رام الله /قال مسؤولون وخبراء أمن فلسطينيون ان المطالب الامنية الاسرائيلية في المفاوضات تشكل مفتاحاً آخر لاستمرار الاحتلال والاستيطان وحرمان الفلسطينيين من الاستقلال.
جاء ذلك خلال يوم دراسي بعنوان «الامن ومفاوضات الحل النهائي» اقامه امس في رام الله مركز للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
وقال العميد ركن جهاد الجيوسي رئيس لجنة التنسيق الامنية العليا في السلطة الفلسطينية ان مطالبة اسرائيل ابقاء قواتها العسكرية في الاغوار في اي حل سياسي مقبل يهدد بصورة دائمة استقلالية الدولة الفلسطينية، لان الفلسطينيين لن يمتلكوا اية ضمانة لعدم إعادة هذه القوات احتلال الدولة الوليدة، ولا اية ضمانات بعدم قيام هذه القوات بأي عمل عدواني تجاه دولة أخرى من دول المنطقة.
وأشار الخبراء والمسؤولون الى ان الجانب الفلسطيني يقبل الانسحاب التدريجي للقوات الاسرائيلية لكنه لا يقبل ببقاء هذه القوات.
وقال قيس عبدالكريم نائب الامين العام لـ «الجبهة الديموقراطية» ان الجانب الفلسطيني طرح وجود قوات دولية في الاغوار بديلاً من القوات الاسرائيلية بهدف الحصول على دعم دولي لفكرة بديلة عن مطالبة اسرائيل ببقاء قواتها في الاغوار لضمان امنها مستقبلاً.
ورأى العديد من المسؤولين ان اسرائيل تبحث دائماً عن عقبات للحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية. وقال توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ان اسرائيل اوقفت اخيراً تحويل المرضى من قطاع غزة الى مستشفياتها لسبب بسيط، هو ان الطلبات المقدمة لها لاصدار تصاريح لهؤلاء المرضى كتبت على اوراق باسم «دولة فلسطين». وأضاف: «من لا يقبل ان تكون دولة فلسطين على الورق لن يقبل ان تكون على الارض».
وكشف الطيراوي ان اسرائيل الزمت السلطة الفلسطينية بعدم استخدام ضوء موجه من المنارة المقامة على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات نحو القدس.
وقال ان على الفلسطينيين ان يستخلصوا الدروس من تجربة المفاوضات الطويلة التي بيّنت ان اسرائيل بكل مكوناتها السياسية، من اليمين الى الوسط وصولاً الى اليسار، لا تريد سلاماً قائماً على دولتين. وأضاف ان «المعادلة القائمة هي ان اسرائيل قادرة على اقامة السلام لكنها لا تريد، والفلسطينيون راغبون في السلام لكنهم غير قادرين».
ودعا الفلسطينيين الى التحرر من وهم المفاوضات والسلام، واعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير، والحفاظ على المسيرة الوطنية وتسليمها من جيل الى جيل.
وأضاف: «انا لا اقول ان علينا استخدام الكفاح المسلح، لكن هناك الكثير من الخيارات والاساليب النضالية التي يمكن اللجوء اليها. فهناك 30 اسلوباً للنضال، تبدأ من المفاوضات وتنتهي عند الكفاح المسلح».
وقال: «علينا التوقيع على اتفاقيات جنيف الاربعة حتى نصبح دولة تحت الاحتلال تمهيداً للمطالبة بدور اوسع للمجتمع الدولي في القضية الفلسطينية».
الحياة اللندنية – محمد يونس