القاهرة، تل أبيب – وكالات: قال مصدر مصري رفيع المستوى أمس إن “مصر جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا”، وفق ما أوردت قناة “القاهرة” الإخبارية الرسمية.
وأضاف المصدر إن مصر “تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة، بما يتوافق مع أمنها القومي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأشار المصدر إلى أن الوفد الأمني المصري” يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين وينسق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة”.
ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي يمتد 14 كيلومتراً على الحدود بين غزة ومصر من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً.
وفي أيار الماضي سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى إلى توقف إدخال المساعدات من مصر إلى غزة من خلال هذا المعبر.
وأمس، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سلسلة من الاجتماعات بعد عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي يقوده رئيس الموساد، دافيد برنياع، من القاهرة، لخصها مسؤول إسرائيلي تحدث للقناة 13 مساء أمس، قائلاً إن المحادثات التي أجريت في اليومين الماضيين، لم تسفر عن حدوث اختراق يسمح بالتقدم نحو التوصل لاتفاق على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع، قوله: إن احتمال التوصل لصفقة ليس كبيراً ما دام هناك تمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا.
بدروها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن ديوان رئيس الوزراء أن بنيامين نتنياهو “مصمم على إعادة المخطوفين وبقاء محور فيلادلفيا بيد إسرائيل”.
وأضافت القناة نقلاً عن نتنياهو قوله: “لا يهمني موقف المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن محور فيلادلفيا”.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “بإمكاننا التعامل مع الوضع في محور فيلادلفيا إذا خرجنا منه لمدة 6 أسابيع”، وفق القناة الإسرائيلية الـ12.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مساء أمس، بأن المحادثات التي تعقدها الفرق المهنية متواصلة في القاهرة، ومن المتوقع أن تستمر يوماً إضافياً على الأقل حتى تتمكن الجهات المعنية من التوصل إلى قرار نهائي بشأن مصير المفاوضات.
وذكرت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، أن الهدف من مواصلة المحادثات التي كانت قد بدأت في الدوحة، الأسبوع الماضي، واستؤنفت في القاهرة هذا الأسبوع، هو تلخيص جميع النقاط المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى الأسرى.
وأفادت الصحيفة بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ويليام بيرنز، الذي يدير المحادثات نيابة عن الرئيس الأميركي جو بايدن، أوصى الأطراف بتقليل التصريحات العلنية والحفاظ على أقصى درجة من السرية.
ومع ذلك، أكد مسؤولون أميركيون في وقت سابق من أمس لصحيفة “نيويورك تايمز” أن الخلافات بشأن القضايا العالقة، بما في ذلك السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، “لا تزال كبيرة نسبياً”.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إن “الفرق المهنية في القاهرة تناقش جميع القضايا المطروحة، وعلى رأسها عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة، وقوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم مقابلهم، ومفاتيح الاتفاق (عدد الأسرى الذين ستشملهم الصفقة مقابل كل رهينة) وكذلك حق الأطراف في الاعتراض.
كما تناقش المحادثات خارطة نشر قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بحسب الصحيفة التي رجحت أن يتم حسم هذا الملف الشائك إلى مرحلة لاحقة من المحادثات التي تتواصل غداة عودة الفريق الإسرائيلي المفاوض من القاهرة.
ونفت إسرائيل تقارير صحافية تفيد بأن تل أبيب وافقت على مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة وتشغيل معبر رفح، ورفضت أيضاً التقارير التي تفيد بأن فريق التفاوض الإسرائيلي ليس لديه صلاحية لمناقشة قضية محور فيلادلفيا التي يبدو أن حسمها سيتأجل إلى مراحل لاحقة.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن “الوسطاء طلبوا تحديد مدة زمنية لمواصلة المحادثات، ويتحدثون عن يوم أو يومين آخرين، أي حتى يوم الأربعاء على أبعد تقدير”، وشددت على أنه “لم يتم تحقيق اختراق في المحادثات في القاهرة”، فيما اعتبرت أن عدم “تفجرها بالكامل” يعد إنجازاً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن المحادثات في القاهرة، بما في ذلك التي أجريت مع ممثلي حماس، كانت “مثمرة وجيدة” وأجريت بروح إيجابية من قبل جميع الأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي قابل للتنفيذ.
وأضاف المسؤول الأميركي: “العملية ستستمر خلال الأيام المقبلة من خلال فرق مهنية لمعالجة المشاكل والتفاصيل المتبقية”. وأضاف: “بيرنز سيواصل جهوده لتحقيق اختراق، على الرغم من الصعوبات”.
في المقابل، نقلت “سي إن إن” عن مسؤول أميركي رفيع (لم تسمه) أنه “تم إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة لكن هناك ما ينبغي عمله بشأن التفاصيل النهائية”.
وأوضح المسؤول أن “التقدم في المفاوضات لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في القريب العاجل”، مشيراً إلى أن “نقاط الخلاف المتبقية رغم أهميتها ينظر إليها على أنها قابلة للتغلب عليها”.
وقال إن “المقترح الحالي يقضي بأن تنسحب القوات الإسرائيلية من النقاط ذات الكثافة السكانية العالية”، وأفاد بأن “الخلاف الحالي يدور حول أي النقاط على طول ممر فيلادلفيا سيتم تعريفها على أنها عالية الكثافة السكانية”.
ووصلت أحدث جولة في مفاوضات وقف إطلاق النار في الحرب الجارية في قطاع غزة إلى طريق مسدود مرة أخرى، في ظل “جمود صعب” في المحادثات، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
وقال مصدر لـوكالة الأنباء الألمانية إن مسألة إذا ما كان يمكن للقوات الإسرائيلية البقاء على طول حدود غزة مع مصر في حالة وقف إطلاق النار تظل نقطة خلاف.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في مؤتمر صحافي عقده في هاليفاكس في كندا، إن واشنطن لا تزال تبذل جهوداً “حثيثة” في القاهرة مع وسطاء من مصر وقطر وأيضاً مع الإسرائيليين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن.
وقال مصدر مصري إن الوسطاء طرحوا عدداً من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا وممر “نتساريم”، الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها.
وأضافت المصادر إن إسرائيل أبدت أيضاً تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، حيث طالبت إسرائيل بخروجهم من غزة إذا تم الإفراج عنهم.