غزة/أثار الخبر الذي نشرته صحيفة “الوطن” المصرية أمس الأول، بعنوان “ضبط أسلحة كيماوية في أنفاق غزة”، استغراباً كبيراً لدى سكان قطاع غزة، الذين اعتبروا الخبر مجرد “أكاذيب وادعاءات تدخل في إطار الاستقطاب الدائر بين نظام ثورة 30 يونيو وحركة حماس”.
ونقلت الصحيفة المصرية عن مصادر رسمية “أن قوات من الصاعقة والعمليات الخاصة ضبطت 4 أسطوانات معبأة بمواد كيماوية تُستخدم في صناعة الأسلحة المحرمة دولياً، بحوزة عنصرين داخل أحد الأنفاق الحدودية في رفح”.
وبينما نفى الخبير في الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب صحة ما أوردته الصحيفة المصرية، أكد أن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تراقب الحدود، ولو كان ما ذكر صحيحاً لكانت إسرائيل اتخذت اجراءات مختلفة.
وقال حبيب في حديث لـ القدس دوت كوم: “ما ذكر غير صحيح، والجميع يدرك أنه كذب، وهي محاولة من الإعلام المصري لاستعداء الشعب الفلسطيني، ودعم مبررات الانقلاب حتى على حساب القضايا الوطنية والقومية العربية”.
واعتبر أن الحديث عن تهريب أسلحة إلى غزة وبالعكس، يدخل كذلك في إطار ما أسماه “تشديد وتبرير الحصار على غزة، من قبل الإعلام المصري الذي يؤدي دوراً أسوأ من الإعلام الإسرائيلي”.
أما الناطق باسم حكومة “حماس” إيهاب الغصين، فاستنكر بشكل كبير نشر “معلومات غير صحيحة بهذه الطريقة من قبل الإعلام المصري”.
وقال لـ القدس دوت كوم: “لا صحة لكل ما يقال، للأسف الحملة الإعلامية من قبل الجهات الإعلامية والرسمية ضد غزة ما زالت مستمرة”.
وأضاف: “هذا لا يخدم إلا العدو الصهيوني، هم يقولون أنهم أغلقوا كافة الأنفاق، ثم يتحدثون عن تهريب مواد من خلال الأنفاق”.
وأوضح أن الأمن الفلسطيني يحافظ على الحدود مع مصر بشكل كامل، ولا يوجد أنفاق تعمل ليتم التهريب عبرها، مؤكداً أن حكومة “حماس” حريصة على ضبط الحدود والحفاظ على أمن مصر، وتتمنى الاستقرار لكل المصريين.
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب “أنه لو كان الخبر صحيحاً، فلن يكون ما ضبط سلاحا كيماويا، بل ستكون مواد تستخدم في الحياة اليومية”.
وتابع: “من المستغرب أن تكون أسلحة كيمياوية كما نشرت صحيفة الوطن المصرية، فهناك مواد متواجدة في الأسواق من الممكن بعد تصنيعها وخلطها بتركيبات معنية استخدامها في السلاح ليس أكثر”.
وعزا حبيب مثل هذه التسريبات والأخبار إلى “عملية الاستقطاب الشديد بين النظام المصري بعد ثورة 30 يونيو وبين حركة حماس، وبالتالي فإن حالة الاستقطاب هي التي تستدعي مثل هذه المقولات والشائعات”، معتبراً أن غزة ومصر لا تحتاجان لأسلحة كيماوية تنتقل بين شطري الحدود.
ودعا إلى تخفيف حدة التوتر بين غزة والقاهرة، من خلال مراجعة حقيقية من قبل الطرفين، حتى لا تتسع الهوى أكثر من ذلك، خصوصاً وأن الاتهامات وردود الفعل التي تحدث حالياً تهدد الأمن القوي العربي بشكل عام.
القدس دوت كوم