القاهرة/ كشفت مصادر قريبة من المشير عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى في مصر، أن البرنامج الانتخابى للمشير سيركز على التنمية ودعم الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة، وتطوير المناطق الأكثر احتياجا، وخلق فرص عمل جديدة للشباب من خلال توطينهم فى بيئات استثمارية جديدة غير مستغلة، وتوفير المناخ السياسى الملائم لذلك.
وأوضحت المصادر أن برنامج المشير عبدالفتاح السيسى يعتمد بشكل أساسى على تنمية العديد من المناطق الهامة فى مصر، على رأسها سيناء خاصة مناطق الشمال والوسط، التى تبلغ مساحتها الكلية نحو 60 ألف كيلو متر مربع، وتتمتع بموقع جغرافى متميز على ساحل البحر المتوسط من جهة الشمال وخليج السويس من جهة الغرب وجنوب البحر الأحمر، وتم تجاهلها على مدار السنين الطويلة الماضية، حتى باتت مرتعا للإرهاب والجماعات الإجرامية المسلحة، التى تستغلها فى عمليات تهريب الأسلحة والمواد المخدرة.
وأشارت المصادر إلى أن المشير السيسى يضع تنمية سيناء على قمة أولويات برنامجه الانتخابى خلال المرحلة المقبلة، بخطة طموحة تستهدف توطين 3 ملايين شاب إليها، بعد خلق فرص استثمارية صناعية وسياحية وزراعية داخلها، وتوصيل المرافق الأساسية اللازمة لها، وسبل الحياة الكريمة لسكانها الأصليين من البدو، خاصة منطقة الوسط المحرومة من عوائد التنمية منذ فترة طويلة، ويعيش سكانها حياة بدائية تماما تحتاج إلى تطوير على المستويين الاقتصادى والاجتماعى.
وكشفت المصادر أيضا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بقيادة اللواء أركان حرب طاهر عبدالله سوف يكون لها دور كبير فى تنفيذ البرنامج الانتخابى للمشير، ومن المقرر أن يعهد إليها بتنفيذ كل المشاريع التنموية فى سيناء من بنية أساسية وإنشاءات وطرق، ومصانع، وآبار مياه عذبة لخدمة المواطنين، خاصة فى المناطق الصحراوية الوعرة، التى لا يتوافر بها مياه عذبة.
وأوضحت المصادر أن السيسى يسعى لتنمية المناطق غير المأهولة بالصحراء الغربية، بعدما تم تطهيرها من الألغام ومخلفات الحروب بإجمالى 26 ألفا و190 فدانا بما يعادل 11 ألف هكتار نفذتها عناصر المهندسين العسكريين لصالح وزارة الإسكان، تمهيدا لإقامة المدينة المليونية بمنطقة العلمين، والسعى نحو خلق مناطق صناعية واستثمارية عملاقة فى منطقة الساحل الشمالى الغربى.
وأشارت المصادر إلى أن الخطة التنموية للمشير لمصر خلال الفترة المقبلة سوف تشمل تأسيس معامل وفتح مناجم للكشف عن الذهب والمعادن النفيسة فى منطقة وادى العلاقى فى أسوان بالمنطقة الجنوبية، خاصة بعدما كشفت التحاليل التى أجرتها أجهزة القوات المسلحة على تربة تلك المنطقة وثبت أنها غنية بالذهب والمعادن النفيسة، التى يمكن الاعتماد عليها فى الدفع بعجلة الاقتصاد القومى إلى الأمام خلال الفترة المقبلة.
وأكدت المصادر أن مشروع استخراج الذهب من منطقة وادى العلاقى بأسوان تم عرضه على السيسى، وأشاد به، وأوصى بضرورة وضعه ضمن البرنامج الانتخابى له خلال الأيام المقبلة، على أن يتم تنفيذ المشروع، من خلال شركات وطنية مصرية، بشرط خلق المزيد من فرص العمل للشباب، وتشغيل أهالى جنوب الصعيد فى ذلك المشروع.
وأشارت المصادر إلى أن المشير يميل إلى فكرة تغيير المنظومة الضريبية خلال الفترة المقبلة، من خلال فرض ضرائب تصاعدية تختلف حسب طبيعة الدخول، التى يحصل عليها المواطن، مؤكدة أن المنظومة الضريبية الجديدة، التى سيعتمد عليها المشير السيسى فى برنامجه الانتخابى ستحقق العدالة الاجتماعية التى كان المصريون يسعون إليها طوال الفترة الماضية.
وقالت المصادر إن السيسى سيضع مشروع تنمية إقليم قناة السويس، ضمن برنامجه الانتخابى، والعوائد المنتظرة من ذلك المشروع، خلال الفترة المقبلة، ومضاعفة العائدات المتوقعة من قناة السويس، بما يخدّم على زيادة الناتج القومى الإجمالى.
وأكدت المصادر أن البرنامج الانتخابى الذى سيعلن عنه المشير مطلع شهر مارس المقبل، لن يكون برنامجا سياسيا بالأساس، تتفق مع بعض القوى السياسية وتختلف معه أخرى، ولكن سيكون برنامجا تنمويا بالأساس يعتمد على تنمية المواطن البسيط وتحسين المستوى الاقتصادى والاجتماعى للفقراء ومحدودى الدخل، والارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية والتعليمية، بما يكفل حياة كريمة للمواطن، وخلق فرص عمل للشباب، ودعم الفلاح البسيط، والحفاظ على الرقعة الزراعية، التى تعرضت للتآكل خلال الفترة الماضية فى ظل الانفلات الأمنى.
وكشفت المصادر أن المشير لن يعوّل كثيرا على البرامج السياسية، بعدما تأكد من واقع خبرته خلال الفترة الماضية، أن البرامج السياسية، دون العمل والتنمية لن ترضى طموحات وأحلام المواطن المصرى، الذى ينتظر تحسن أحواله المعيشية، بعد أكثر من 30 عاما من الفساد وسوء الإدارة وغياب الرؤية الاستراتيجية الحقيقية.
أمد