عندما اختارت «الخليج» عنوان «مستقبل المشروع الفلسطيني» لمؤتمرها السابع عشر الذي ينعقد اليوم، إنما أرادت التأكيد على أمرين:
أولهما، أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتل صدارة اهتمامها، وهي ثابت من ثوابتها الوطنية والقومية في مسيرتها التي بدأها الراحلان المؤسسان تريم عمران والدكتور عبدالله عمران، وظلت تُشكل البوصلة التي لا تحيد عنها في عملها ومواقفها، باعتبارها قضية قومية مقدسة لا يجوز التفريط بها أو التنازل عنها، فهي روح الأمة ورهانها المستقبلي للخروج من محنها والتخلص من حال الشرذمة والانقسام، وولوج درب التوحد والقوة، باعتبار أن المشروع الصهيوني هو أخطر ما واجهته الأمة ماضياً، وما يمكن أن تواجهه حاضراً ومستقبلاً.
وثانيهما، أن القضية الفلسطينية تحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى لإعادة التذكير بها، وقرع جرس الإنذار إزاء ما يتهددها، ورفع الصوت عالياً لإبقائها حيث يجب أن تكون في وجدان الأمة وضميرها والحؤول دون ضياعها وسط ضجيج المذهبية والطائفية وطوفان الإرهاب والتكفير والدمار وفائض الدم الذي يملأ الساحات، وتقصد إسقاطها من الوعي الجمعي للأمة واختراع أعداء غير العدو الصهيوني من أجل تشتيت الشمل وتحويل الطاقات العربية إلى هباء.
نحتاج إلى صوت عاقل، وإلى فعل فروسية يأخذ بالقضية الفلسطينية من مهاوي الضياع والنسيان، ويسحبها من مستنقع التسويات الآسن، وسوق النخاسة السياسية للقبول بالأمر الواقع «الإسرائيلي».
نحتاج إلى إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني من محاولات اختطافه، والانحراف به عن نقطة بدايته ومساره، والذي يؤكد على أن «إسرائيل» هي العدو القومي للأمة، وأن الصراع مع المشروع الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأن فلسطين حدودها من النهر إلى البحر، وأن الاحتلال هو حالة عابرة يجب مقاومته بكل الأشكال المتاحة، وأن حق العودة لا يقبل المساومة، وأن تجميع طاقات الأمة في معركة مواجهة هذا المشروع هو واجب قومي وإنساني وديني.
مؤتمر «الخليج» حول «مستقبل المشروع الفلسطيني» هو محاولة للاستنهاض وتجديد خلايا الأمة ورفدها بالمناعة، ونفخ الهواء النقي في رئتيها للحؤول دون اختناقها وسط هذا التلوث الذي يعم الأرجاء.. وهو صوت ينضم إلى أصوات مئات الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون معركة حريتهم وحرية فلسطين بإضرابهم عن الطعام الذي دخل يومه العشرين، رفضاً للممارسات الفاشية العنصرية بحقهم، وتأكيداً على حقهم بالحرية.
المؤتمر هو تجديد لخط «دار الخليج» في أن تظل حاملة لراية فلسطين ولكل القضايا العادلة المتعلقة بالإنسان أينما كان، والصوت الذي سيظل مع كل مظلوم على هذه الأرض.
كلمات دالّة:
مستقبل المشروع الفلسطيني ..كلمة الخليج الاماراتية

Leave a comment