الايام – عيسى سعد الله:حدّت زيادة رقعة المجازر والغارات الجوية التي نفذتها قوات الاحتلال في محافظتي غزة والشمال، خلال الأيام الأخيرة، من حركة المواطنين بعد أن تسببت في استشهاد العشرات، وإصابة المئات منهم وتدمير عشرات المنازل والمرافق العامة.
ولوحظ مؤخراً تلاشي تحرك المواطنين في الشوارع والمناطق التجارية المستحدثة، بعد أن نشطت فيها الحركة خلال الأسابيع الأخيرة، كما انعدمت بشكل شبه كامل حركة المركبات، وبات التحرك والتنقل بين أحياء المحافظتين شبه مستحيل، إلا سيراً على الأقدام.
وأعادت شدة الاستهدافات والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المحافظتين وآخرها مجزرتا الشاطئ وحي التفاح، أول من أمس، بشكل متزامن، إلى أذهان نحو 650 ألف مواطن ظلوا صامدين في المحافظتين البدايات الأولى للعدوان، التي شهدت تنفيذ قوات الاحتلال مئات المجازر بشكل يومي والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف المواطنين، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.
وسيطر الخوف والذعر على جميع سكان محافظتي غزة والشمال، بعد أن نشرت قوات الاحتلال مجازرها في كل حي ومخيم وبلدة، عدا الغارات الجوية والقصف المدفعي المتواصل.
وبات التحرك في الشوارع محفوفاً بمخاطر عالية جداً بعد أن دفع المواطنون والمارة الأبرياء ثمناً جسيماً لهذه الاستهدافات والمجازر التي ترتكب ليل نهار، وفي عمق المناطق السكنية ومراكز النزوح.
وفي صورة تعكس التداعيات الكارثية لهذه المجازر تعمقت أزمة نقص المواد الغذائية في المناطق التجارية التي كانت تعاني أصلاً من نقص كبير فيها، وذلك بسبب القيود التي فرضها المواطنون على تحركاتهم خاصة تحرك المركبات.
ويخشى المواطنون أن يؤدي استمرار ارتكاب مثل هذه المجازر إلى شل الحركة بشكل كامل، كما كانت عليه في الأشهر الثلاثة الأولى للعدوان، ما سيؤدي إلى تعمّق أزمة المجاعة المميتة التي تعصف بالمحافظتين اللتين تتعرضان لحصار إسرائيلي قاسٍ، منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة.
وقال المواطن سالم معروف، وهو أحد التجار الذين يعملون على توفير ما تيسر من مواد غذائية في الأسواق، إنه قرر تجميد عمله والتزام منزله لحين انكسار حدة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية، التي زادت خلال الأيام الأخيرة.
وبيّن معروف لـ”الأيام”، أنه لا يريد المخاطرة بنفسه واثنين من أبنائه يعملان معه، بعد أن طالت المجازر أطراف مناطق تجارية والشوارع.
واعتبر أن التحرك في شوارع منطقة شمال غزة مخاطرة كبيرة جداً بعد استشهاد العديد من المارة وسائقي وركاب المركبات.
أما المواطن محمود الغول من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، فقرر هو الآخر وقف تحركاته وخروجه من المنزل إلا للضرورة القصوى فقط، مبيناً أنه سيتعامل مع الواقع في المنطقة كبداية العدوان التي شهدت ارتكاب الاحتلال مجازر مروعة.
ولوحظ تجنب الغول السير في المناطق المسكونة، وتعمده السير في منتصف الطريق ومن المناطق المدمرة لاعتقاده أنها مناطق غير مرشحة للتعرض للقصف.
وأوضح الغول أن المناطق والمنازل المأهولة بالسكان باتت أهدافاً للقصف والأحزمة النارية ما يؤدي إلى استشهاد أعداد كبيرة من المواطنين، مشيراً إلى أن جميع الغارات والأحزمة النارية التي نفذتها قوات الاحتلال استهدفت منازل مأهولة بالسكان كما حصل في مخيم الشاطئ وأحياء التفاح والدرج والزيتون وبلدة جباليا وحيي الرمال والشيخ رضوان.
كما خلت نقاط بيع خدمة الإنترنت المنتشرة في المناطق الغربية لمدينة غزة، وبشكل خاص في أحياء النصر والرمال والشيخ رضوان تقريباً من المواطنين والزبائن رغم أنها الأماكن الوحيدة التي تربطهم بالعالم الخارجي في ظل الانقطاع شبه الدائم لشبكة الإنترنت التقليدية.
واشتكى التجار الذين أعادوا فتح محالهم التجارية مؤخراً، من تراجع الحركة الشرائية وحركة المواطنين بشكل عام في المنطقة غير المدمرة في حي الشيخ رضوان، وعبّروا عن مخاوفهم من أن تكون هذه المجازر مقدمة لمرحلة جديدة من العدوان تؤدي إلى تدمير ما تبقى من منازل ومرافق.
يذكر أن محافظتي غزة والشمال تعرضتا لتدمير شامل طال أكثر من 80% من المنازل والمرافق والبنية التحتية، عدا استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح نحو ثلثي السكان إلى محافظات جنوب القطاع.
موجة المجازر الأخيرة تربك سكّان شمال غزة وتحدّ من تحركاتهم
