أمد/ نشراحد موقاع “حماس” الاعلامية تقريرا نسبته الى موقع أمريكي نسبه الى جهات استخبارية أمريكية يقول التحليل المنقول: أن قيادات الشعب الفلسطيني تخضع لتتغير كبير كما هو الحال في حركة حماس التي “أخذت شعبيتها بالارتفاع، فيما تشهد منافستها في حركة “فتح” تضاؤلاً مستمرًا”.
وقال التحليل الصادر عن موقع “ستراتفور للاستخبارات الدولية” الذي يديره البروفيسور جورج فريدمان اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ أﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮطﻨﻲ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ إن زيارة رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى تركيا مؤخرًا يؤكد سعي الطرفين إلى إنهاء الانقسام.
ويشير التحليل إلى أنه كان بوسع “إسرائيل” فرض قيودٍ على صعود حماس، إلا أن ذلك لم يعد ممكنًا في ظل الثورات العربية وصعود الإسلاميين في تلك الثورات، إضافةً إلى تنامي شعبية حماس نفسها بين جمهورها.
ولا أدل على تنامي شعبية حماس خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أواخر نوفمبر الماضي، خصوصًا تحت ظل رئاسة الإخوان المسلمين لمصر حاليًا بقيادة محمد مرسي. وفق التحليل.
وأضاف التحليل أن زيارة مشعل لغزة في أعقاب التصعيد بعد أن كان ممنوعًا من زيارتها لنصف قرنٍ تقريبًا أضاف زخمًا ملحوظًا لقوة حماس، خاصةً أنه كان ممنوعًا من زيارتها إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
يضاف إلى ذلك اعتراف لاعبين إقليميين بحركة حماس كالدوحة وعمَان وعواصم عربية أخرى.
وأشار التحليل الأمريكي إلى أن مشعل نجح في تعزيز قوة حركته إبان مهرجان انطلاقة حركته قبل أسبوع بحضور وفودٍ وشخصيات عربية وأجنبية عبر دعوته الصريحة بأنه حان الوقت لحماس وفتح الاعتراف بأخطائهما والعودة للوحدة الوطنية، وتجلى ذلك بدعم حماس بنيل “فلسطين” عضوية مراقب في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن محاولات التوفيق بين الحركتين تعرضت كثيرًا للإفشال بسبب انحياز كثير من الدول العربية لصالح فتح على حساب حماس التي لم تلق سوى دمشق وطهران حاضنةً لها، إلا أن الثورات العربية أحدثت تغيرًا كبيرًا أثر على اتجاه المصالحة.
وعلم الموقع الاستخباراتي عن مصادر له أن الأتراك سيمارسون ضغوطًا على عباس لأخذ زمام المبادرة في الشئون الدولية، وأن يمنح حماس وخاصة في الضفة الغربية دورًا أكبر في شئون الحكم والإدارة المحلية.
ولفت إلى أن حركة فتح لا ترغب في الدخول بـ”اتفاق” مع حركة حماس من شأنه أن يقوضها على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن “عزل” حماس لم يعد ممكنًا رغم جهود فتح بمحاولات تقويضها وأن الحل هو باحتواء فتح لحماس واقتسام السلطة.
وأكد التحليل أن عباس الذي زار تركيا بعرف تمامًا حجم مساندة الأخيرة لحماس وقدرتها على التأثير على حماس للعمل سويًا مع حركة فتح، مشيرًا إلى أن حماس وتركيا وغيرهم من اللاعبين الإقليميين يدركون أنه لا يمكن تجاهل فتح وأنه يتعين عليهما العمل سويًا إذا رغبا بالحصول على دولة.
وكانت حركتا فتح وحماس منحتا الإذن لحماس بتنظيم مهرجان تأسيسها الـ 25في الضفة، على أن يسمح لفتح بتنظيم مهرجان انطلاقتها هي الأخرى في غزة مطلع الشهر المقبل.
وأشار التحليل الاستخباراتي إلى أن هناك خللاً في توازن القوى بين حماس وفتح، فعلى الرغم من تنامي شعبية حماس بعيد التصعيد الأخير بنوفمبر الماضي، إلا أن فتح لم تتوقف قوتها بعيد الاعتراف بعضوية فلسطين الأممية، فقد استغلت فتح مكاسب حماس في التصعيد لتعزيز موقفها الدولي.
ولفت إلى أن تقاسم السلطة بين الحركيتين في غزة والضفة من شأنه أن يمنح حماس مكسبًا أكثر من منافستها، فمنح حماس سلطة بالضفة سيعزَز وفق مفرزات الربيع العربي، أما توسيع مشاركة فتح سياسيًا في غزة من شأنه أن يبقى راكدًا باعتبار تراجع الدعم العلماني العربي في المنطقة.
وأوضح أن علامات خيبة الأمل بدت تظهر للعيان على حركة فتح وإداراتها من خلال فقدان الثقة بالحركة والنظر إلى قيادتها بالضفة الغربية على أن الشيخوخة والفساد بات السمة للحركة، فيما يخلق ذلك فرصةً لحماس لاستغلال ذلك الموقف الفتحاوي الضعيف.
ولفت التحليل إلى أن الشيخوخة الحقيقية بادية على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المتمثلة بعباس ورجالاته من الصف الأول، في حين لن تقبل قيادات الصف الثاني في حركة فتح أي نوعٍ من نفوذ لحركة حماس بالضفة، وهو ما يعود بنا إلى تفاقم أزمة الانقسام وهو ما ستعمل حماس على استغلاله أيضَا لصالحها.
وأظهرت نتائج انتخابات 2006 أن الضفة تدعم التيار الإسلامي والذي تجسد بفوز حماس وهو ما سيتعزز أيضَا مرةً أخرى لصالح حماس في أي انتخابات أخرى قادمة سواءً بالضفة أو غزة، في حين لم تحرز فتح تقدمًا في غزة. وفق التحليل.
وأظهر التحليل أن مفتاح تعاون حماس مع الأردن يمثل أداةً أخرى لصالح حماس لتعزيز قوتها بالضفة، ويتعين على حماس استغلال ذلك عبر اللقاءات التي بين مشعل “الحاصل على الجنسية الأردنية” والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والتي سيكون آخرها بين الرجلين لإنهاء مقاطعة “إخوان الأردن” للانتخابات التي من المقرر إجراؤها في يناير المقبل.
وأشار إلى أنه لا يمكن للأردن تجاهل حماس باعتبار أن مفرزات الربيع العربي أوجبت ذلك من خلال تنامي الإسلاميين وحاجة الأردن إلى شريك “أكثر موثوقية” من حركة فتح، كما أن التعاون الأردني الحمساوي من شأنه أن يتناغم والاحتجاجات المتصاعدة في الداخل الأردني التي ينظمها الإخوان المسلمون هناك.
ولفت التحليل إلى أن “إسرائيل” لن تسمح بتفوق حماس بالضفة الغربية، فقد كان الانقسام بين فتح وحماس أمرًا مثاليًا لها وأن انقسام الحركتين لا يشكل تهديدًا لكيانها، إلا أن “إسرائيل” لن تتمكن من فعل الكثير مع حماس بالضفة.
واختتم التحليل أن “إسرائيل” تعلم جيدًا أن حماس ستعود وتتنامى تدريجيًا على نطاقٍ أوسع في كافة المناطق الفلسطينية وذلك بفعل التغيرات السياسية في المنطقة.