“عوض العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال يستمر على حدودنا الجنوبية عدوان عسكري تشعله إسرائيل”
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- لبنان في مهب الأزمات الدولية والاقليمية والفوضى المحلية المتمثلة بالفراغ الدستوري في مختلف مراكز القرار والمؤسسات الغارقة بالفساد والمحاصصة واقتصاده السائر على طريق الانهيار الكبير، تطل عليه الذكرى الثمانين للاستقلال خجولة، وتم احياؤها في حفل تم الاعلان فيه عن اطلاق متحف الاستقلال في قلعة الاستقلال في راشيا الوادي بحضور فعاليات سياسية وعسكرية واجتماعية ودينية وتربوية واعلامية وممثلي هيئات محلية وبلديات.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالمناسبة ان “الاستقلال تحقق فعليا عندما انتصر اللبنانيون لدستورهم وميثاقهم الوطني، وقد اثبتت التجارب ان الدولة هي وحدها الحصن الجامع للبنانيين، فلا ينبغي التفريط بعمل مؤسساتها ولا باستحقاقاتها، ولا سيما رئاسة الجمهورية التي تجاوز الفراغ فيها عامه الأول”.
ولفت ميقاتي الى انه كان يجدر بنا أن نقيم احتفالا بالاستقلال، مهيبا، على الصورة المعتادة كل عام لولا شغور سدة رئاسة الجمهورية، مجددا الدعوة إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد انتظام دورة الحياة إلى جسد الدولة المنهك والالتفاف حول الجيش وصون حضوره ومؤسسته، كما سائر القوى الأمنية التي نحييها على الدور الذي تقوم به لحفظ أمن الوطن والمواطنين.
وأضاف ميقاتي انه عوض العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال، يستمر على حدودنا الجنوبية عدوان عسكري تشعله إسرائيل التي لم تشبع آلتها التدميرية بعد من لحوم الأطفال ودماء النساء وآهات الشيوخ في غزة الجريحة، وهنا أكرر ما قلته في مؤتمر القمة العربية- الاسلامية قبل أيام: نحن شعب يريد السلام ويحب ثقافة السلام، لكننا لا ولن نرضى بانتهاك سيادتنا والاعتداء على حقوقنا، وإلا فما معنى الاستقلال إذا؟
وشدد ميقاتي على ضرورة ان يردع المجتمع الدولي إسرائيل عن عدوانها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان، وعن استمرارها في ارتكاب المجازر والإبادات الجماعية، وآخرها جريمة اغتيال الاعلاميين ربيع معماري وفرح عمر وقبلها المصور الشهيد عصام عبدالله، وأن يبادر هذا المجتمع الدولي الى وضع حل سياسي يؤدي إلى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة، في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتزامنت ذكرى الاستقلال مع تقديم بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، بناء على طلب وزارة الخارجية والمغتربين، شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، عقب ارتكاب اسرائيل للجريمة الجديدة الموصوفة المتمثلة بقتلها المتعمد للمراسلة الصحفية فرح عمر والمصور ربيع المعماري العاملين في قناة الميادين، اضافة الى المواطن اللبناني حسين عقيل.
وتضمن نص الشكوى المرفوعة العناصر التي تثبت ان “الجريمة المتعمدة المرتكبة داخل الاراضي اللبنانية على مسافة بعيدة من الخط الأزرق، تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي بكافة متفرعاته وخرقا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه واعتداء على مدنيين وصحفيين يقومون بتأدية رسالتهم الاعلامية السامية، وفقا للمعايير المهنية المتعارف عليها دوليا لضمان أمنهم وسلامتهم، وان نهج استهداف الصحفيين واغتيالهم بدم بارد الذي يتبعه جيش الاحتلال الاسرائيلي يرمي الى منع وسائل الاعلام من نقل الصورة البشعة لجرائمه وللتعمية على الابادة الجماعية التي ينفذها.
وطلب لبنان مجددا من مجلس الأمن أن “يتحمل مسؤولياته لجهة ادانة اسرائيل نتيجة لارتكابها لهذه الجريمة الموصوفة كونها لم تتم ادانتها على ما اقترفته في المرتين السابقتين لدى استهدافها وقتلها للصحفيين في جنوب لبنان، وذلك للحؤول دون بقاء جرائمها الموصوفة معفاة من المساءلة الدولية الواجبة والعقاب الرادع، مما يشكل نسفا للمفاهيم والاسس التي يقوم عليها السلم والأمن الدوليين”.
هذا واستمر القصف العنيف امس على الحدود الجنوبية ولو بشكل متقطع واشتدت حدته عصرا حيث افادت “الوكالة الوطنية للاعلام” بأن القصف المعادي طاول معظم القرى الحدودية في القطاع الغربي وسقط عدد من القذائف على طريق الناقورة الرئيسية وتوجهت سيارات الاسعاف الى هناك.