غزة / في حين يرتقب الفلسطينيون نتائج اجتماعات قادة الأمن والسياسة في إسرائيل التي تعقد من حين لآخر، وسط تخوفات من تصعيد عسكري إسرائيلي كبير خاصةً على جبهة غزة، استبعد العديد من المحللين والمختصين في الشأن الإسرائيلي أن تتورط إسرائيل في فتح معركة جديدة على أي من الجبهات.
وشهد قطاع غزة في الأيام الأخيرة تصعيدا عسكريا ينذر بإمكانية أن ينزلق الوضع نحو معركة مفتوحة على غرار تلك التي شهدها القطاع في تشرين الثاني 2012 عقب اغتيال إسرائيل لقائد كتائب القسام أحمد الجعبري.
وشنت طائرات حربية ومروحية وزوارق إسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء 34 غارة على مواقع عسكرية خالية تتبع للمقاومة في هجوم هو الأعنف منذ أكثر من عامين.
ووصف المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، أن ما جرى الليلة الماضية بأنه “استعراض كبير قامت به إسرائيل كنوع من (فشة الخلق) ونوع من العقاب للإيحاء للرأي العام الإسرائيلي وكأنه تم تدمير نصف غزة”، مشيرا إلى أن الإعلام الإسرائيلي تابع ما جرى في غزة الليلة الماضية على هذا الأساس.
واشار عطا الله الى حالة النقاش الحاد على المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي ومعارضة بعض الأطراف لتنفيذ هجوم كبير ضد غزة، ومطالبة البعض بعملية موسعة، مبينا أن الخيار الأخير لم يحظ بقبول واضح لدى غالبية المسؤولين الإسرائيليين الذين تساءل بعضهم عن أي رابط خيط يمكن أن يربط غزة بما جرى في الخليل.
وأضاف في حديثه لـ دوت كوم تحت كل الضغوط اختارت إسرائيل توجيه ضربات مكثفة إلى غزة وكأنها عبارة عن بنك أهداف، معتبرا ما جرى عبارة عن “محطة أولى” لن تتحول إلى تصعيد أكبر إلا إذا استمر إطلاق الصواريخ بما يقنع الرأي العام الإسرائيلي بأن ذلك يحتاج لعملية موسعة.
ورأى عطا الله أن إسرائيل والمقاومة في غزة لا ترغبان في الدخول بمواجهة موسعة، لافتا إلى أن إطلاق الصواريخ في الوقت الحالي عبارة عن “رسائل توجهها المقاومة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي عدوان وأنها ستكون في حالة دفاع في حال قررت إسرائيل توسيع عملياتها”.
وأضاف “كذلك في إسرائيل، لا يرغبون بعملية. في حال أن التحقيق الذي فتح في عملية الخليل سيطال رؤوسا أمنية وسياسية فإن إسرائيل لن تذهب تجاه تصعيد على جبهة غزة أو غيرها من الجهات خاصةً وأن التحقيق ربما يطيح برؤوس أمنية لا يمكن لها حينها أن تهرب باتجاه فتح جبهة تنهي به مستقبلها السياسي والأمني”.
واكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، عدنان أبو عامر، أنه لا توجد أي رغبة لدى كافة الأطراف في الدخول بمعركة مفتوحة، مبينا أن إسرائيل لديها اعتبارات بأن أي معركة مفتوحة على غرار الحربين الأولى والثانية على غزة ستكون مكلفة جدا وكبيرة.
وأشار إلى أن إسرائيل “ستحاول العمل على اصطياد رؤوس ميدانية وسياسية في حماس لإعادة الاعتبار للرأي العام الإسرائيلي الغاضب على الحكومة عقب الإخفاق الذي صاحب عملية الخليل”، مبينا أن رد المقاومة في تلك الحالة سيكون متزنا دون أن يصل لمرحلة مفتوحة.
واستدرك قائلا “عدم رغبة الجانبين في الدخول بمعركة مفتوحة لا يعني أن المنطقة قد تستدرج استدراجا في النهاية لمواجهة لا يرغب فيها الطرفان”.
واضاف ابو عامر ان “هناك توجها واضحا في إسرائيل بأن معظم أركان الحكومة تعمل من أجل محاولة ضبط الميدان، دون الدخول في معركة مفتوحة لان ذلك لا يخدم أحدا في هذه المرحلة”، مشيرا للاعتبارات السياسية والحزبية للقيادات الإسرائيلية وخاصةً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال أبو عامر أنه ليس لديه مصلحة في الدخول بمواجهة مفتوحة خشية من أن يكون ذلك نهاية مستقبله السياسي في إسرائيل.
القدس دوت كوم – كحكود ابو عواد