الايام -عبد الرؤوف أرناؤوط :قال مسؤولان أميركيان لـ “الأيام” إن الرصيف العائم الذي يقيمه الجيش الأميركي قبالة غزة سيبدأ العمل في الأيام القادمة.
وقال دان ديكهاوس، مدير الاستجابة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: “نتوقع أن يتم تشغيله في الأيام القليلة القادمة” فيما قال الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة: “سيتم تشغيل الرصيف وسيقوم بإيصال المساعدات إلى سكان غزة في الأيام القادمة”.
وكانا يجيبان عن سؤال لـ “الأيام” خلال لقاء مع الصحافيين عبر الهاتف أمس.
ونفى كلاهما لـ “الأيام” أن يكون من أهداف المرفأ تشجيع فلسطينيين على النزوح من غزة.
وقال ديكهاوس: “حول سؤال إذا كان يهدف أو أنه سيساعد في تسهيل التهجير، فالإجابة هي لا. الغرض من هذا الرصيف هو إنساني بحت. ويهدف إلى تسهيل التوزيع المستقل للمساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين أينما وجدوا”.
وأضاف: “لذلك ليس المقصود منه تسهيل أي هدف آخر، بما في ذلك التهجير أو أي أهداف سياسية أو عسكرية أخرى. والغرض منه فقط هو تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية”.
وتابع: “وأعتقد أن هذه النقطة تتجسد بشكل أكبر في دعم الأمم المتحدة لهذه الخطة. لذا فقد خرجت الأمم المتحدة، لقد خرج العديد من المسؤولين قائلين إنهم يدعمون التسليم البحري. وتساعد الأمم المتحدة في تنظيم السلع في قبرص، وتتولى الأمم المتحدة قيادة عملية تنسيق وتوزيع السلع بمجرد وصولها إلى الأرض في غزة”.
وأردف ديكهاوس: “سيتم تشغيل الرصيف وسيقوم بإيصال المساعدات إلى سكان غزة في الأيام القادمة؛ وثانياً، كما ذكرنا، هناك غرض واحد فقط لهذا الرصيف، وهو تقديم المساعدة الإنسانية لشعب غزة. وليس هناك غرض آخر غير ذلك”.
أما الأدميرال كوبر فقال لـ”الأيام”: “كما ذكرنا، هناك غرض واحد فقط لهذا الرصيف، وهو إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. وليس هناك غرض آخر غير ذلك”.
وقد أشار ديكهاوس إلى أن “الوضع الإنساني في غزة لا يزال سيئاً للغاية. الأوضاع الإنسانية تتدهور. ويتصاعد انعدام الأمن، خاصة في رفح، ويعاني المدنيون. تواصل الولايات المتحدة العمل بلا هوادة لزيادة المساعدات عبر جميع الوسائل المتاحة لمعالجة آثار هذه الأزمة”.
وأضاف: “ولوضع الأمور في منظور أبعد، يواجه جميع سكان غزة – حوالى 2.2 مليون شخص – انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ما يعني أنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية، كما أن خطر المجاعة يلوح في الأفق. ويواجه أكثر من نصف السكان في شمال غزة مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني ما يقرب من 30 بالمائة من الأطفال هناك من سوء التغذية الحاد. وفي الجنوب، في جنوب غزة، يواجه ما يقرب من ربع السكان هذا النوع من انعدام الأمن الغذائي”.
وذكر أنه “يتضمن الممر البحري بناء رصيف مؤقت في البحر المتوسط قبالة سواحل غزة ومباشرة في غزة لمساعدة المنظمات الإنسانية على تلقي وتقديم المساعدة المنقذة للحياة بطريقة مستقلة ومحايدة ونزيهة”.
وعن كيفية تنفيذ العملية الشاملة لتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر، قال نائب الأدميرال كوبر: “أولاً، تأتي المساعدات الإنسانية إلى قبرص عن طريق الجو أو البحر، حيث يتم فحصها، ووضعها على منصات، وإعدادها للتسليم. ويتم بعد ذلك تحميل منصات المساعدات على متن سفن تجارية أو عسكرية كبيرة تسافر من قبرص إلى منصة عائمة كبيرة قمنا بتجميعها وترسو على بعد عدة كيلومترات قبالة ساحل غزة. تعمل المنصة العائمة كمساحة عمل مستقرة لنقل المنصات من السفن التجارية الأكبر حجماً إلى سفن عسكرية أميركية أصغر يمكن أن تصل أقرب إلى الشاطئ. ويمكن لهذه السفن الصغيرة أن تحمل ما بين خمس إلى 15 شاحنة مساعدات لكل منها”.
وأضاف: “وتقوم السفن الأصغر بعد ذلك بنقل هذه الشاحنات محملة بالمساعدات من المنصة العائمة إلى رصيف مؤقت – وهو في الأساس جسر عائم يبلغ طوله عدة مئات من الأمتار ومثبت على الشاطئ في غزة. وهكذا تنتقل المساعدات من المنصة العائمة إلى الشاحنات، ثم إلى السفن الصغيرة؛ العائمة – ثم من السفن الصغيرة إلى الجسر العائم؛ تتدحرج الشاحنات على الجسر إلى الأرض ويتم إنزال السلع على الأرض. ثم تكرر هذه الشاحنات العملية مراراً وتكراراً في نفس الحلقة التي وصفتها للتو”.
وتابع: “وبعد ذلك، وبشكل منفصل، بعد وصول السلع إلى الشاطئ، ستتلقى الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي المساعدات الإنسانية لتوزيعها لاحقاً داخل غزة. هاتان عمليتان منفصلتان”.
وأشار إلى أنه “لدينا مئات الأطنان من المساعدات الجاهزة للتسليم وآلاف الأطنان من المساعدات قيد التنفيذ.
ستحتوي عمليات التسليم الأولية هذه على مساعدات من دول شريكة متعددة. إننا نشهد تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص لمزيد من التوزيع ونتوقع أن يستمر هذا التدفق مع مساهمة المزيد من الجهات المانحة الدولية”.