ما زالت الملصقات الانتخابية وبوسترات وصور المرشحين لانتخابات بلدية طولكرم تملأ الجدران والأعمدة وتحتاج إلى من يزيلها ويعيد المدينة الى حالة النظافة التي كانت عليها قبل ذلك بعد انتهاء الانتخابات.
وبغض النظر عمن فاز وعمن خسر فان الجميع قدموا نظريات في النظافة والكهرباء والشوارع الخالية من الغبار والتي ستكون عليها حال فوزهم وحال تمكنهم من السيطرة السريعة بعد ست وثلاثون عاما من الجاهلية على البلدية البالية والتي سيعيدون لها الحياة ويحلون مشاكلها ويعيدون ضبطها كما يضبطون ساعاتهم وخطواتهم نحو الحرية .
لا يهمنا كثيرا من فاز ولكن يهمنا الفعل وتحقيق الأماني التي طالما تمنيناها ، وهناك الكثير من العمل والمطلوب الكثير من الجهد والأمانة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
إن من أولويات العمل يبدأ من الديون المتراكمة على البلدية للمصدر والديون المتراكمة للبلدية على السكان ، وفي هذا السياق تبدأ المصداقية حيث تتراكم الديون على الكثيرين من ذوي السياج العالي والذين تحميهم ظهور متينة حملت الكثير من الإثم والعنجهية في وقت ملعون لا يبكيه احد ، واخذ على أيدي الكثيرين ممن يحملون أوزار غيرهم بصفتهم الشعب الذي يدفع ثمن أخطاء متنفذيه ، وفي الدور الثاني تأتي المافيا التي تحكم البلدية منذ بداية الاحتلال والتي ما زالت تعيث فسادا وتحكم المدينة بالظلم والعدوان ونتائج عملهم تظهر على بلديتنا وشوارعنا وحاراتنا وبنيتنا الأساسية .
ففي المدينة وضواحيها ترى النفايات تتراكم جانب العربات المخصصة لحملها ، وترى الأسواق الضيقة دون ترتيب يحكمها أيضا أناس لهم صلات وثيقة ، وترى مدخل المدينة الشرقي ينقصه الكثير وترى أضواء الشوارع الحمراء المخصصة للشوارع الرئيسية فقط تنير مداخل وأبواب الكثيرين من ذوي الدماء الزرقاء وبعضهم يعيش في طرق وشوارع بلا مخرج وترى مداخل ضيقة تصل الى عدة بيوت وهي مسفلتة وترى شوارع ضخمة تصل الى الآلاف ضيقة محطمة تجرفها أمطار الشتاء وتشققها حرارة الصيف وترى شوارع تم حفرها من قبل احد المتعهدين أو من قبل آليات البلدية منذ زمن بعيد وتنتظر الردم والتزفيت وتعمل على مضايقة الناس والسيارات ، وترى عمال النظافة وهم يلمعون احد الشوارع ويدخلون الى بيوته ينظفونها بمقابل من المال من أصحابه ولا يعطون نفس الاهتمام لمناطق أخرى.
لا يمكن أن تكون هناك يوتوبيا فاضلة ونحن لا نطلب المستحيل، كل ما نطلبه العدالة والنظافة والصدق.
هل نرى يوما ولو شارع واحد له أساس متين يخالف فيه كل من يدنسه بورقة أو حتى يبصق فيه ؟ هل نرى مدينتنا وضواحيها تحت إطار واحد من الخدمات دون تمييز ؟؟
هل يطالب الجميع بدفع أثمان الكهرباء المستحقة عليهم بنفس درجة المطالبة ؟ هل يثبت موظف البلدية الذي يعمل منذ خمسة عشر سنة في عمله كالموظف الذي تم تثبيته بعد عدة أشهر من وظيفته ؟ هل نستطيع كبح جماح التوظيف العائلي داخل أروقة البلدية ؟ هل نستطيع تقديم الخدمات للجميع بنفس السهولة والسرعة ؟ هل نطلع يوما على ميزانية مالية منشورة للبلدية أو لمشاريعها ؟ هل وهل وهل …… ؟
ليتنا نرى إجابة أسئلتنا بواقع يختلف عما هو عليه واقعنا الآن ، ليتنا نشعر أن هناك اهتمام بالمصلحة العامة على المصلحة الشخصية والعائلية والحزبية.
عسى أن يكون قريبا ما كنا نراه من المستحيلات وعسى أن نكون قد وفقنا باختيارنا ولا نندم على أننا وعلى الأقل قبلنا بمبدأ المشاركة بالانتخاب.