الناصرة / على الرغم من ان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، صرح في اكثر من مناسبة بانه لن يسمح باندلاع انتفاضة فلسطينية محتلة في الاراضي الفلسطينية، الا ان دوائر صنع القرار في تل ابيب، من المؤسستين الامنية والسياسية، تتوجس من هذه الامكانية، على ضوء تصاعد ما تسميه المصادر الاسرائيلية اعمال العنف من جهة، ومن جهة اخرى، ضعف رئيس السلطة في الشارع الفلسطيني وعدم قدرة الاجهزة الامنية التابعة له منع اندلاع الاحتجاجات العارمة، التي مع رد جيش الاحتلال، ستتحول الى انتفاضة، كما قالت المصادر في الدولة العبرية الجمعة لاذاعة الجيش الاسرائيلي.
واشارت المصادر عينها الى ان مناطق متفرقة في الضفة الغربية، تشهد لليوم الثالث على التوالي، مواجهات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي، وسط مخاوف لدى المنظومة الامنية الاسرائيلية من فرضية قرب اندلاع انتفاضة ثالثة، وتابعت المصادر العسكرية التي وُصفت بانها رفيعة المستوى قائلةً لاذاعة الجيش الاسرائيلي، ان جولة عنف في المنطقة، قد تكون قريبة، وان احتمالات اندلاع عنف في المناطق قوية، والظروف تشبه الى حد كبير تلك التي سبقت اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول (سبتمبر) من العام 2000.
ويسود الاعتقاد لدى المنظومة العسكرية في جيش الاحتلال بان احتمالات انهيار الوضع الامني في الضفة الغربية المحتلة تعود اسبابها للاحباط الذي يصيب الفلسطينيين نتيجة توقف المفاوضات وتراجع الاقتصاد وغياب الافق قد يدفعهم الى انتفاضة جديدة، واردفت المصادر عينها قائلةً ان جيش الاحتلال يتخذ الاستعدادات ويدرس الاحداث في الضفة، في ظل تقديرات بان الاوضاع قد تنفجر في اي لحظة نتيجة حادث صعب، على حد تعبيرها.
وحذر الضابط الذي وصفته الاذاعة بانه رفيع المستوى ومطلع على مجريات الاحداث والتطورات في الضفة الغربية من انه اذا لم تُسفر زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى المنطقة الشهر المقبل عن تقدم في العملية السلمية، سيكون هناك عنف، واستطرد قائلا انه اذا لم تطلق الزيارة العملية السلمية، فانها يجب ان تفتح الطريق على اقل تعديل للمفاوضات والحوار، والا فان عنفا سيندلع في المناطق، وقد تتفجر جبهات اخرى، على الحدود الجنوبية مع حماس والشمالية مع حزب الله، على حد تعبيره.
وتابع الضابط نفسه قائلا للاذاعة العبرية ان جيش الاحتلال يقوم بالاستعداد لعنف جديد في مدن الضفة وعلى الطرق الالتفافية ايضًا، وكان هذا الاسبوع قد شهد مواجهات عنيفة متفرقة عند الحواجز الاسرائيلية على مداخل المدن وايضًا على الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون والفلسطينيون خارج المدن والمستوطنات. الى ذلك يزيد وجود المستوطنين بالضفة من عامل التوتر الكبير، فقد هاجم مستوطنون من جماعات (جبية الثمن) امس قرية قصرة جنوب نابلس واحرقوا سيارات وحاولوا اقتحام منازل قبل ان يتصدى لهم سكان القرية فتندلع مواجهات عنيفة في المكان، وشوهدت 6 سيارات لفلسطينيين محترقة بالكامل في المكان واعمدة كهرباء كذلك، وكانت قصرة شهدت قبل يوم واحد مواجهات بين الفلسطينيين والجيش بعد عمليات تجريف.
في السياق ذاته، كشفت عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى في تل ابيب، كشفت النقاب عن ان فرضية العمل المركزية السائدة في مداولات الاجهزة الامنية في الدولة العبرية، بما في ذلك جلسة مداولات خاصة عقدها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، قبل اسبوعين، تقول ان الظروف اللازمة لاندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قد نضجت، وكل ما تبقى هو الشرارة التي ستشعلها، على حد تعبيرها.
وتابعت قائلةً، بحسب موقع صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ على الانترنت انه بناءً على هذا الاساس اتخذ في الفترة الحالية قرارا وبشكل غير حاد، ينص على اجراء تغييرات في نمط عمل قيادة المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وهي المسؤولة عسكريًا عن الضفة الغربية، بدءا من تغييرات تكتيكية في استعدادات وانتشار قوات الجيش للتعامل مع مظاهرات ومواجهات حاشدة، وانتهاء باعداد قوات على اهبة الاستعداد تحسبًا من حالات تلزم استدعاء قوات كبيرة في حال تدهور الاوضاع في الضفة الغربية، وبكلمات اخرى، قال الموقع، نقلا عن المصادر عينها، ان جيش الاحتلال يستعد مع قوات اكبر وبوسائل اكثر لتفريق المظاهرات، على حد تعبيره.
علاوة على ذلك، كشف النقاب عن انه بالمقابل، يقوم جيش الاحتلال بعملية جمع وتركيز مخابراتية، بالتنسيق مع جهاز الامن العام (الشاباك) ليس بهدف لجمع المعلومات عن تنظيمات ومجموعات ارهابية فقط، بل ايضًا فحص اتجاه الشارع الفلسطيني وروحه المعنوية وتوجهاته التي قد تؤشر الى احتمالات انفجار الاوضاع في الضفة الغربية.
كما نقل الموقع عن المصادر عينها قولها ان كبار القادة العسكريين في ما تُسمى بقيادة المنطقة الوسطى يُحافظون على اتصال مع قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية، اذ تبين ان هؤلاء لا يكلفون انفسهم في الفترة الاخيرة، مشقة الوصول الى مواقع الاحداث والتظاهرات ويتيحون لهذه النشاطات، خلافًا للماضي ان تتسع وتنتشر اكثر، ولفت المحلل الاسرائيلي الى انه في حال لم تكن هذه الخطوات كافية لاحتواء الاوضاع في الضفة الغربية، فان جيش الاحتلال سيلجا الى خطط جاهزة ومعدة مسبقًا ترتكز على تعزيز القوات الموجودة في الضفة الغربية خلال وقت قصير.
القدس العربي .