دمشق / بحث وفد اللجنة التنفيذية لبحث أوضاع اللاجئين في سوريا مع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أوضاع المخيمات الفلسطينية واللاجئين في سورية، وتجنيبها دائرة الصراع القائم، وتوفير الحماية للاجئين، بجانب العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين.
وقال في تصريح صحفي، إن الموقف السوري الرسمي كان داعما لعودة المهجرين الفلسطينيين إلى مخيماتهم، ووضع حد لهذه المأساة التي تؤثر سلبا عليهم، مشيرا إلى أن موقفهم من الوضع في المخيمات كان واضحا منذ البداية، وهو الرفض بأن تكون مأوى لأية فئات مسلحة.
كما بحث الأغا عقب لقائه الوزير الزعبي الليلة الماضية، جملة من القضايا ذات صلة بالمخيمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين في سوريا، من ضمنها الإجراءات الأمنية حول المخيمات، وتسهيل الدخول والخروج منها، إضافة إلى قضية الفلسطينيين الذين لم يثبت تورطهم بالصراع، والعمل على إطلاق سراحهم، وتسوية قضية المطلوبين بعد تسليم أسلحتهم’.
وأكد الأغا موقف منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، القاضي بعدم تدخل الفلسطينيين في الشأن السوري الداخلي، والحفاظ على حيادية المخيمات.
من جهته، أكد الزعبي أن موقف سوريا من القضية الفلسطينية واضح وغير قابل للمساومة، وسيظل كما كان على مدى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في جوهر التزاماته الوطنية والقومية، حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار إلى أن ما يجمع الشعب السوري والفلسطيني من وحدة الوجدان والفكر والمصير لا يمكن تفكيكه، وسوريا لم تميز يوما بين الفلسطينيين الموجودين فيها والسوريين، وأن المخيمات في سوريا لا علاقة لها بالمخيمات إلا بالاسم، وهي تشكل مجتمعا قائما من السوريين والفلسطينيين.
وأكد الزعبي أن اقتحام المخيمات الفلسطينية في الأحداث الجارية في سوريا كان الغاية منه استدراج الفلسطينيين للدخول بالأزمة.
واستعرض الوفد خلال لقائه كافة القوى الوطنية والإسلامية، بمقر المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق، أهم النقاط التي تم بحثها مع المسؤولين في الحكومة السورية، والتي تتضمن تخفيف معاناة الأهالي في المخيمات الفلسطينية، بما يضمن عودة النازحين والأهالي إلى ديارهم في المخيمات، وأن تكون المخيمات آمنة خالية من السلاح والمسلحين.
كما تطرّق أعضاء الوفد إلى الاتصالات والتحركات السياسية التي واكبت بدايات الأزمة، وتم استعراض الجهد المبذول من أجل تأمين الحاجات الإنسانية لأهلنا في مخيمات سوريا.
وأشار الوفد إلى مخاطر استهداف المخيمات الفلسطينية، وآثاره السلبية على موضوع حق العودة، حيث تشكل المخيمات الفلسطينية ومخيم اليرموك أولا أهم عناوين حق العودة خارج الوطن وداخله.
وذكر بيان صدر عن دائرة شؤون اللاجئين، أن مداخلات الجميع عكست روح المسؤولية الوطنية العالية، والإرادة السياسية لتحييد المخيمات الفلسطينية، وعدم زجها في أتون الصراع الدائر في سوريا، والذي لا يصب في مصلحة أي أحد إلا الاحتلال.
ووفق البيان، اتفقت الفصائل المشاركة في الاجتماع مع وفد المنظمة على توجيه رسالة طمأنة لأبناء الشعب الفلسطيني في سوريا، تتضمن: عودة النازحين كافة إلى مخيماتهم، وفي مقدمتهم النازحون من مخيم اليرموك والجوار، المتمسكون بحقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها عام 1948. والحرص على بيئة فلسطينية آمنة ورمز للتعايش والحيادية، على قاعدة خلو المخيمات من السلاح وخروج المسلحين، وتسهيل مرور الأدوية والمواد الغذائية والطبية، باعتبار ذلك ضمانة أساسية لتوفير البيئة المناسبة للأمن والاستقرار في المخيمات.
كما اتفق المجتمعون على دعوة الجهات المعنية لإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين الذين لم يثبت تورطهم، وعمل تسويات لكل المطاردين والمطلوبين لتسوية وضعهم وتسليم سلاحهم والعودة لحياتهم الطبيعية.
وأجمعوا على مواصلة الجهود لتوفير الدعم والإغاثة الإنسانية والاجتماعية للمهجرين، وبذل الجهود مع الأونروا وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية لتوفير أشكال الدعم والإسناد اللازمين. ومواصلة الاتصالات مع كافة الدول والأطراف ذات الصلة بغرض إبقاء المخيمات الفلسطينية والفلسطينيين بمنأى عن الأزمة الداخلية في سوريا والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، احمد مجدلاني، ‘أجرينا اتصالات مع الأخوة السوريين من اجل تحييد المخيمات الفلسطينية، عن دائرة الصراع الدائر داخل سوريا’.
وأضاف مجدلاني في حديث هاتفي لوكالة ‘وفا’، ‘انه تم بحث العديد من القضايا منها العمل على إخلاء المسلحين من المخيمات لضمان الأمان لأهالي المخيمات، إضافة إلى بحث قضية عودة النازحين والمهجرين من المخيمات، الذين اضطروا لترك بيوتهم والنزوح عنها عقب حالة عدم الاستقرار التي سادت المنطقة’.
وأشار إلى انه تم بحث قضايا الإجراءات الأمنية حول المخيمات وتسهيل الدخول والخروج منها، إضافة إلى قضية الفلسطينيين الذين لم يثبت تورطهم بالصراع، والعمل على إطلاق سراحهم، وتسوية قضية المطلوبين بعد تسليم أسلحتهم’.
وأكد انه تم الاتفاق على أن تقوم قيادات المنظمة بإجراء اتصالات بقيادات المعارضة بالخارج والدول الداعمة لها، من اجل تحييد المخيمات الفلسطينية كونها ليست جزء ولا طرفا بالصراع.
وأوضح انه تم الاطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، وزيارة بعض أماكن إيواء هؤلاء اللاجئين، مشيرا إلى انه لم تعذر زيارة أيا من هذه المخيمات.
وفا.