من المؤسف أن يطعن الأخ أخاه؛ وهذا ما قامت به دولة الإمارات العربية بتطبيعها و باتفاقها للسلام مع إسرائيل هذا ما يؤكد أن الإمارات وبعض دول الخليج الأخرى كانت ولازالت جزء من المؤامرة الكبرى التي تحيكها اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لتصفية قضيتنا الوطنية الفلسطينية وهذه الاتفاقية ليست خيانة لفلسطين وشعبها فحسب إنما أيضاً خيانة للأمة العربية والإسلامية (ذلك لأن فلسطين وقضيتها جزء من هذه الأمة)، وهي أيضاً خيانة للإنسانية والعدالة وخيانة لكل أحرار العالم ،وما فعلته دولة الإمارات هو استمرار لسلسلة من المؤامرات ؛وقد شعرت دولة الإمارات العربية مؤخراً أنه حان الوقت لاستغلال الظروف الصعبة التي تمر بها الساحة العربية عموماً والساحة الفلسطينية خصوصاً لتقوم بطعنة مباشرة وعلنية ومعروف تبعياتها على القضية الفلسطينية ،و هذه الخطوة الوقحة ليست مجرد اتفاق للسلام وإنما هي اعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني بشكل علني ؛ وبالتالي خيانة للقدس والاقصى لأن من يعترف بدولة الاحتلال يكون شريك بكل الجرائم والقرارات الاسرائيلية الظالمة بحق أرض وشعب فلسطين ،و بالتالي أصبحت قضية فلسطين قضية مستباحة و تطعن من قبل الأخ و العدو معاً ، وقد اعتقدت الإمارات أن سيكون لها مبرر وحجة ومقابل لهذه الاتفاقية ألا وهو وقف عملية ضم الأراضي إلا أن الحقيقة هي أن دولة الإمارات قدمت سلام مجاني فهي قامت بهذه الخطوة ليس على أساس تحقيق العدالة والسلام العادل والشامل أو إنقاذ الموقف الفلسطيني جراء عملية الضم؛ لأن الجانب الإسرائيلي أكد على أن إيقاف الضم لن يكون دائم إنما مؤقت وهذا ما يدل على أنها حجة واهية والهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو التطبيع وفتح الطريق أمام الدول العربية الأخرى للتطبيع والتآمر على القضية الفلسطينية فما لبثت دولة الإمارات بإعلان الاتفاق حتى تبعتها المواقف العربية المخزية من بعض حكومات هذه الدول بالترحيب فأصبح بعض الإخوة العرب ولأول مرة متفقين ولكن ليس على الوحدة العربية واستقلال العرب بل متفقين على قتل أخاهم الفلسطيني بحجة أنهم أصحاب سلام وفي الواقع هذا السلام المجاني ليس سلام وإنما ضعف واستسلام وجبن وخذلان ، وكان دور الإمارات العربية هو فتح الطريق أمام الدول العربية التي كانت تقف على حافة الحياء من شعوبهم و نسوا أن التاريخ سيلعنهم وأن الأجيال القادمة ستحاسبهم على خيانة الأخ لأخيه.
عضو قيادة اتحاد شباب النضال في سوريا
من المؤسف أن يطعن الأخ أخاه.. بقلم أحمد معتوق
