الناصرة – صعّد الاصوليون اليهود (الحريديم) أمس الجمعة، من موقفهم حيال التشكيلة المقبلة لحكومة بنيامين نتنياهو، إذ أعلنت كتلتا “الحريديم” أنهما ستشكلان طاقما موحدا للمفاوضات مع حزب “الليكود” ورئيسه بنيامين نتنياهو، لطرح مطالب موحدة، لتكون مطالب ندية لما يطرحه حزب “يش عتيد”، برئاسة يائير لبيد، الذي يطالب بفرض تجنيد الخدمة العسكرية على “الحريديم”، وفي المقابل، فقد قطعت رئيسة حزب “العمل” الإسرائيلي شيلي يحيموفيتش، الطريق على نتنياهو، معلنة، أن الشعب اختارها بأن تكون في صفوف المعارضة، وهكذا سيفعل حزبها.
وكان لبيد الذي حصل حزبه الجديد على 19 مقعدا، وحلّ في المرتبة الثانية من بين الأحزاب البرلمانية بعد حزب الليكود الحاكم، قد كشف أكثر عن حقيقته في اليوم التالي للانتخابات، معلنا استعداده الفوري للانضمام الى حكومة بنيامين نتنياهو، رافضا طرح تكتل برلماني يواجه حكومة اليمين المتطرف، كون تكتل كهذا سيشمل كتل فلسطينيي 48، التي يرفضها.
وطرح لبيد مطلب فرض الخدمة العسكرية وبدائلها على شبان الاصوليين اليهود “الحريديم”، الذين يرفضون الخدمة من منطلقات سياسية رغم توجهاتهم اليمينية، وكان خلال الحملة الانتخابية، قد دعا لبيد الى تشكيل حكومة جديدة من دون “الحريديم”.
وفي المقابل، صدرت صحف إسرائيلية أمس، تتحدث عن أن نتنياهو سيعرض على لبيد واحدة من حقيبتين، المالية أو الخارجية، في اشارة الى منحه الأولوية لاختيار واحدة من الحقائب الوزارية الكبرى، وهذا ما يبدو حفز كتلتي الاصوليين “شاس” التي لها 11 مقعدا، و”يهدوت هتوراة” التي لها 7 مقاعد، بالاعلان عن نيتهما تشكيل طاقم مفاوضات موحدة يمثل 18 عضو كنيست للكتلتين، كي يكونوا مركز ثقا موازي لحزب “يوجد مستقبل برئاسة لبيد. وسيصر “الحريديم” على رفضهم فرض الخدمة العسكرية وبدائلها على شبانهم، خلافا لما تطالب به باقي الاحزاب الصهيونية، وسيجد نتنياهو صعوبة في تشكيل حكومة مستقرة من دون الاصوليين.
وفي المقابل، فقد أعلنت رئيسة حزب “العمل” شيلي يحيموفيتش، أن حزبها قرر البقاء في صفوف المعارضة، تمشيا مع نتائج الانتخابات، وكما يبدو، فإن يحيموفيتش، تعتقد أن انضمام لبيد الى الحكومة، سيجعلها تتبوأ منصب رئيسة المعارضة، وهو منصب برلماني له حقوق بروتوكولية أمام الحكومة، وغيرها من الحقوق.
وحتى أمس، لم يكن واضحا مصير “الحركة” برئاسة تسيبي ليفني، وما إذا ستنضم الى حكومة نتنياهو، إذ أن العلاقات بين ليفني ونتنياهو في حالة توتر دائم، وعلى الأغلب فإن احتمالات انضمامها الى الحكومة، متعلق بشراكة “الحريديم” في الحكومة، ففي حال بقوا خارج الحكومة، فإن نتنياهو سيكون مضطرا لضم ليفني، إذ أراد لنفسه قاعدة برلمانية واسعة.
وكما يبدو، فإن نتنياهو الذي لديه حتى الآن 61 مقعدا لليمين المتطرف، وهذا ما يشمل “الحريديم”، فإنه سيحظى بشكل مباشر بدعم نائبي حزب “كديما” المتهاوي برئاسة شاؤول موفاز، الذي رشحه وزير الحرب إيهود باراك بأن يحل مكانه، ولكن من الصعب على نتنياهو منح هذه الحقيبة لموفاز، كون أن رئيس الأركان الاسبق موشيه يعلون، الذي فاز بمقعد متقدم في حزب “الليكود” يتوق لهذا المنصب. ومن المنتظر أن يعلن الرئيس الإسرائيلي في الاسبوع المقبل، عن موعد بدء استقبال الكتل البرلمانية للتشاور معها بشأن تكليف شخصية لتشكيل الحكومة، رغم ان تكليف نتنياهو بات محسوما.
برهوم جرايسي– الغد الاردنية.