القدس المحتلة- أ.ف.ب- يرى محللون ان العملية البرية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة جزء من استراتيجية يتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفع حماس الى قبول تهدئة.
وقال نتنياهو في بداية اجتماع خاص للحكومة الأمنية المصغرة “تعليماتي وتعليمات وزير الدفاع للجيش حسب موافقة المجلس الأمني المصغر، هي التحضير لامكانية توسيع ملحوظة للنشاط البري“.
بعدها، اجتمع نتنياهو مع حكومته لمناقشة الخطوات القادمة في الحملة العسكرية، حسب وسائل الاعلام.
وبدأ الائتلاف الحاكم المنقسم في اسرائيل هادئا على غير عادته بعد اطلاق العملية البرية مساء الخميس والاعلان عن مقتل أول جندي اسرائيلي في العملية أمس.
واكد النائب عن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو داني دانون في حديث لموقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني والمعروف بانتقاداته العلنية “ادعم نتنياهو في العملية البرية” بعد أيام من طرد نتنياهو له من منصبه كنائب لوزير الجيش بعد تصريحاته العلنية.
ولطالما كرر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان علنا ان على اسرائيل اعادة احتلال قطاع غزة.
بينما بدا وزير الأمن الداخلي اسحق اهرونوفيتش الذي ينتمي الى حزب “اسرائيل بيتنا” اليميني المتشدد بزعامة ليبرمان، اكثر تحفظا أمس في حديثه للصحفيين قبل توجهه الى اجتماع الحكومة الأمنية. وحسب اهرونوفيتش فانه حتى الآن لم يرد اي حديث حول اعادة احتلال غزة والسؤال هو: حدود العملية، وقوة العملية“.
واضاف “حتى الآن لم نتخذ اي قرار حول احتلال غزة (…) وقد نصل الى مثل هذا الوضع“.
ورأى المعلقون ان اسرائيل لن تسعى للاطاحة بحماس خوفا ممن يخلفها.
وكتب المعلق بن كاسبيت في صحيفة “معاريف” الاسبوع الماضي “قبل وقت ليس بطويل، كان هدف اسرائيل الاطاحة بحكم حماس، ولكن ظهور جماعات اسلامية مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة اوضح لاسرائيل ان حماس هي الشريك المثالي تقريبا”. وقال كاسبيت “لا يوجد أي سبب للاطاحة بها لأننا سنشتاق اليها بعد ذلك“.
واضاف “علينا ان نحاول ان نصل الى وضع نقوم فيه بردعها حقا أو يتم فيه استنفاد ترسانة تهديداتها الموجهة الى الجبهة الداخلية في اسرائيل“.
ويرى المحللون ان نتنياهو المعروف بحذره من المرجح ان يتحرك بحذر على الجبهة العسكرية، مشيرين الى انه على دراية بخطر زيادة القتلى في الجانب الاسرائيلي، والأضرار التي ستلحق صورته الخارجية مع ازدياد عدد الضحايا المدنيين في غزة.
ورأى خبير الشؤون الفلسطينية في اذاعة جيش الاحتلال جاكي خوري ان ما يحدث عبارة “عن سلسلة عمليات أكثر من عملية برية كبيرة“.
وأشار ناحوم بارنيع في صحيفة “يديعوت احرونوت” الأكثر توزيعا الى ان “نتنياهو يعرف كل الحسابات السياسية: الحروب سمية، ليس فقط للجنرالات“.
واعترف نتنياهو بوجود بعض العقوبات حيث أكد لوزرائه أمس “لا يوجد ضمان لنجاح 100%”. وقال نتنياهو انه أمر بتوجيه عملية برية لغزة بعد فشل عدة محاولات للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. واضاف “اخترنا اطلاق هذه العملية بعد استنفاد الخيارات الأخرى“.
واكدت صحيفة “اسرائيل اليوم” المجانية المقربة من نتنياهو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يتخل حتى الآن عن أمله بالتوصل الى وقف لاطلاق النار. وحسب الصحيفة فان “اسرائيل تأمل في ان يدفع التوغل البري في غزة حماس الى التوصل الى تهدئة”. واضافت “تتمتع الحكومة والجيش بدعم شعبي ولكنهم يعلمون ان هذا مرتبط بثلاثة شروط من الصعب الحفاظ عليها في المعركة وهي ان تكون قصيرة، وان تحقق انجازات كثيرة، وان توقع عددا قليلا من الضحايا“.