رام الله/ رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عدداً كبيراً من الانتهاكات بحق الصحفيين في دولة فلسطين المحتلة خلال الشهر الاول من العام الحالي “كانون الثاني2013″، حيث تعرضوا مجددا للكثير من الاعتداءات التي لا يمكن وصفها الا بأنها محاولة جديدة لكبت الحقيقة وتكميم الافواه، ومنع الصحفيين من اداء واجبهم المهني رغم المخاطر التي يتعرضون لها.
فقد استمرت قوات الاحتلال الإسائيلي بسياسة منع الصحفيين من تغطية الفعاليات التضامنية والجماهيرية السلمية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية سواء بمنعهم من دخول المناطق بالقوة أو احتجازهم أو استهدافهم بقنابل الغاز.
ومن جهة أخرى تعرض الصحفيون في قطاع غزة لعدد وافر من الانتهاكات تمثلت اعتقال مجموعة من الصحفيين والتحقيق معهم بأساليب عنيفة. فيما لم يرصد مركز مدى أي انتهاك بحق الصحفيين في الضفة الغربية خلال الشهر الماضي لأول مرة منذ أشهر كثيرة.
انتهاكات قوات الاحتلال :منعت قوات الاحتلال يوم السبت الموافق 12/1/2013 طاقم شبكة فلسطين الاخبارية (PNN)المكون من رئيس التحرير منجد جادو والمصور التلفزيوني جوزيف صفر من الوصول إلى قرية”باب الشمس” قرب مدينة القدس. كما منعوا طواقم صحفية أخرى من الوصول الى المكان مثل طاقم قناة الاتجاة والقناة السعودية والعراقية.
فيماقام جيش الاحتلال الاسرائيلي بالاعتداء على الصحفيين المتواجدين في قرية “باب الشمس” ومنعتهم من تغطية قيام الجيش باخلاء القرية، وذلك فجر يوم الاحد الموافق 13/1/2013. كما قام الجنود باحتجازهم ومنعهم بالقوة من القيام بعملهم الصحفي وتغطية عملية قيام الجيش الإسرائيلي باخلاء النشطاء الفلسطينيين والأجانب الذين كانوا متواجدين في القرية.
كما احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل فضائية القدس سامر خويرة ومصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني على حاجز المالحة عند منطقة عين الحلوة، بالإضافة إلى احتجاز مجموعة من الصحفيين على حاجز العوجا أثناء ذهابهم لتغطية فعاليات تضامنية مع منطقة الأغوار بالقرب من مدينة أريحا، وذلك يوم السبت الموافق 19/1/2013.
وألقت قوات الاحتلال قنبلة غاز على مراسل وكالة الأناضول التركية قيس أبو سمرة أصابته في ظهره، أثناء تغطيته لمواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في قرية بدرس غرب رام الله يوم الجمعة الموافق25/1/2013،.
الانتهاكات الفلسطينية: ارتفعت وتيرة الانتهاكات بحق الصحفيين في قطاع غزة، وتنوعت ما بين الاعتداء والاعتقال والاستدعاء للتحقيق.حيث اعتقل الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة مجموعة صحفيين خلال أيام21-22 و23 كانون الثاني 2012 وهم: المدير التنفيذي لنقابة الصحفيين في قطاع غزة منير المنيراوي، مدير تحرير المجموعة الفلسطينية للاعلام مصطفى المقداد، أشرف أبو خصيوان، مراسل صوت الحرية جمعة أبو شومر، عمر الداهودي، هشام الجعب، علاء الدواهيدي، مؤيد العسلي، شادي شاهين، مهند الكحلوت، عصام ماضي، مجدي عبد العزيز محمد سليم. فيما أصدر رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة قراراً بالإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين بتاريخ 28/1/2013، بعد مطالبة مركز “مدى” والعديد من المؤسسات الحقوقية وتدخل لجنة الحريات العامة وشخصيات سياسية وعامة.
استدعى الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة مراسلي وكالة أسوار برس حسين عبد الجواد كرسوع وعبد الكريم فتحي حجي للتحقيق يوم الأربعاء الموافق 23/1/2013. وتم التحقيق معهما بشكل منفصل حول الوكالة وعملهما ومصادر التمويل.
كماقام أحد الأشخاص في مدينة غزة بالاعتداء على الصحفي أشرف أبو عمرة أثناء تغطيته لفعالية تضامنية يوم الأحد الموافق 20/1/2013.
الخاتمة والتوصيات: يستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) كافة الانتهاكات بحق الصحفيين، ويطالب جميع الجهات الدولية الرسمية والمؤسسات الحقوقية بممارسة ضغط حقيقي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف ممارساته واعتداءاته على الصحفيين، والذين يتم استهدافهم بشكل مباشر ومتعمد خلال تغطيتهم الفعاليات المختلفة في دولة فلسطين في انتهاك سافر لكل المواثيق والقوانين الدولية.
ان مركز “مدى” يرحب مجددا بالجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، لكنهينظر بخطورة بالغة للتدهور الذي شهده وضع الحريات الإعلامية في قطاع غزة خلال الشهر الماضي، واعتقال مجموعة من الصحفيين والتحقيق معهم واستخدام العنف أثناء ذلك مع بعضهم، ويطالب المركز جميع الجهات المعنية باحترام القانون الأساس الفلسطيني الذي كفل حرية الرأي والتعبير بشكل صريح في المادة 19 منه، ويؤكد مجددا على عدم زج الصحفيين في الخلافات الفلسطينية الداخلية ، كما يؤكد على ضرورة قيام الاعلام الفلسطيني بلعب دور ايجابي لتسريع المصالحة والدعوة لحل الخلافات عبر الحوار، حيث نعتقد جازمين بان تحقيق المصالحة سيؤدي الى انخفاض كبير في الاعتداءات على الصحفيين.