ابتداءً من كانون الثاني ٢٠١٩، سيتشكل مجلس الأمن من: ألمانيا وبلجيكا وأندونيسيا والدومينيكان وجنوب أفريقيا وساحل العاج وغينيا والكويت والبيرو وبولندا. لقد تناولت في مقالات سابقة تشكيل مجلس الأمن حيث أنه يتكون مِن خمسة عشر عضواً؛ خمسة دائمون يمثلون (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا والصين) إضافة إلى عشرة أعضاء غير دائمين يجدد ٥ أعضاء منهم كل سنة لتتولى مهامها بعد ستة أشهر من التصويت وقبل بدء عملهم، يخضع ممثلو الدول المنتخبة لتأهيل سريع على مراسم المجلس، وخلال ولايتهم، يتعاقب سفراء الدول الأعضاء شهريا على رئاسة المجلس التي تتضمن الكثير من التنظيم والتخطيط.
ألمانيا، بلجيكا، أندونيسيا، جمهورية الدومينيكان وجنوب أفريقيا تم انتخابها قبل يومين من قبل الجمعية العامة في هيئة الأمم المتحدة وتستمر عضوية هذه الدول لعامين في مجلس الأمن ابتداءً من مطلع ٢٠١٩. حتى نهاية هذا العام، يتكون المجلس من كل من بوليڤيا وأثيوبيا وغينيا وساحل العاج وكازاخستان والكويت وهولندا والبيرو وبولندا والسويد، ستخرج مع نهاية ٢٠١٨ كل من أثيوبيا وكازاخستان وهولندا والسويد وبوليڤيا. التركيبة الجديدة لا بأس بها لخدمة مصالح فلسطين الدبلوماسية إلا أن خروج بوليڤيا والسويد سيكون له أثر معنوي وعملي سلبي على الفلسطينيين خاصة بعد أن وقفتا بشجاعة بالأخص بوليڤيا إلى جانب فلسطين خلال فترة عضويتها. في هذا السياق، إذا كانت دولة فلسطين تطمح بتحقيق أهداف دبلوماسية من خلال قرارات الهيئة ممثلة بمجلس الأمن، فعليها وضع خطة عمل دبلوماسية لتوطيد علاقاتها مع الدول الأعضاء حالياً والعمل جاهدةً لبناء جسور صداقة أو مشاريع ومصالح مشتركة مع الدول المعروف أنها ستنضم في الدورة اللاحقة لهذا المجلس. هذه معلومات واجبة الأخذ بالحسبان عند وضع الخطط الإستراتيجية الدبلوماسية وبالتحديد أهداف الأداء الإجرائية لممثلينا لضمان الحصول على أعلى الأصوات عند التقدم بمشاريع قرارات تصب في مصلحة فلسطين الوطنية.
لقد انسحبت إسرائيل من انتخابات عضوية مجلس الأمن هذه المرة لأنها أدركت أنها لا تتمتع بأي فرصة ويمكن أن تواجه إهانة دبلوماسية بثلاثين أو أربعين أو خمسين صوتا على الأكثر من أصل ١٩٣. طالما ذم رئيس الوزراء الإسرائيلي في مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم الدولية، وقد وصل به الاستخفاف بأدائها بأن نعتها بالمنظمة عديمة الفائدة والتي لا خير فيها. إلا أننا على أرض الواقع نجد نتنياهو يبذل قصارى جهده ويعمل دبلوماسياً من الشرق إلى الغرب حتى يحقق هدفا سياسيا/دبلوماسيا بأن تصبح إسرائيل عضواً في مجلس الأمن الدولي.
حتى تخطط فلسطين دبلوماسيا بطريقة استراتيجية، يتوجب خلق شبكة علاقات اعتماداً على أسماء الدول التي تم طرحها لبناء تحالفات قوية وتحقيق مصالح فلسطين من خلال التأسيس لعلاقات اقتصادية وسياسية إستراتيجية حتى تضمن تصويت هذه الدول لصالح فلسطين عند طرح أي قرار في مجلس الأمن، من المتوقع أن تتقدم أمريكا بمشروع قرار باسم إسرائيل بخصوص اعتبار حركة حماس “إرهابية” ونظن أنه لن ينتظر حتى بداية عمل التشكيلة الجديدة لتقديم هذا المشروع ضد حماس وفلسطين، لذا يتوجب على الفلسطينيين الحذر والتأكد من توطيد العلاقات الدائمة مع الأعضاء الحاليين إلى جانب وضع خطة عمل لجسر العلاقة مع الدول الجديدة التي ستنضم لمجلس الأمن مطلع العام القادم.
مجلس الأمن الجديد وانسحاب اسرائيل! بقلم: د. دلال عريقات
