نابلس /احتفل ملتقى رجال اعمال نابلس، مساء اليوم الاربعاء، باطلاق خطته الاستراتيجية للعام الحالي 2013، والرامية الى تطوير القطاع الخاص، واعادة نابلس الى الخريطة كعاصمة اقتصادية لفلسطين.
وشارك في الاحتفال الذي اقيم في قاعة القلعة بالمدينة، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس بلدية نابلس، المحامي غسان الشكعة، ووزير العمل، الدكتور أحمد مجدلاني، ورئيس اتحاد جمعيات رجال الاعمال الفلسطينيين، محمد المسروجي، ونائب رئيس جامعة النجاح، الدكتور ماهر النتشة، ورئيس جمعية رجال الاعمال في غزة، محمد الحايك، وعدد كبير من رجال الاعمال المحليين ومن داخل الخط الاخضر وقطاع غزة، وممثلو عدد من البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية.
والقى رئيس مجلس ادارة الملتقى، نضال البزرة، كلمة ترحيب، لخص فيها اهداف الخطة الاستراتيجية، المتمثلة بتسليط الضوء على نابلس كمركز تجاري هام في الوطن والمنطقة، والتوعية بأهمية الصناعة كأساس لبناء دولة فلسطين، ومحاولة فتح اسواق جديدة امام المنتوج النابلسي بشكل خاص، والفلسطيني بشكل عام، في الاسواق المحيطة.
واستعرض الدكتور طارق الحاج، من جامعة النجاح الوطنية، أسس الخطة الاستراتيجية للملتقى، مشيراً الى انها ترتكز على محورين، الاول يتعلق بتطوير الخدمات والقدرات للملتقى ومنتسبيه، فيما يتعلق الثاني بفتح آفاق جديدة للنهوض بالوضع الاقتصادي لنابلس.
واوضح الحاج انه يندرج في اطار المحور الاول، ايجاد تأمين صحي لمختلف رجال الاعمال الاعضاء في الملتقى، واصدار بطاقات رجال اعمال لجميع الاعضاء، ليتمكنوا من التحرك بسهولة، وكذلك عقد ندوات وورش عمل، واقامة معارض دولية بهدف التواصل مع العالم الخارجي. يضاف الى ذلك وضع آليات لتسويق نابلس داخليا وخارجيا، وتأسيس مركز تدريب مهني تابع للملتقى بالتعاون مع وزارة العمل وجامعة النجاح والمؤسسات ذات العلاقة.
وأضاف انه في اطار المحور الثاني للخطة الاستراتيجية، يندرج اقامة شبكة علاقات مع المحافظات الاخرى، ومع مختلف ابناء شعبنا في الوطن والشتات وداخل الخط الاخضر، واطلاق مهرجان ربيع الاثاث في آذار المقبل، واقامة ملتقى لمغتربي نابلس من رجال الاعمال، وانشاء صندوق ملتقى رجال اعمال نابلس لدعم مشاريع المبدعين والخريجين الرياديين.
من ناحيته، قدم رجل الاعمال مهند هيجاوي، شرحا وافيا عن فكرة صندوق دعم مشاريع الشباب الذي تتضمنه الخطة الاستراتيجية، مشيرا الى “وجود نحو 30 الف خريج ينضمون سنويا الى السوق المحلي، وهؤلاء بحاجة الى الدعم والمساعدة”.
واوضح ان “فكرة المشروع ستبدأ بتمويل ذاتي من الملتقى قيمته 200 الف دولار، وسيتم دعم المشاريع الريادية للشباب بقيمة 10 الاف دولار للمشروع، وفق محددات معينة”.
بدوره، قدم رجل الاعمال مهند الرابي، شرحا عن مهرجان ربيع الاثاث، الذي سيقام في مدينة نابلس في آذار القادم، مشيرا الى ان “نابلس تشتهر بصناعة المفروشات ومن المهم لها ان تشهد انطلاقة عربية وعالمية في هذا المجال”.
وفي كلمته، اكد الشكعة على “اهمية اعادة الاعتبار لنابلس كعاصمة اقتصادية لفلسطين”، مشيرا الى ان ذلك “لا يمكن ان يتحقق من غير شراكة حقيقية بين مختلف الاطراف”.
وأضاف بان “النهوض بوضع نابلس يتطلب اعادة تأهيلها بما في ذلك انظمة السير، والاهتمام بالشباب وتوفير احتياجاتهم، موضحا ان البلدية ليست فقط خدمات كهرباء ومياه وانما “مواطَنَة” بمعنى ان للمواطن حقوق وعليه واجبات”.
وتطرق الشكعة الى الاتفاق الذي بلورته البلديات وشركات توزيع الكهرباء بالتشاور مع وزارة الحكم المحلي وسلطة الطاقة. وينص الاتفاق على ان تقوم شركات توزيع الكهرباء والبلديات المزودة لهذه الخدمة بتركيب عدادات مسبقة الدفع للمشتركين، توفرها الحكومة لمزودي الخدمة، بحيث يلتزم كل مشترك تراكمت عليه الديون لشركات التوزيع أو هيئات الحكم المحلي بتسديد 10% من قيمة ما يشحنه، وذلك عن ديونه السابقة، وفي المقابل، يقوم مزودو الخدمة بخصم مبلغ مماثل من ديونه السابقة تتحملها الحكومة، وينحصر هذا الأمر فقط في الاستخدام المنزلي للكهرباء.
بدوره، اكد الوزير مجدلاني، ان الحكومة حريصة على بناء شراكة حقيقية مع شركاء الانتاج، لانه من دون شراكة حقيقية لا يمكن ان يتقدم اقتصادنا.
واشاد مجدلاني بدور القطاع الخاص الفلسطيني، الذي “تحمل طوال السنوات السابقة حملا ثقيلا من المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وصمد في وجه الاحتلال والحصار، وتمكن من تطوير هياكله المؤسساتية، الامر الذي يسهل على الحكومة التعاون والشراكة معه لتطوير الاقتصاد الوطني، اساس الدولة، لانه لا معنى لاي استقلال سياسي من دون استقلال اقتصادي”.
وثمن مجدلاني ما ورد في خطة ملتقى رجال اعمال نابلس الاستراتيجية، وفي مقدمتها عقد ملتقىً للمغتربين من رجال اعمال نابلس، وانشاء مركز تدريب مهني تابع للملتقى، وانشاء صندوق لدعم مشاريع خاصة بالخريجين والشباب الرياديين. واعلن موافقة وزارته على ترخيص مركز التدريب المهني المقترح ومده بالخبرات اللازمة.
وفي كلمته، اشار الدكتور النتشه، الى ان جامعة النجاح بالاضافة الى دورها التعليمي، فقد وضعت في سلم اولوياتها خدمة المجتمع المحلي، وانشأت لذلك مراكز مختلفة بما فيها مركز التدريب العملي، كما قامت بجعل التدريب العملي من اهم متطلبات التخرج لكافة التخصصات.
وقدم مسروجة شرحا عن جمعيات رجال الاعمال الفلسطينيين، وعن العلاقة مع المؤسسات المختلفة، ودورها في النهوض بالوضع الاقتصادي، وتطوير كفاءات رجال الاعمال.
وركز على اهمية الشراكة بين مختلف القطاعات، داعيا رجال الاعمال لتحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع.
وفي كلمته قال الحايك، بان “الانقسام هو الذي يؤذي الاقتصاد الفلسطيني، وتحاول اسرائيل استثماره في جعل سوقي الضفة وغزة مفتوحين امام منتوجاتها”
واضاف بان الانقسام السياسي يجب ان لا يعكس نفسه على القطاع الخاص، ويجب ان لا تكون هناك اية فٌرقة بين القطاع الخاص بجناحيه في الضفة وغزة”.
وفي ختام الاحتفال الذي اداره طارق سقف الحيط، وتضمن فقرات فنية قدمتها جوقة جامعة النجاح، تم التوقيع على اطار تعاون مشترك بين ملتقى رجال اعمال نابلس وجامعة النجاح الوطنية.
القدسدوت كوم- عماد سعادة.