فتح الاغتيالان الأخيران فى طهران (إسماعيل هنية ــ رئيس المكتب السياسى لحركة حماس) وبيروت (فؤاد شكر ــ القيادى البارز فى حزب الله) أبواب الشرق الأوسط على مصراعيها، وعلى احتمالات جديدة، أو مختلفة، أهمها أن النيران، والحروب سوف تظل مشتعلة فى كل جبهات المنطقة، فمن اتخذ القرار بتصفيتهما اتخذ قرار الصراع المفتوح على أبواب التصعيد بلا توقف منذ 7 أكتوبر 2023، وعلى جبهات عديدة، وحتما له حسابات مختلفة، كما فقد (بالقرار) التمييز بين المتطرفين، والسياسيين الذين يهدفون إلى وقف الحروب، وعدم تطورها، أو اشتعالها، وتجاوز معادلة الرد، والرد على الرد، أو الالتزام بما يسمى بـقواعد الاشتباك، والشىء الذى لم يفقد بوصلته عند من اتخذ القرار أنه نقل المواجهة نحو احتمالات كبيرة، ومتزايدة، لحرب إقليمية شاملة بلا ضوابط إستراتيجية، أو حدود جغرافية، قبل عمليات الاغتيال. لقد كانت الاحتمالات مفتوحة للوصول إلى هدنة فى غزة، وتبادل الأسرى، وعندما حدثت واقعة مجدل شمس رفعت احتمالات ضربة ضد لبنان ككل، وليس جنوبه فقط، حيث حزب الله، وقد عقَّد قرار تصفية إسماعيل هنية المفاوضات، فهو كان صوتا مسموعا فى الحركة، رغم أنه كان منفيا فى قطر منذ مدة، وله تأثير على مجريات حماس، وعلى اتخاذ القرار داخلها، بل إن المفاوضين حول صفقة الهدنة كانوا يدركون مدى قوة العلاقة بين هنية والسنوار، أو بين حماس الخارج والداخل، والجميع يدرك أن هنية زعيم سياسى، وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة عمل كمفاوض فى محادثات وقف إطلاق النار، وحلقة وصل مع الحليف الرئيسى لحماس (إيران)، وهو يُعرف أنه ليس من المقاتلين العسكريين، ولكن مصنف سياسيا مخضرما حتى إنه تم تصعيده رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية فى مرحلة من مراحل الهدنة بين حماس وفتح، ولكنه كذلك يُعرف بأنه القادر على التأثير على يحيى السنوار، القائد العسكرى لحماس، الأقوى، ومهندس عملية 7 أكتوبر فى حزام غزة التى فجرت الحرب، والقائد الباقى على قيد الحياة بعد تصفية عدد كبير من القيادات العسكرية المؤثرة التى شاركت فى العملية الأخيرة، وفى مسار الحركة، مثل محمد الضيف.. وغيره.
عن الاهرام