رام الله /ذكرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، في تقريرها الشهري ‘شعب تحت الاحتلال’ أن سلطات الاحتلال أقرت بناء 4342 وحدة استيطانية جديدة، وهدمت 37 منزلا ومنشأة، واعتقلت 240 مواطنا، فيما اقتلع المستوطنون وجيش الاحتلال 1024 شجرة زيتون، خلال شهر أيار/ مايو الماضي.
انتهاكات بحق الأسرى
قالت الدائرة إن الأسير زهير لبادة من نابلس استشهد بعد أسبوع من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، حيث عانى من الإهمال الطبي المتعمد ما أدى إلى تردي وضعه الصحي بصورة خطيرة. وأضافت أنه رغم الاتفاق الذي أحرز وبموجبه أنهى الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم الاعتقالية السيئة وسياسة الاعتقال الإداري غير الشرعي والعزل الانفرادي، إلا أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بتنفيذ بنوده، وواصلت سياسة عقاب الأسرى وعزل عدد منهم وإخضاعهم للاعتقال الإداري.
وأشارت الدائرة إلى قيام الاحتلال بتجديد الاعتقال الإداري أو فرضه على أكثر من 40 أسيرا، بينهم 5 نواب، في حين أعادت اعتقال 25 أسيرا تم تحريرهم في صفقة ‘شاليط’ في انتهاك آخر للاتفاق الذي وقع برعاية مصرية.
وأشارت إلى أن الأسير محمود السرسك يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 80 على التوالي، وأن وضعه الصحي بات في خطر حقيقي، كما يواصل الأسير أكرم الريخاوي إضرابه لليوم الـ52 أيضا.
وفي سياق متصل، قالت الدائرة إن إدارة سجن تلموند ‘هشارون’ الإسرائيلي تمارس سياسة التجويع بحق الأسرى القاصرين، حيث قلصت وجبات الطعام المقدمة لهم إلى وجبتين يوميا، كما لا توفر إدارة السجن أدوات الطهي وتسخين المياه اللازمة.
وفي ذات السياق، قامت قوات معززة من الوحدات المتخصصة بقمع الأسرى في قسمي 13-14 في سجن ‘نفحة’ الصحراوي، ونفذت عمليات تفتيش واستفزاز متعمدة بحق الأسرى، ما جعل الأسرى يعيدون وجبات الطعام.
القدس
أكدت الدائرة في تقريرها مواصلة الاحتلال والمستوطنين أعمالهم الاستفزازية والتهويدية في القدس المحتلة، وقالت إن العشرات من جنود وضباط جيش الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى المبارك، ورفعوا علم إسرائيل أمام قبة الصخرة المشرفة، لأول مرة منذ احتلال القدس في العام 1967، وفي ذات السياق اقتحم العشرات من المستوطنين أيضا باحات المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بأداء طقوس توراتية فيه تحت حماية قوات الاحتلال.
وفي إطار سعي الاحتلال لإحكام سيطرته على المدينة، وافقت حكومة الاحتلال على إقامة أحياء استيطانية داخل القدس المحتلة لصالح رجال الأمن، وأقرت ميزانية بقيمة 350 مليون شيقل لصرفها على تطوير المرافق السياحية العامة والبنية التحتية الخاصة بالمستوطنين في القدس المحتلة، كما أقرت رصد مبلغ 4 ملايين شيقل لتشجيع السياحة الدينية اليهودية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، من خلال إقامة ‘الحديقة الوطنية’.
وفي سياق متصل، زرعت سلطات الاحتلال آلاف القبور اليهودية الوهمية في محيط المسجد الأقصى المبارك وداخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بهدف الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية هناك، حيث تقدر المساحة بنحو 300 دونم.
وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال منعت أهالي بيت سوريك/ القدس المحتلة، من استكمال شق وتأهيل طريق زراعية تخدم مزارعي القرية. في ذات الوقت صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية على قرار إخلاء منزل غازي زلوم ودكان إسماعيل وزوز في القدس الشرقية لصالح المستوطنين.
استيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات
صعدت سلطات الاحتلال من عمليات البناء في المستوطنات والاستيلاء على الأراضي لصالحها، فقد أقرت بناء 4342 وحدة استيطانية، منها 2100 وحدة في مستوطنة ارئيل، و2242 وحدة في مستوطنة جيلو على حساب أراضي الولجة وبيت جالا وبلدة بيت صفافا، كما أقرت بناء 1100 غرفة استيطانية في الحي الاستيطاني ‘جفعات همتوس’ جنوب مدينة القدس المحتلة.
وفي سياق متصل، أقرت الكنيست الإسرائيلية قانون إعفاء من الضريبة، حيث يحصل كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي بقيمة 35%، بهدف تشجيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتحدث التقرير عن عمليات اقتلاع الأشجار التي ينفذها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال، فخلال شهر أيار تم اقتلاع وإتلاف 1024 شجرة زيتون ولوزيات، منها 417 شجرة زيتون في قرى مادما وبورين وجماعين في محافظة نابلس، و100 شجرة في بيتلو/ رام الله، و367 في بني نعيم وبيت أمر وبيت أولا في محافظة الخليل، و150 شتلة عنب من أراضي الخضر في محافظة بيت لحم.
وأشارت الدائرة إلى قيام الاحتلال بالاستيلاء على 86 دونما، منها 30 دونما من أراضي دير استيا/ سلفيت، و50 دونما من أراضي مدينة الخليل، و6 دونمات في بلدة الخضر/ بيت لحم.
هدم المنازل والمنشآت
أشارت الدائرة في تقريرها إلى مواصلة سلطات الاحتلال لأعمال هدم المنازل والمنشآت، حيث هدمت خلال أيار 37 منزلا ومنشأة، وسلمت إخطارات بهدم 19 منزلا، وتركزت عمليات الهدم في القدس الشرقية المحتلة حيث أجبر الاحتلال عزام العفيفي على هدم منزله الواقع في حي باب الحديد بالبلدة القديمة من القدس، بحجة عدم الترخيص، وذلك للمرة الثانية منذ العام 2009، كما هدم الاحتلال منزل سامح إدريس بحجة البناء دون ترخيص في حي الطور في القدس المحتلة.
وأضافت: تم هدم منزل في عزبة الطبيب/ قلقيلية، وتجريف بركسين عند مدخل قرية الجلمة/ جنين، عبارة عن مغسلة للسيارات ومحل لبيع الخضار والنثريات، ومحلين تجاريين في قرية حوسان/ بيت لحم، وبركس لتربية الدواجن في بلدة بيت لقيا/ رام الله، ومطعم بمساحة 300 متر في منطقة وادي المخرور في بيت جالا، ومنزل زراعي وحظائر لتربية الأبقار والدواجن وبئر ماء أثرية في منطقة البلوطة في بني نعيم، و6 خيام لعائلة النواجعة في يطا، وحظيرة للماشية في خربة الرهوة جنوب بلدة الظاهرية/ الخليل، إضافة لتدمير محطة محروقات وبركسات لورش صناعة في حزما/ القدس، ومنازل وحظائر ومحلات تجارية في قرية فصايل في الأغوار.
وأوضحت الدائرة أن سلطات الاحتلال سلمت 19 أمرا بهدم منازل لمواطنين في حي البستان والشيخ جراح في القدس المحتلة، وبلدة عرابة/ جنين، ويانون/ نابلس، وأريحا، كما سلمت 8 عائلات من عرب الجهالين، في منطقة الخان الأحمر إلى الشرق من القدس المحتلة، إخطارات بإخلاء المنطقة باعتبارها منطقة عسكرية، ما يعني تشريد 35 فردا بينهم 19 طفلا. وسلمت أيضا ثلاثة مواطنين في خربة المفقرة شرقي يطا/ الخليل، إخطارات بهدم مساكن عبارة عن خيام وبركسات.
الاعتداءات على الصحفيين
وجاء في التقرير أن جيش الاحتلال واصل انتهاكاته لحرية الصحافة بمنعه الصحفيين من ممارسة عملهم والاعتداء عليهم بالضرب أو بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المدمع والاعتقال، فخلال شهر أيار اعتقلت قوات الاحتلال بهاء موسى مدير عام قناة ‘الأسير’ الفضائية في جنين، واستولت على أجهزة البث الخاصة بها.
كما أصيب كل من الصحفيين: أجود جرادت مراسل تلفزيون فلسطين بقنبلة غاز بالرجل اليمنى، وجعفر اشتية مصور وكالة أنباء ASB بقنبلة غاز بالبطن، وعلاء بدارنة، صحفي مستقل، بقنبلة غاز بالبطن، خلال تغطيتهم انتهاكات الاحتلال في قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على كل من الصحفيين ثائر فقوسة، مصور تلفزيون فلسطين، ومأمون وزوز، مصور وكالة رويترز؛ وعامر عابدين، مصور ‘بال ميديا’، ومنعتهم من تغطية اعتداءات الاحتلال على المواطنين في بيت أمر بالخليل، وفي القدس المحتلة اعتدت قوات الاحتلال على مراسلة وكالة ‘قدس نت’ ديالا جويحان، خلال عملها الصحفي في تغطية فعاليات إحياء ذكرى النكبة في بلدة العيسوية.