رام الله/ العودة السريعة والمفاجئة لقطار المصالحة الى سكته التي كاد ان يخرج عن قضبانها طرحت حزمة اسئلة حيال العوامل والظروف والمستجدات التي جعلت المستحيل ممكنا والحلم حقيقة .
في التقرير التالي محاولة لفهم اسباب ما جرى رغم ان محللين يرون ان الاتفاق ليس نهاية المطاف وان عقبات اخرى قد تنشأ عند بدء التطبيق على الارض.
د. أحمد مجدلاني: حماس تخوفت من إجراء انتخابات فوقعت الاتفاق
يقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام جبهة النضال الشعبي أحمد المجدلاني إن استجابة حركة حماس السريعة لتوقيع اتفاق القاهرة، جاءت بسبب تشكيل الرئيس للحكومة، وتخوفها من إجراءات أخرى مثل عقد انتخابات محلية.
واضاف أن الإرادة السياسية للرئيس عباس لتحقيق المصالحة كانت موجودة على الدوام قبل توقيع الاتفاق وتشكيل الحكومة، لكنها لم تكن بالقدر الكافي عن قيادة حركة حماس.
ويشير مجدلاني إلى أن الاتفاق لا يعدو كونه آلية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة، ويضيف” نحن مع أي جهد لإنهاء الانقسام وعودة اللحمة للوطن الواحد، والعودة إلى خيار الشعب الفلسطيني عن طريق الانتخابات”.
ويرى مجدلاني أن غياب التفاعل الشعبي مع توقيع اتفاق القاهرة، يعود إلى الشعور بعدم الثقة من تعدد هذه الاتفاقات، ولا ننسى أن هذا الاتفاق هو السابع من نوعه منذ الانقسام عام 2007، وأقول: أن العبرة تكون في تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع”، مشددا على أن” مشاركة الأطراف الموقعة على الاتفاق وتنفيذه ضمانة لتمريره، وعدم تركه لرغبات حركتي “فتح” و”حماس”.
أبو سعدة: بعد فترة سنعود للداومة نفسها
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة إن الاتفاق الذي وقعته الفصائل في القاهرة ليس جديا،” فهو تعبير عن إدارة لأزمة الانقسام، وليست حلا له، ولدي سبب واضح وهو أن العمل لتوقيع اتفاق القاهرة جرى الترتيب له منذ بداية الشهر الحالي، من أجل الوصول إلى المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة، لكن لماذا ذهب الرئيس لتشكيل حكومة جديدة في رام الله دون أن ينتظر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟”.
ويضيف أبو سعدة “أن السبب الرئيسي لتوقيع الاتفاق هو إدارة لأزمة الانقسام والتنفيس عن الغضب والإحباط الشعبي من الطرفين”. لكن ماذا بعد توقيع الاتفاق؟ يجيب أستاذ العلوم السياسية:”مازالت العقبات موجودة على أرض الواقع، بسبب المصالح المتضاربة للطرفين، فضلا عن الرفض الأميركي والإسرائيلي لحكومة الوحدة ، أو قيادة حركة حماس للحكومة”.
عودة لجنة الانتخابات المركزية للعمل في غزة، بحسب أبو سعدة، يعد تقدما ملموسا،” لكن ذلك لا يعني حلا للأزمة بكاملها، لكن ماذا بعد تحديث السجلات في القطاع؟، سنعود للدوامة ذاتها عند تحديد موعد الانتخابات، ستطالب حركة حماس بضمانات فلسطينية ودولية لتحديد هذا الموعد والمشاركة فيها، كما قد تنشأ خلافات حول الحكومة، والمناصب السيادية فيها، وبالتالي نعود للمربع الأول”.
عوكل: علينا الا نوهم أنفسنا بأن الواقع سيتغير كثيرا بعد الاتفاق
أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل من غزة، فيرى إن الاتفاق استمرار لما كان من إدارة للأزمة، والناس هنا بصورة عامة حذرة من الاتفاق، لأن خيبات الأمل كانت كبيرة في المرات الماضية.
ويضيف أن قطار المصالحة انطلق، لكن دون أن ندخل أنفسنا في أوهام أن ذلك سيغير الأمور على أرض الواقع كثيرا، لأن أصحاب المصالح المتضاربة سيتدخلون لعرقلة الاتفاق.
لكن، رغم هذه الصورة السوداوية،فان عوكل يرى أن ثمة إيجابيات في الاتفاق تتمثل في قصر المسافة بين توقيع الاتفاق وبداية تنفيذه، فهو وقع قبل يومين، ويبقى ثلاثة أيام للبدء في تنفيذه، إضافة إلى أن الذين انتقدوا توقيع خالد مشعل لاتفاق الدوحة داخل حركة حماس، يطالبون الآن الرئيس عباس بتنفيذ الاتفاق، بعد أن رتبت حركة حماس أوضاعها الداخلية، بعد إجراء الانتخابات الداخلية، وهذا سيسحب البساط من التهرب من استحقاقاته.
ومن النقاط الإيجابية في اتفاق القاهرة، بحسب عوكل ” تاكيده على التزامن بين إعادة العمل في مكاتب لجنة الانتخابات وتشكيل الحكومة، بعد أن أصر الرئيس على فتح مكاتب اللجنة قبل تشكيل الحكومة، وحماس بدورها تصر على العكس”. كما لا يمكن إغفال تأثير الانتخابات المصرية على الفلسطينيين، ولاسيما بعد فوز الإخوان والسلفيين في مجلس الشعب، واقتراب انتخاب رئيس الجمهورية المصرية، التي ستصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الإحراج الذي تعرض له الفلسطينيون عقب تشكيل حكومة الوحدة في إسرائيل ويأس الرئيس تماما من إمكانية إستئناف عملية السلام بعد رسالة نتياهو.
ويستدرك عوكل قائلا” أن كل المؤشرات على الأرض تشير إلى عدم إمكانية أن يشق الاتفاق طريقه لأرض الواقع، فهناك نظامان منفصلان”شرطة وأجهزة أمنية و مؤسسات مدينة في الضفة، منفصلة عن تلك الموجودة في غزة”.
المصدر : صحيفة القدس