احسن صنعا.. السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بزيارته للقاهرة ولقائه مع المسؤولين المصريين، خاصة السيد محمد بديع المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي للتأكيد مجددا على احترام حركته لامن مصر ومصالحها، وانها لا تتدخل في الشؤون الداخلية.
توقيت هذه الزيارة على درجة كبيرة من الاهمية بسبب اجواء الكراهية التي انتشرت في قطاع واسع من الشعب المصري اثر حملات اعلامية مكثفة، شنتها بعض قنوات تابعة لرجالات النظام السابق ركزت على اتهام حركة حماس بقتل جنود مصريين في شهر رمضان الماضي.
الغريب في الامر ان محطة تلفزيونية سعودية N.B.C، ومجلة مصرية (الاهرام العربي) بثتا تقارير قالتا انها من مصادر موثوقة اتهمتا فيها ثلاثة من قادة الجناح العسكري لحركة حماس (القسام) بقتل الجنود المصريين.
ولا نعرف كيف حصلت هذه القناة التلفزيونية’على الادلة والاسانيد التي دفعتها الى توجيه اتهام كهذا، خاصة ان هؤلاء الثلاثة الذين ذكرت اسماءهم، ونرفض ذكرها لاسباب قانونية، لم يتعرضوا للاعتقال او يقدموا الى محكمة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف حصلت وسائل الاعلام هذه على المعلومات حول تورط حركة حماس ونشطائها الثلاثة في عملية قتل الجنود المصريين، وجميع الذين شاركوا في هذه الجريمة البشعة والمدانة باقصى العبارات، استشهدوا بعد اختراقهم’الحدود الى داخل فلسطين المحتلة لتنفيذ عملية فدائية ضد اهداف اسرائيلية.
ولعل الاكذوبة الاكبر التي انتشرت مثل النار في الهشيم في بعض وسائط الاعلام المصري التقليدي (تلفزيونات وصحف) او الحديث (وسائل التواصل الاجتماعي)، تمثلت في اتهام حركة حماس بارسال 7000 مسلح من القطاع لحماية الرئيس مرسي وقصر الاتحادية ومساعدة حركة الاخوان المسلمين ضد خصومهم السياسيين وجبهة الانقاذ المعارضة على وجه الخصوص.
فهل يعقل ان اجهزة الاستخبارات المصرية التي تعتبر واحدة من اهم الاجهزة في العالم باسره على هذه الدرجة من الغباء بحيث يصل هذا العدد الضخم من المسلحين الى مصر، وقصر الاتحادية بالذات، دون ان تعرف بوجودهم؟
ان مثل هذه التقارير الاخبارية الملفقة تسيء بلا شك لحركة حماس، وتعكر العلاقة بينها وبين الشعب المصري، او قطاع منه، ولكنها تسيء اكثر الى مصر الدولة والكيان والامن.
نتمنى ان يعي شرفاء مصر، وهم الاغلبية الساحقة، ان حملات الدس والتكريه التي تمارسها وسائل اعلامية لا تريد الخير والاستقرار لمصر، وتعمل على تخريب علاقاتها مع العرب والمسلمين ثأرا للنظام الديكتاتوري الفاسد الذي كان يرعاها ويوظفها في خدمة سياساته القمعية، وارتهانه لاسرائيل ومخططاتها لاذلال مصر وشعبها والامتين العربية والاسلامية.
نتمنى ان تتكرر البادرة الطيبة التي قام بها السيد البدوي رئيس حزب الوفد المصري وتمثلت بالاتصال بالسيد اسماعيل هنية رئيس حكومة قطاع غزة واكد فيها على اعتذاره واستهجانه للحملة الاعلامية التي تزج بحركة حماس في الوضع الداخلي المصري، واشاد فيها بالحركة وما تمثله من صمود ومقاومة وانها تعبر عن كرامة الامة وتسكن في قلوب المصريين.
هذه مصر التي نعرفها ونحبها وعلى ثقة انها ستظل كذلك.
هذه مصر التي نحبها

Leave a comment