بيت لحم/ كتب يؤاف شاحام – إسرائيل تستعد لسيناريو عملية عسكرية محدودة تبدأ من أجل تحقيق هدف معيّن، ولكن أهدافها ستتوسع كلما استمرت. و”مسؤولو حماس أيضًا يواجهون معضلات خاصة بهم”.
مرّت أربعة أيام منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية، ولم تظهر في الأفق بعد نهاية للعملية. فكلما مرّت الساعات يزداد التوتّر في كلا الجانبين. ولم يتضح لإسرائيل بعد كيف ستكون ردة الفعل العسكرية للاختطاف، وما هو حجمها. وبالتباين، يحاول مسؤولو حماس اتخاذ قرار حول ما هي الخطوة الحكيمة بالنسبة لهم، وخصوصًا على ضوء الإنجاز السياسي في أعقاب اتفاق المصالحة.
وتقدّر إسرائيل في الوقت الراهن أنه لم يكن لدى قيادة حماس في غزة معلومات محددة مسبقة عن عملية الاختطاف في الأسبوع الماضي. ومع ذلك، ترى القيادة الإسرائيلية في حماس مسؤولا حصريا عن العملية. لا تخشى إسرائيل أن يتم نقل المخطوفين إلى قطاع غزة حتى الآن، ولكن مع مرور الوقت يزداد القلق في إسرائيل على حياتهم.
ويعتقد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن هدف إعادة المختطفين إلى إسرائيل، والذي يبرر الخروج في حملة عسكرية؛ قد يندمج داخل الهدف العسكري الأوسع، في شكل ضربة قاصمة لبنية حماس التحتية في الضفة الغربية. إنّ احتمال استرداد تلك البنية التي دُمّرت تمامًا تقريبًا في عملية “السور الواقي” عام 2002 مثير للقلق لدى الكثيرين في إسرائيل. ويبدو الآن أنّ عملية الاختطاف تمثّل تبريرًا للإضرار من جديد ببُنية حماس التحتية في الضفة.
ولكن لدى حركة حماس معضلات خاصّة بها، بخصوص السؤال عن كيفية تحويل الإنجاز التكتيكي لاختطاف المستوطنين إلى إنجاز استراتيجي أوسع. وتحديدًا في الوقت الراهن بعد اتفاق المصالحة، حيث “حاولت حماس أن تُظهر للعالم الغربي بأنّها لاعب شرعي في الساحة السياسية الفلسطينية، جاءت قضية الاختطاف وأجبرتها على مواجهة أسئلة مصيرية حول استمرار طريقها”.
ويعتقد المحلّل في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تسفي بارئيل، أنّ الخيار الأول لحماس هو اتخاذ المسؤولية عن الاختطاف، وهو الأمر الذي سيشكّل خطورة على اتفاق المصالحة الثمين جدّا بالنسبة لقادة الحركة وعلى رأسهم خالد مشعل. وبالتباين، فيما لو تملصت حماس من فكرة عملية الاختطاف، فسيُنظر إليها باعتبارها “خائنة لمبادئ المقاومة”. لهذا السبب تحافظ الحركة على الغموض الإعلامي في كلّ ما يتعلّق بمسؤوليّتها عن هذه القضية.
وبالتباين، هناك عناصر في حماس لا تخفي عزمها على إشعال انتفاضة ثالثة في أرجاء الضفة الغربية، من شأنها أن تعزّز مكانتها في الشارع الفلسطيني، وتقضي على مستقبل المفاوضات مع إسرائيل في المستقبل المنظور.
معا