نابلس / في بلادنا كل شيء استثنائي، وتجتمع كل الظروف لتحدي الاستثناءات، والخروج بما هو إيجابي ليصل الأمر إلى حالات الحمل والإنجاب التي بات الكثير منها يحدث بطريقة استثنائية أيضا.
واستثنائيا تضع زوجة الأسير سمير أبو فايد من مخيم عسكر أمس مولودا بعد أن نجح زوجها في تهريب حيوانات منوية وزراعتها في رحم الزوجة، لينضم المولود الجديد إلى حالات استثنائية سابقة كان العنوان البارز في معظمها «تحدي الاحتلال والإصرار على تحقيق حلم الأبوة».
وساهم مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب بشكل فعال في نجاح خطوة الأسرى تلك ليتحول الاستثناء إلى ما يشبه الظاهرة لدى الأسرى وأصبح معتقلون يقضون أحكاما عالية في سجون الاحتلال أشد رغبة في تحقيق حلم الأبوة، بعد أن اثبتت تجارب سابقة تجسيد الحلم الذي كان دربا من الخيال.
في تمام الساعة العاشرة من صباح أمس دخلت زوجة الأسير سمير أبو فايد إلى غرفة العمليات الجراحة في المستشفى العربي التخصصي، وكما جرت العادة يجتمع أهل الأسير أمام تلك الغرفة بانتظار أول صرخات طفل جديد يملأ الدنيا حنانا ويزرع في بيت الأسير فرحا غاب منذ سنوات.
ويوضح الدكتور سليمان أبو عيدة، رئيس قسم الولادة في المستشفى العربي أنه يتم إجراء عمليات جراحية محددة الموعد مسبقا وذلك تفاديا لأي مخاطر على الجنين ووالدته بسبب حدوث الحمل بطريقة استثنائية، وعادة ما يتم وضع مواليد أطفال الأسرى في الحضانة التابعة للمستشفى حفاظا على سلامتهم.
ولا تملك سهاد ابو فايد زوجة الأسير سمير سوى مشاعر الفرح وهي تستعد لوضع مولودها الجديد بعدما ظنت أن كل الأبواب مغلقة بسبب فترة الحكم العالية التي يقضيها زوجها خلف القضبان.
وكان الدكتور سالم أبو خيزران مدير عام مراكز رزان لعلاج العقل وأطفال الأنابيب، تبنى مشروع انجاب زوجات الأسرى بالكامل وعلى نفقة المركز في إطار المسؤولية المجتمعية لمراكز رزان.
وأشار أبو خيزران إلى أن عدد المواليد الذين وضعتهم زوجات الأسرى بعد حملهن من حيوانات منوية مهربة من داخل السجون يبلغ اليوم 15 مولودا، وتم اختيار جنس المولود ذكرا في عدد من الحالات وفق ضوابط محددة وملزمة.
وكان مهند الزبن ابن الأسير عمار الزبن أول مولود لأسير من حيوانات منوية مهربة وقادت تلك التجربة زوجات أسرى آخرين إلى فعل الأمر ذاته وسط ترحيب مجتمعي وفصائلي كبير بالخطوة التي اعتبرها الجميع تحديا للاحتلال الذي يصر على حرمان الأسرى من تحقيق حلم الأبوة.
وتسعى سلطات الاحتلال لمحاصرة هذا المشروع الفلسطيني الرائد ولجأت مؤخرا إلى معاقبة الأسرى الذين يهربون حيوانات منوية لزراعتها في ارحام زوجاتهم.
وعاقبت إدارة سجون الاحتلال منذ أيام الأسير عبد الكريم الريماوي إثر قيامه بتهريب نطف خارج السجن، وفرضت عليه غرامة 5000 شيقل، كما حرمته عنه الزيارة لمدة شهرين، وأكد نادي الأسير أن هذه العقوبة بحق عبد الكريم الريماوي هي الأولى في تاريخ محاكم الاحتلال.
|