القاهرة: كشف مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى كواليس 3 ساعات مغلقة لاجتماعات الدورة الـ139 لمجلس الجامعة العربية التي عُقدت بالقاهرة اليوم على مستوى وزراء الخارجية.
وفي تصريحات خاصة قال المصدر إن “مصر طالبت وزراء الخارجية العرب بالتصويت على منح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة وذلك بناء على طلب كل من قطر والسعودية إلا أن الطلب المصري وجد معارضة عنيفة من قبل العراق والجزائر ولبنان؛ ما دفع عددًا من الدول ومنهم السودان إلى المطالبة بتأجيل عملية التصويت على هذا القرار للاجتماع الوزاري التحضيري الذي يسبق القمة العربية” التي تعقد يومي 26 و27 من الشهر الجاري.
وأوضح المصدر الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه أن “الدول التي طالبت بتأجيل التصويت على منح مقعد سوريا للائتلاف أرجعت رغبتها إلى حث المعارضة السورية على تشكيل هيئة تنفيذية أو حكومة مؤقتة، بما يمكن الدول الأعضاء بالجامعة من منح المقعد للائتلاف بشكل قانوني”.
وتنص لائحة الجامعة العربية على أن “تولي مقعد الدولة العضو يكون من قبل هيئة تنفيذية وحكومية وليست لجهة سياسية أو حزبية”.
المصدر الدبلوماسي لفت أيضا إلى أن “حضور وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بشخصه الاجتماع لم يكن مقررًا لكنه جاء ليطرح منح المعارضة السورية مقعد سوريا وهو أمر لم يكن مطروحا على جدول أعمال القمة”.
وقوبل طرح قطر بدعم من “السعودية بينما هاجمته العراق والجزائر واعتبرت الأخيرة هذا الأمر مخالفًا لقواعد الجامعة كما أنه يساهم في تأزم الوضع، بينما اعتبرت العراق أن الائتلاف السوري غير ممثل للقوى السورية وأن تمكن الائتلاف من مقعد سوريا أمر يخالف الأعراف الدولية”، بحسب المصدر.
بينما خرجت لبنان لأول مرة عن سياسة النأي بالنفس لتطرح إلغاء قرار الجامعة بتعليق مشاركة سوريا في الاجتماعات، وفقا للمصدر الدبلوماسي.
وكشف المصدر أن “كلاً من مصر وقطر وتركيا ستتواصل مع كافة أطراف المعارضة خلال الأيام المقبلة لتشكيل الهيئة التنفيذية”، مشيرًا إلى أن قيادات المعارضة أبدت ترحيبها بقرار الجامعة خلال الاتصالات التي جرت مع الائتلاف السوري اليوم من قبل مصر وقطر.
ولفت المصدر إلى أنه إذا نجح الائتلاف في تشكيل الهيئة التنفيذية خلال الأسبوعين المقبلين فإنه سيتمكن من المشاركة بالقمة العربية المقبلة.
واعترض العراق على موافقة الجامعة العربية، الأربعاء، على تسليم مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة السورية، وأكد أن الجامعة للدول وليست لجماعات المعارضة، فيما حدثت مشادة بين محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، ونظيره العراقي، هوشيار زيباري، بشأن الموضوع.
وقالت مصادر مطلعة بالجامعة: إن سبب المشادة بين الوزيرين رفض العراق التوجه العربي خلال اجتماع مغلق لمجلس وزراء الخارجية العرب تسليم مقعد سوريا للائتلاف السوري.
وأضافت المصادر أن «زيباري» قال لـ«عمرو»: لا ينبغي تسليم مقعد سوريا للمعارضة، وإلا علينا أن نسلم «جبهة الإنقاذ» مقعد مصر في الجامعة، لأنها تمثل المعارضة.
ولم ينف وزير خارجية العراق ما حدث، وقال في تصريحات صحفية عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب: «سجلت اعتراض العراق على إعطاء المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة التي تمثل الدول وليس جماعات المعارضة».
وأضاف: «ضربت مثلاً للوزير المصري وقلت له هل يمكن أن تحصل الجبهة على مقعد مصر في الجامعة بنفس الطريقة».
من جانبه، اعتبر «عمرو» حديث نظيره العراقي، خلال الجلسة المغلقة، ليس كلامًا جادًا، وإنما من قبيل المزاح، وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة، عقب انتهاء اجتماعات الدورة الـ139 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري إنه «لا أعتقد أن الوزير العراقي كان يتحدث بشكل جاد، وإنما كلامه كان على سبيل المزاح لا أكثر، ومصر دولة ديمقراطية ويستطيع أي حزب أو تيار أن يشارك في الانتخابات وينافس على السلطة بشكل ديمقراطي».
وأشار إلى أن الجلسة “كانت مليئة بالتباينات حيث إن جدول الأعمال كان به أكثر من 22 بندا، لم يتم مناقشة سوى 3 بنود منها وهي: الاستعدادات للقمة العربية المقبلة والمقررة نهاية الشهر الجاري بالدوحة، والقضية الفلسطينية، والأزمة السورية التي استحوذت على باقي المناقشات التي استمرت أكثر من 3 ساعات كاملة مما أدى لتأخر الغذاء لأكثر من ساعتين”.
ودعا البيان الختامي لاجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري اليوم، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة وللمشاركة في القمة العربية المقبلة المقرر عقدها بالدوحة نهاية الشهر الجاري.