واشنطن: لم يعد هناك ما يبرر مخاوف الغرب من حلم الإخوان بإقامة دولة الخلافة والتأثير على مليار مسلم حول العالم بعد أن فشل الإخوان فى حكم مصر. هذا ما قالته مجلة «ويكلى استاندرد» الأمريكية فى تقرير مطول عن وضع مصر بعد مرور عامين على تنحى مبارك، مؤكدة أن الخبر الوحيد السعيد الذى حمله حكم الإخوان للغرب هو انتهاء خطر قيام دولة الإسلام الكبرى، فتحت قيادة الرئيس المصرى أثبت الإخوان أن فلسفتهم فى الحكم تعنى الفقر والجوع والاضطرابات والصراع الداخلى العنيف. وتساءل التقرير: «أى شعب فى أمة الإسلام يمكن أن ينضوى تحت راية هؤلاء؟». وتابع التقرير قائلا إن الجماعة التى ظلت تعد نفسها لهذا الهدف الطموح أثبتت أنها عاجزة عن حكم مصر، فالاقتصاد بات على حافة الانهيار مع نزيف احتياطات البلد من العملة الصعبة وانخفاض الجنيه لمستوى قياسى وعجز الحكومة عن جذب أى استثمارات أجنبية، والمجتمع الدولى الذى انبهر -قبل عامين- بالثورة المصرية ليس لديه ثقة فى قدرة حكام مصر الجدد على تحقيق المصالحة بين الفصائل السياسية المتناحرة. وإذا كان الغرب يردد دائما أن مصر أكبر من أن تسقط، فالحقيقة الصارخة أنها تسقط بالفعل، وكل الجهود لإنقاذها متعثرة، فقرض صندوق النقد الدولى مرهون بقدرة الرئيس على تحقيق الاستقرار السياسى، وتحقيق مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، مثل خفض الدعم، لكن تخفيض هذا الدعم سيؤدى لفوضى، والأخطر أن الكوادر المؤهلة لإنقاذ مصر قد غادرتها للمنفى أو تقبع فى السجون بتهم الفساد، أى أن إصلاح الاقتصاد المصرى بات مرتبطا بالشريحة التى أرادت الثورة عقابها.
وأشارت المجلة إلى أن بعض صناع القرار الأمريكى الذين تحمسوا بشدة للجماعة يحاولون الآن غسل أيديهم مما يجرى فى مصر، وبدأ أعضاء الكونجرس يضغطون على أوباما لوقف المساعدات، وكان السيناتور جيمس إنهوف أكثرهم صراحة عندما قال «مرسى عدونا». وتابع التقرير: مرسى قد لا يكون المشكلة ولكنه رئيس المشكلة، والمشكلة هى المجتمع المصرى كله الذى باتت كل أطرافه متناحرة وعاجزة عن التصالح والتعايش. وبدأ الجميع يسأل هل ستنفجر مصر وما العواقب؟ والخطير أن المصريين بدأوا يعتادون على الفوضى ويؤهلون أنفسهم لفوضى طويلة وفشل عظيم.
وأكدت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن سبعة أشهر فقط على حكم الرئيس مرسى بددت أى مخاوف فى الغرب من احتمال نجاح الإسلاميين فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، فما يحدث فى مصر أخاف الجميع فى سوريا ولبنان وليبيا. وبدا الآن أن حظوظ الإسلاميين فى الاحتفاظ بالسلطة -على عكس ما كانت فى 2011- تتراجع، وذلك بعد أن فهم المصريون نوايا الإخوان فى إقامة نظام ديكتاتورى وتأكدوا أن نوايا الإخوان فى تأسيس دولة ديمقراطية غير صادقة، فقد روجوا لدستور يسمح بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، وفرض قيود صارمة على حرية التعبير، ونص على دور لعلماء الأزهر فى إقرار التشريعات.. وسريعا ما لاحق النائب العام الجديد الصحفيين والمعارضة بتهمة «إهانة» الإسلام أو مرسى نفسه. وتابعت المجلة -التى أفردت موضوع غلافها لمستقبل الإسلاميين- أن مرسى تحالف مع الجيش الذى نصت ديباجة الدستور الجديد على دوره المشرف فى حماية الثورة وهذا أمر غير صحيح، وأمّن الدستور كل مصالحه وامتيازاته، فى المقابل حصل الإخوان على حماية ودعم الجنرالات لكنهم خسروا احترام الملايين من المصريين، خصوصا بين الشباب.
الوطن المصرية.