بيت لحم/ يواصل الأسرى الفلسطينيون إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي تحت شعار معركة “الأمعاء الخاوية” لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.
ويعتبر الإضراب عن الطعام وسيلة مقاومة وضغط يمارسها الأسرى الفلسطينيون لتحقيق مطالبهم المشروعة لتوفير ابسط مقومات البقاء والتي تنص عليها كافة الشرائع والقوانين الدولية في ظل تعنت إسرائيلي يمارس بحق الأسرى داخل السجون.
والإضراب عن الطعام هو اخر الخيارات وأخطرها التي يفكر بها المعتقلون الفلسطينيون لما لذلك من اثار سلبية على حياتهم، غرفة تحرير “معا” حاولت الوقوف على مدى تأثير الإضراب عن الطعام على صحة الأسرى وكيف يعيش المضربون حياتهم في ظل الإضراب.
الاسير المحرر خضر عدنان روى لغرفة تحرير “معا” تفاصيل اضرابه عن الطعام الذي استمر لمدة 66 يوما، وقال “ان الايام الاولى في الاضراب خفت شهيته كثيرا، واصيب بالصداع والام بالرأس لعدة ساعات خاصة في اليوم الخامس واصبحت حاسة الشم اكثر فاعلية حيث يستطيع الاسير في هذه الفترة اشتمام رائحة الطعام عن بعد.
ويتابع ” من اليوم الخامس وحتى الثامن والثلاثين بقيت في وضع مستقر، فيما تعرضت لحالات تقيؤ شديد وإفرازات من الكبد والمعدة صفراء اللون من اليوم ال38 وحتى الـ 57، وفي اليوم الـ58 زدادت حالات التقيؤ الى 7 مرات وأصبت خلالها بالام حاد أسفل البطن.
ومن اليوم الـ 58 وحتى اليوم 66 موعد انهاء اضرابه يؤكد عدنان ان وضعه الصحي كان افضل بكثير من السابق.
ويقول ” انه مثل للفحوصات الاساسية في السجن في الايام السبعة الاولى وهي فحوصات” الضغط والسكري والوزن والحرارة”، ويضيف ” رفضت الفحوصات بعد اليوم السابع وحتى اليوم الـ43 لتصعيد الاضراب.
وفي اليوم ال43 قبلت الخروج لمستشفى مدني بوجود أطباء من خارج السجن، وبعد الفحوصات خرج الأطباء بنتائج ان لدي نقص في مستوى البوتاسيوم في الدم وهذا يؤثر على كهرباء القلب ما يؤدي الى جلطة قلبية.
ويوضح “جرى نقلي إلى أكثر من مستشفى وفي اليوم الـ54 قبلت بفحوصات الدم التي ظهر فيها نقص السكر وقدموا لي الجلوكوز بنسبة 4 %.
ويؤكد انهم عرضوا عليه داخل المستشفى تناول محلول ppm وهو محلول تغذية بالوريد، وبعد اتصالات عبر الصليب الاحمر مع وزير الصحة وقيادات فلسطينية أكدوا لي ان هذا لن يؤثر على الإضراب ونصحوني بتناوله، لكنني رفضت ذلك . . .
ويقول انه لم يمتنع عن شرب الماء طوال فترة أضاربه سوى ست ساعات في يوم معين لتصعيد الإضراب، معتبرا توقفه عن تناول الماء بالخطأ.
ويختم عدنان لـ”معا” في اليوم الـ66 وهو موعد فك الإضراب بدأت بتناول بعض الألبان والأدوية، ولكن بعد مرور ست أيام أصبت بانتكاسة صحية “التواء في الامعاء الدقيقة وانسداد مائي” ما دفع الأطباء إلى اجراء عملية جراحية داخل البطن، وانا ألان بصحة جيدة.
من طرفها تحدثت أماني ضعيف العاملة بقسم الأسرى في جمعية “أطباء لحقوق الإنسان” لغرفة تحرير “معا” عن تفاصيل الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام مستخلصة ذلك من دراسات أجريت على أسرى اضربوا عن الطعام في السابق فلسطينيين وايرلنديين وهنود.
وقالت ضعيف ” أن حالة الأسير في اول ثلاثة ايام تكون صعبة جدا، خاصة بعد شعوره بالجوع والعطش، فيما يتلاشى هذا الشعور مع اليوم الرابع والخامس.
وتضيف ان الأسير في الايام من 30 وحتى 40 للإضراب تقل قدرته على تناول المياه ويصبح جسمه بحاجة اكثر الى الأملاح والفيتامينات وتبدأ أعضاء حيوية داخل جسمه بالتضرر، فيما يفقد الأسير 10 الى 20% من وزنه في اول عشرين يوما من اضرابه.
ويفقد الاسير وزنه في البداية من الدهون من ثم تبدأ عضلات في الهيكل الخارجي بالتحليل بالإضافة الى عضلات داخلية مثل عضلات المعدة.
وتضيف ان الأسير يصبح غير قادرا على المشي او الحركة وتنخفض دقات قلبه ويشعر بالبرد مع نهاية الأسبوع الاول وحتى اليوم الثامن عشر من إضرابه ومع استمرار الإضراب حتى اليوم الـ50 يفقد القدرة على التركيز ومن الضروري في هذا الوقت وجود طبيب بجانب الأسير.
وتشرح ان الاسير يصبح في الفترة من اليوم الـ 35 وحتى الـ 42 اقل قدرة على الرؤية ويشعر بالدوران الشديد ويصاب بالإغماء ويعاني من صعوبة في ابتلاع المياه.
وتؤكد ان عدد الايام تختلف من أسير إلى آخر حيث يعتمد الامر على البنية الجسمانية للأسير وقدرته على التحمل وإصابة الأسير بإمراض سابقة.
كما يختلف الأمر بين الذكور والإناث حيث تكون أجسام الذكور أكثر قدرة على التحمل نتيجة قوة العضلات الجسمانية.
وتشدد ضعيف على ضرورة شرب الأسير المياه اثناء إضرابه لما لها من أهمية على المحافظة على صحته.
ويصاب الأسير في اغلب الأحيان بنزيف دموي في الأمعاء بعد اليوم الـ40.
ولفت الى عدم وجود أطباء لديهم خبرة بالعوامل الطبية بالإضراب عن الطعام.
وختمت ضعيف حديثها لـ”معا” ان الفترة بين اليوم الخامس والاربعين وحتى الخامس والسبعين مرحلة خطرة جدا على حياة الاسير.
المصدر وكالة معا الاخبارية