بعد المحرقة التي تعرض ويتعرض إليها شعبنا خلال الأيام والأسابيع الماضية واستمرار فصولها حتى لحظة كتابة هذه الكلمات بات من الواجب بعد مسلسلات التخوين والاتهامات المتنوعة أن نجيب على سؤال لطالما ازعجني في طريقة التعامل معه وترويجه…من الخائن؟
البعض اتهم اتفاق أوسلو بالخيانة ثم ما لبث وأن أصبح عضوا في المجلس التشريعي ووزيرا في الحكومة ..مؤسستين ما زالتا بالمناسبة من نتاجات اتفاق اوسلو!! البعض الآخر شغله التنسيق الأمني في الآونة الأخيرة رغم أنه أمر لازم كل الاتفاقيات واستمر مع ولادة السلطة وبقائها وحياتها..
البعض استهوته موجة الاتهام بالتواطئ مع جهات إقليمية ودولية تميهدا حسب الإدعاء لبيع فلسطين.. وبين هذا وذاك انتشرت فصول التكريم والتكفير فأخذ البعض لذاته حقوق توزيع نياشين الوطنية وحجبها والاتهام بالخيانة والتواطئ أو التكريم بالأصالة والانتماء بينما اشتعل الحديث عن التحالف مع الشياطين لنجد قائمة تضم أمريكا وقطر وإيران والسعودية ومصر وسوريا وتركيا وغيرهم.
حروب داحس والغبراء والبسوس في قساوتهما كانتا اقل ضراوة مما دار بيننا رغم أن استهدافنا من قبل الاحتلال الغاشم لم يفرق بين انتماءاتنا.. فهل قتل أبو عمار لأنه خائن أو أحمد ياسين لأنه متواطئ والشقاقي لأنه عميل وأبوعلي مصطفى لأنه مندس؟ وهل أثبتت أيام الصراع بأن فتح قد تنازلت أو أيا من الفصائل قد باع وخان؟.. أين وقف المتفرجون على العدوان على فلسطين ومعركة غزة الأخيرة؟ ولماذا لم يستطع احد أن ‘يتواطئ ‘مع حلفائه ليحقن دم أسرته أو يوجه صاروخا متجها إلى منزله نحو بيت ينتمي صاحبه لهذا الفصيل أو ذاك؟
كلنا بالواقع شهداء.. أحياء اليوم لنكتب هذه الكلمات .. لكننا شهود على حقيقة واحدة ووحيدة أن الدم الذي سال لا يستحق سوى الوقوف والتروي والتفكير.. هل صحيح كلنا خونة؟ بينما أولادنا يمزقون ونساؤنا ترمل؟؟! من المستفيد من سجال كهذا و من يغذيه؟
يا وحدنا.. يا وحدنا يا أخوات وإخوة لأن الذين وقفوا معكم في معارككم الأخيرة لم يكونوا حلفاؤكم في ‘خياناتكم’ المزعومة .. بل لم تجدوا إلا الله وأمريكا اللاتينية وقلوب محبيكم!! فهل اعتبرنا؟
معا