لا ادري ما مدي صحة المحاضر التى نشرتها صحيفة الاخبار اللبنانية التابعة لحزب الله علي حلقتين لاجتماع امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال خليفة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفد فلسطيني مرافق له ، ووفد من حماس برئاسة خالد مشعل ، في قراءة متأنية للمحضرين اي الاجتماعين علي يومين متتاليين يمكن ملاحظة التالي ووفقا لما سُرب :
اولا: الرئيس عباس في اللقاء الاول اشتكي حماس لامير قطر « ، واتهمها بانها كانت تريد اغتياله عام 2006 ، وقدم للشيخ تميم قرصا مدمجا لتدليل على صحة ذلك الاتهام ، كما تحدث عن المحاولة الانقلابية التى سربها له مدير الاستخبارات الاسرائيلية اثناء العدوان على غزة الشهر الفائت ، واعتبر ان حماس تتآمر عليه وانها لا تريد الشراكة معه.
ثانيا: اظهر المحضر مسالة لم تكن معروفة للكثير من الدوائر السياسية بالمنطقة وهي مدى التنسيق على المستوى السياسي بين دولة قطر والسلطة الفلسطينية من خلال خط الاتصال المباشر والساخن بين وزير الخارجية القطري والدكتور صائب عريقات تجاه كافة الامور المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبخاصة فيما يتعلق بالعدوان علي غزة والية استصدار قرار من مجلس الامن او قرار من القاهرة.
ثالثا: اظهر المحضران مدى معرفة الامير تميم باوضاع حماس ومطالبها المالية والتنظيمية ، واعطى في مفاصل معينة رغبته في تسوية الامور وترميم المصالحة بين فتح وحماس.
رابعا: كان واضحا ان الثقة بين عباس ومشعل قد وصلت الى مرحلة متدنية جدا ، لا يمكن معها انجاز اي نوع من المصالحة الحقيقية ، فعباس حسب « المحضرين « لا يريد ان يكون « طربوشا « فقط لحماس في حالة السلم والحرب ويريد ان يكون شريكا بهما ، في حين ان مشعل يعتقد ان السلطة تريد من خلال المصالحة العودة الى غزة وان تكون عنوان الاعمار دون حتى الالتزام بدفع رواتب الموظفين ، وقام بالرد علي طلب عباس ان يكون قرار الحرب والسلم مشتركا بقوله لعباس: يجب ان تكون الشراكة بين الحركتين مشتركة في الضفة وغزة.
ووصل الامر حسب المحاضر الى مرحلة حدية بين عباس ومشعل عندما طلب خالد مشعل من ابو مازن ان يعمل جهده لدفع رواتب الموظفين ، وقال « انت يمكن ان تطلب ذلك « ، فرد عباس بحدية شديدة قائلا: هل أنا شحاد ؟؟!!
خامسا: رغم كل الخلافات بين الحركتين « فتح وحماس « ، كان من الواضح وحسب المحاضر ان الطرفين قد وجها اتهامات لمحور الاعتدال العربي الممثل بالسعودية والاردن والامارات والبحرين ، وبخاصة كلام عباس عن ان تلك الدول حاولت الضغط عليه لاخراج حماس من المعادلة ولكنه رفض وكان القصد هو مغازلة للموقف القطري !!
من كل ما سبق يبدو من الواضح ان الثقة والمصالحة في ظل مشروع السلطة الفلسطينية الذي يريد ابعاد خيار المواجهة مع اسرائيل حتى في اكثر الحالات « ضرورة « ويفكر وحسب المحاضر بحل السلطة واعلان ان فلسطين دولة تحت الاحتلال ، وبين مشروع حماس السياسي المرتبط باطراف اقليمية والذي يختار المواجهة العسكرية كل عامين هي امر صعب للغاية ، كما يبدو ان هذا الامر سيترك اثاره الكارثية علي الحالة العامة في غزة من خلال تعطيل مشاريع الاعمار في القطاع الذي يعد عمليا منطقة منكوبة من كل المناحي ، فالتباين بين الطرفين السلطة وقيادتها الفتحاوية ، وحماس وقيادتها الاخوانية كبير جدا ، فلا حماس تريد للسلطة اي دور في عملية الاعمار لغزة ، ولا السلطة تريد التنازل بكل هذه السهولة عما خولها اياه اتفاق القاهرة بان تكون عنوانا لدخول كل المواد الاغاثية وفتح المعابر ومواد اعادة الاعمار.
الخلاصة:
… اعادة ترميم المصالحة فشلت ، وغزة المنكوبة ستدفع الثمن ، والاخطر ان فلسطين القضية تحولت الى قضية ذيلية في حسابات الربح والخسارة للطرفين.
عن الرأي الاردنية