غزة ـ رام الله / علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة أمس أنه جرى عرض المشاركة في حكومة التوافق الوطني التي ستكون تتويجا لاتفاق المصالحة بين فتح وحماس على شخصيات مستقلة تعمل في مؤسسات دولية وأهلية، في الوقت الذي أعلن فيه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح أن مشاورات تشكيل هذه الحكومة برئاسة الرئيس محمود عباس، ستبدأ الاثنين المقبل.
وقال الأحمد في تصريح صحافي أن الحكومة المقبلة برئاسة الرئيس عباس ‘ستضم كفاءات مستقلة وليست فصائلية’. وأشار الأحمد إلى أن مشاورات تشكيلها ستبدأ الاثنين المقبل تزامنا مع انطلاق عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة.
وأوضح كذلك الأحمد الذي يرأس وفد حركة فتح في حوار المصالحة أن لجنة متابعة ملف المصالحة التي تضم حركتي فتح وحماس والراعي المصري، ستعقد لقاء يوم غد الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة لـ ‘بحث ما تم تطبيقه من النقاط التي تم الاتفاق عليها مؤخرا وما يجب تنفيذه وفق الجدول الزمني المعلن’.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي تمهيدا لعقد اجتماع لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير، والذي من المقرر أن يعقد يوم الثامن من الشهر الجاري.
ويضم هذا الإطار الذي يرأسه الرئيس عباس أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، والأمناء العامين للفصائل، بما فيهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وبحسب المعلومات فقد جرى توزيع دعوات على أعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل للقدوم إلى القاهرة لحضور الاجتماع.
وأعلن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، عن استكمال كافة الترتيبات الخاصة باجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الذي سيعقد في القاهرة الجمعة المقبل.
وسيبحث الاجتماع قانون انتخابات المجلس الوطني الجديد، وطريقة إجراء الانتخابات للمجلس.
ولا يعرف بعد الآلية التي استندت فيها حركتا فتح وحماس لاختيار مرشحيهم لشغل المناصب الوزارية في الحكومة المقبلة، لكن تجارب سابقة للحركتين كانت تشير إلى اختيار كل منهما مرشحين مقربين منها، ومحسوبين على المستقلين، وهذا ما قد لاقى وقتها رفضا متبادلا للعديد من الأسماء.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان المشاورات الأخيرة لاختيار وزراء في حكومة التوافق الوطني، والتي جرت منتصف العام الماضي في القاهرة، تم خلالها تفاوض الحركتين مع بعض الشخصيات المستقلة، وأن بعضها يعمل في جهات ومؤسسات دولية، وآخرين ينشطون في مجال مؤسسات العمل الأهلي.
وبحسب المعلومات التي توفرت لـ ‘القدس العربي’ فإن الاتصالات عادت مرة أخرى مع هذه الشخصيات، وأنه سيتم طرح أسماء عددا منها في مفاوضات تشكيل الحكومة.
وبحسب الاتفاق السابق على تشكيل هذه الحكومة فإنه يحق لأي طرف أن يعترض على أي مرشح يطرحه الطرف الآخر، ويخرجه من سبق المنافسة على المنصب، وهذا ما قد يؤخر تشكيل الحكومة إن لم يتم إيجاد حل.
وينص اتفاق المصالحة على أن يستمر عمل هذه الحكومة حتى ستة أشهر، تقول خلالها بالتحضير والإشراف على عملية انتخابات عامة، تشمل انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني.
وكان من المفترض أن تشرع لجان المصالحة الخمس في عقد اجتماعات لها قبل حلول يوم الثلاثين من الشهر الماضي، لكن حالت الظروف دون بدء عملها.
وقدمت لجنة الانتخابات لغزة وتلقت موافقة من إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس على العمل من جديد في القطاع، وحددت يوم 11 من الشهر الجاري، لانطلاق عملها بتحديث سجل الناخبين في غزة والضفة الغربية. وتوافقت حركتا فتح وحماس مطلع الشهر الماضي، خلال اجتماع الوفدين برئاسة الرئيس عباس عن فتح، وخالد مشعل زعيم حماس على الشروع بتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في مصر، وإعلان الدوحة بالتوازي.
إلى ذلك، نفى الزعنون صحة ما تناولته بعض وسائل الإعلام من استبعاد لبعض الساحات الخارجية من إجراء انتخابات المجلس الوطني، أكد على إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل في داخل الوطن وفي دول الشتات حيثما أمكن ذلك، التزاما بما ورد في إعلان القاهرة 2005.
وأشار إلى أن إجراء انتخابات أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في خارج الوطن وفي الساحات الأخرى هي من اختصاص لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، متوقعاً أن يتم بحث كل القضايا المتعلقة بهذا الموضوع خلال الاجتماع القادم للجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة.
وفي ذات الموضوع رفض عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أي قرار يستثني اللاجئين الفلسطينيين في سورية والأردن ولبنان من المشاركة في انتخابات المجلس الوطني المقبلة، وقال انها ‘تشكل القسم الأكبر من فلسطينيي الشتات’.
وأشار في تصريح صحافي تلقت ‘القدس العربي’ نسخة منه أن الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية لم يناقش بعد هذا الموضوع، حيث سيتم البحث خلال اجتماع الإطار يوم الثامن من الشهر الجاري قانون انتخابات المجلس الوطني، وموعد وكيفية إجراء الانتخابات في المواقع المختلفة.
وأكد مزهر أن هذا الموضوع لا يقرر به طرف بعينه، بل يتم في إطار توافق وطني، داعياً لضرورة بذل جهد حقيقي مع الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين من أجل إجراء انتخابات المجلس الوطني. وأوضح أنه في حال تم مواجهة صعوبات حقيقية وعراقيل في موضوع مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في بعض الدول كالأردن مثلاً، ‘يمكن أن يجري التوافق في حدود معينة، إلا أن هذا الأمر بحاجة لتوافق وطني’.
وحذر مزهر من أي محاولات لإعادة برنامج ‘الكوتة’ التي تعطي لطرف بعينه التحكم بكل شيء، معرباً عن خشيته من محاولات خفية لتصفية قضية اللاجئين من خلال موضوع استثناء اللاجئين من المشاركة في انتخابات المجلس الوطني.
ورفضت حركة حماس أيضا استثناء مناطق تواجد اللاجئين الفلسطينيين في الخارج من عملية انتخابات المجلس الوطني.
وكان مسؤول في المجلس الوطني قال انه جرى الاتفاق على عدم إجراء انتخابات للمجلس الوطني في الأردن ولبنان وسورية.
القدس العربي – وليد عوض – اشرف الهور.