إسرائيليا لا يعني ضم الشعب الفلسطيني إلى مواطني اسرائيل، بل ضم اكبر مساحة من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، مع أقل عدد من السكان الفلسطينين.
واشار المصري في حديث مع القدس دوت كوم إلى أن “اسرائيل تريد البحث عن المستوطنين لكن على ارض الواقع هناك خطوات واضح أنها معدة سلفا، ومدروسة، وتهدف إلى اضعاف السلطة الفلسطينية وافشال المصالحة الفلسطينية، وخلق حالة توتر داخلي تغطي مستقبلا على خطوات خطيرة”.
ويرى المصري ان اسرائيل ” تريد قطع الطريق على اي مبادرات دولية لاحياء السلام، وتمهد لخطوات احادية، تكرر الحديث عنها على لسان قياداتها، وأهم هذه الخطوات هو ضم مزيد من الارض الفلسطينية مع اقل عدد من السكان، واعادة انتشار الجيش الاسرائيلي شكليا في بعض المناطق، تماما مثلما حصل حين تم اعادة الانتشار في قطاع غزة عام 2005″.
ولا يختلف رأي الدكتور مهدي عبد الهادي، الكاتب والمحلل والسياسي الفلسطيني في حديثه عن العمليات العسكرية، التي قال إنها مرتبطة ايضا بالحملة ضد الإسلام السياسي الذي ينمو في الإقليم.
وقال عبد الهادي” اسرائيل طرف في صياغة الحالة للمنطقة والاقليم الذي يشهد متغيرات كثيرة اهمها نهوض الاسلام السياسي، هناك فلسفة امنية تقول إنه يجب القيام بعمليات عسكرية استباقية لمنع امتدادا مناخ الاسلام السياسي لفلسطين، وما تقوم له اسرائيل حاليا يهدف إلى لجم وكبت هذا التيار، وكسر اي مقومات لهذا التيار بكل اشكاله السياسية والاقتصادية، بغض النظر عن نتائجه، واحد ابرزها تشويه سمعة السلطة، واضعافها”.
اضاف عبد الهادي أن العمليات العسكرية الاسرائيلية طالما بقيت حالة الاقليم كما هي، مشيرا إلى ان استمرارها يتزامن مع نمو التيار الديني المتطرف في اسرائيل الذي ” يكبر ويقوى بشكل مذهل، دون أن يجد من يردعه، وهدفه مواصلة الاستعمار، والضم، من خلال تيار كولنيالي عنصري، يهدف في النهاية إلى واحد من 3 خيارات، أولها ضم الضفة الغربية وابقاء الفلسطينيين تحت ادارة بلديات صغيرة، أو ضم 60% من الضفة الغربية والمستوطنات، وعزل ما تبقى من مدن فلسطينية لربطها مستقبلا بالضفة الشرقية، والخيار الثالث هو ابقاء الحال كما هو، وترك الامور للمجهول حتى ينتهي المخاض الجاري في المنطقة الهادف إلى تقسيم الدول العربية مجددا ووضع خطة سايكس بيكو جديدة”.
القدس دوت كوم