نفت مصادر مطلعة في حركة “حماس” أن يكون خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي للحركة قد تراجع عن قراره رفض الترشح لولاية جديدة على رأس حركة المقاومة الإسلامية.
وأكدت المصادر لـ “المستقبل العربي” عبر اتصال هاتفي، عدم صحة تقارير اعلامية كانت توقعت أن يعلن اسماعيل هنية, رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، السبت الماضي، تجديد ولاية مشعل اثناء احتفال ميدان الكتيبة في غزة, في الذكرى الخامسة والعشرين لإنطلاق حركة “حماس”.
وقالت المصادر إن مشعل لم يذهب إلى غزة من أجل تجديد ولايته, وإنما من أجل طي صفحة التسوية من الحياة السياسية الفلسطينية, وأن تدخل الوحدة الوطنية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة على قاعدة المقاومة.. مؤكدة أن “حماس” تريد الآن أن تدخل مرحلة التحرير, وإلى منظمة التحرير الفلسطينية.
ولفتت المصادر إلى أن مشعل حين أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية, قال ذلك على أساس إعادة بنائها وتفعيلها, ودخول كل الفصائل الفلسطينية في اطارها, وذلك في إشارة إلى حركتي “حماس” والجهاد الإسلامي, على قاعدة برنامج سياسي توافقي يستند إلى المقاومة والحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأكدت المصادر أن مشعل لا يزال مصراً على الإعتذار عن قبول تجديد ولايته. غير أن المصادر قالت إنها لا تعرف ما إذا كان تعرض اثناء وجوده في غزة إلى ضغوط بهدف ثنيه عن قراره, وتغيير رأيه.
وقالت المصادر إن مشعل ذهب إلى غزة من أجل التأكيد على وحدة الحركة وقيادتها في الداخل والخارج, ووحدة خيارها ممثلاً في المقاومة.
مشعل يرفض التجديد
وأضافت المصادر أنها استمعت من مشعل نفسه مؤخراً أنه مرتاح لقراره عدم تجديد ولايته, وتشديده على اخوانه في مجلس الشورى أن يختاروا قيادة جديدة للحركة, مؤكداً أنه سيكون سنداً لمن يقع الإختيار عليه.
وتابعت المصادر أن مشعل ذهب إلى غزة من أجل أن يهنىء الشعب الفلسطيني بالإنتصار الذي تحقق في حرب الثمان أيام.
وأشارت إلمصادر إلى أن حرب الثمان أيام مثلها مثل معركة الكرامة في 21/3/1968, سيكون لها ما بعدها.
وقالت إن “حماس” تريد أن تدخل الآن مرحلة التحرير, وأنها تلقى التأييد على ذلك من حركة “فتح”, مقللة من أهمية رفض أبو مازن, قائلة إنه لن يظل وحيداً في رفضه نهج المقاومة المسلحة.
ولفتت المصادر إلى أنه بعد معركة الكرامة سنة 1968, أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية تحت قيادة المقاومة الفلسطينية.. مضيفة أن قيادة منظمة التحرير ستعود بعد حرب “حجارة من سجيل” إلى يد المقاومة.
لقاء توحيدي برعاية مرسي
وكشفت المصادر عن أنه سيتم لقاء قيادي فلسطيني موسع في القاهرة, برعاية الرئيس محمد مرسي, بعد إجراء الإستفتاء على الدستور المصري الجديد, منتصف الشهر الحالي, بمشاركة “الأخ أبو مازن”, والأخ خالد مشعل، وربما الأخ اسماعيل هنية.. بهدف تفعيل المصالحة الوطنية الفلسطينية, وليس التوصل إلى اتفاق مصالحة جديدة”.
وقالت المصادر إنه بعد ذلك سيتم عقد اجتماع موسع لقيادة منظمة التحرير, التي اجتمعت مرتين في ظل المصالحة.. مرة خلال السنة الحالية, ومرة خلال السنة الماضية.
وتوقعت المصادر أن يتم إثر ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية, ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية, وكذلك انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد.
انتخابات الشجعان
في الكلمة التي القاها في احتفال ميدان الكتيبة يوم السبت، أكد مشعل على وحدة “الضفة والداخل وغزة وحدة واحدة على طريق المقاومة”. وقال “نحن مع الديمقراطية والذهاب للإنتخابات، الشجعان لا يخشون الإحتكام لصناديق الإقتراع”.
كما أكد مشعل على أن “وحدة الأرض الفلسطينية.. الضفة وغزة و48 أرض فلسطين.. كلها فلسطين بمجموعها فلسطين ولا يعيش جزء بعيد عن الجزء الآخر”.. وأضاف “فلسطين من نهرها إلى بحرها.. من شمالها إلى جنوبها.. أرضنا وحقنا ووطننا لا تنازل ولا تفريط بأي جزء منها”.
وتابع “تحرير فلسطين واجب وحقّ وهدف وغاية، والمقاومة المسلحة هي الطريق الصحيح للتحرير”.
وقال مشعل “سنقاتل كل من يحاول أن يحتل ارضنا ويعتدي علينا وعلى مقدساتنا”.. مؤكدا “المقاومة ستدوس المحتل وتكنسه من أرض فلسطين”.. ووجه خطابه إلى “يا من قصفتم تل أبيب.. بوركت ايديكم.. بوركت ايديكم.. بوركت ايديكم”.
وأكد مشعل “فلسطين كانت ولا زالت وستبقى عربية اسلامية.. فلسطين لنا لا لغيرنا”. وقال “فلسطين لا يمكن أن تعترف بشرعية الإحتلال لها، بالتالي لا شرعية لإسرائيل مهما كان الثمن”.. وأكد “القدس نتمسك بها وسنحررها شبراً شبراً”.
هل يترشح مشعل لرئاسة السلطة الفلسطينية، ما دام مصرا على رفض تجديد ولايته في “حماس”..؟
تجيب المصادر بكلمة واحدة: “ربما”..!
المستقبل العربي.