غزة / يتوجه عموم الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة ، بصدور رحبة ونوايا صادقة ، عند الاغلبية العظمى ، الى المصالحة الوطنية ، وأجواء التفاؤل غالبة على أصوات تمر أحياناً كالسكين تريد قطع شريان الفرح ، أصوات سكتت بقمع طيلة سنوات ، لتخرج من عزلتها الى الشوارع في قطاع غزة تهتف بالوحدة والاخوة والمصالحة ، وتنفس المضروب عليهم حظراً كان تنفسهم في الضفة الغربية بمقدار ، خرجوا الى الشوارع رافعين رايات تنظيمهم ، يهنفون بالوحدة ويطالبون الجميع بالصلح وطي مرحلة الانقسام الى الابد.
ولكن السؤال الذي يطوف سبعاً في ذهن كل مواطن اليوم خاصة في قطاع غزة ، هل ستكون مصالحة بأي ثمن ، تجر اليها حركة حماس ، اتباع حركة فتح صاغرين ؟
محمد السرسك يقول لـ (أمد) :” لا بد من الجميع أن يحترم الاجواء الطيبة ، ويستثمروا صمود اطفال قطاع غزة في العدوان الاخير ، لكي يتصالحوا ، ويشكلوا حكومة واحدة وقيادة واحدة ، على قاعدة المصير المشترك ، وأن تقبل حماس رغبة حركة فتح بالمصالحة من باب الندية والاحترام ، و ليس مصالحة على مقاسها وتمن بها على شعبنا ، وتقدمها وكأنها صدقة الثري لفقير فاقع الحاجة “.
مريم غبن تريد مصالحة ولكن على قاعدة احترام الكل للكل ، دون أن يبدي طرفاً حقه في قيادة منطقة جغرافيةدون طرف ، وأن موافقته على المصالحة تأتي من باب نشوة الانتصار على اسرائيل ، ومن منصة الصواريخ التي يمتلكونها ، فهذه المصالحة لن تثمر وستدخل الجميع بجولة اقتتال دامية في قادم السنين ، يجب على حماس أن تدخل المصالحة بتواضع تام ، معترفة بتاريخ حركة فتح ودورها النضالي والكفاحي ، غير مغيبة دورها في تفجير الثورة الأطول في العالم ، وأن تتعامل وكأن التاريخ بدأ من عندها ، وعلى حركة فتح في الضفة الغربية ، والسلطة معها أن يعطوا ابناء حركة حماس حقهم في ممارسة نشاطهم المناهض للاحتلال وأن يشاركوا بالحياة العامة ، وأن يعترفوا لهم بأحقيتهم في مواكبة مسيرة النضال والتحرير الوطني “
ياسر منصور يرى أن المصالحة كلام عاطفي هذه الايام يعبر عنها الغالبية ، من باب التمني ، ولكن الوقائع على الارض مختلفة ، فحماس التي تباطأت كثيراً في تطبيق بنود المصالحة وطردت لجنة الانتخابات المركزية من قطاع غزة ، في فترة كان التحضير للمصالحة قد بدأ فعلا ، فمبال المتفائلين اليوم في تطبيق المصالحة وحماس قد أظهرت ما تملكه من قوة وضربت تل أبيب والقدس ، اليوم تطبيق المصالحة اذا تمت ستكون على المقاييس الحمساوية ، وفتح ستقبل بشروط حماس جميعها ، لأنها ضعيفة وهزيلة ومربوطة على جذع شجرة مائلة ، وحماس لن تعطي فتح فرصة لكي تعود الى قوتها ، حتى ولو قبلت ببرنامج المقاومة ، والكفاح المسلح ، حماس اليوم في اعلى الشجرة وفتح في ظلها ، ومن يملك ثمار الشجرة غير الذي في عليائها ؟ حماس لن تتنازل وكلامي يؤكده محمود الزهار الذي شطب العصور والعهود والمراحل والمحطات ، ووضع نقطة انطلاقة الحياة منذ انطلاقة حركة حماس !!!.
وقال مصدر لـ (أمد) أن وفداً من نقابة الصحافيين العرب برئاسة مكرم محمد أحمد ، سيزور قطاع غزة ، وجاءت الدعوة من قبل نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار ، والذي تطلق عليه حركة حماس مسمى أخر وهو رئيس نقابة الصحفيين ، ليبقي لقب نقيب الصحفيين لرئيس كتلة الصحفي ياسر ابو هين ، ورغم أجواء الترحيب بالمصالحة إلا أن كتلة الصحفي رفضت أن تضم لجنة استقبال الوفد الزائر أي من اعضاء الامانة العامة للنقابة في قطاع غزة ، ونحت جانباً كل من نائب النقيب تحسين الاسطل واعضاء الهيئة الادارية والامانة العامة ، وقبلت بصحفيين من خارح الامانة العامة بإيحاء ان “نقابتها هي النقابة الشرعية ” هذا يأتي استثماراً لقوة حماس الصاروخية التي ابدتها المقاومة ضد اسرائيل ، كما تستثمر دماء شهداء الصحافيين الذين ارتقوا بالعدوان الاخير على قطاع غزة .
الصحفي ابو عمر يرفض مبدأ اقبل صلحي لأني الاضعف وانت القوي ، فهذا مبدأ ينم عن ظلم كبير وجور ، خاصة اذا طبق في حياة شعب محتل مثل الشعب الفلسطيني ، على حماس أن تنزل عن الشجرة ، فالجميع في قطاع غزة وحتى في الضفة قاوم وصمد بوجه العدوان ، وعليها أن تقبل المصالحة بكل تواضع وتقدم عليها كمصلحة وطنية عليا ، وليس كمنّة منها لأنها الحركة المنتصرة !!!”.
المصدر وكالة امد .