بيت لحم : وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الى مدينة بيت لحم في حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الجمعة متأخراً عن الموعد الذي حدد سلفا بحوالي الساعة تقريباً، وذلك بعد أن طرأ تغيير على برنامج هذه الرحلة بعد التخلي عن استخدام المروحية الأميركية التي كان من المقرر ان تقل الرئيس اوباما الى المدينة. وكانت عاصفة رملية اجتاحت المنطقة دفعت الرئيس أوباما الى التوجه لمدينة بيت لحم براً من جهة مدينة القدس، حيث اخترق موكبه جدار الفصل العنصري الذي يحاصر مدينة بيت لحم ويعزلها عن المدينة المقدسة، ثم الولوج عبر البوابة الحديدية الضخمة الجاثمة وسط الجدار ويتم فتحها من قبل جنود الاحتلال. وانطلق الموكب باتجاه ساحة المهد، كبرى ساحات مدينة بيت لحم عبر الشارع الجديد، حيث كان في استقباله لحظة وصوله الى تلك الساحة عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين يتقدمهم الرئيس محمود عباس الذي اصطحب اوباما إلى داخل الكنيسة الأقدس في العالم والتي شهدت قبل نحو الفي عام ونيف ميلاد السيد المسيح عليه السلام. ورافق أوباما وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فيما تواجد عن الجانب الفلسطيني اضافة إلى الرئيس عباس كل من : أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيسة بلدية بيت لحم الدكتورة فيرا بابون، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، إضافة إلى عدد من كبار رجال الدين من مختلف الكنائس والطوائف. وتجول أوباما في أروقة الكنيسة واستمع إلى شرح عن بعض مرافقها من قبل وزيرة السياحة، حيث بدا متأثرا للغاية وظهرت على وجهه انفعالات الخشوع بفعل قداسة وهيبة المكان. ولدى وصوله إلى المغارة التي ولد فيها اليسوع عليه السلام، دخل الرئيس اوباما اليها وحيدا وأدى صلاة خاصة هناك استمرت نحو 5 دقائق. ورحبت رئيسة بلدية بيت لحم برجل البيت الأبيض الأول وقالت له باللغة الإنجليزية “إن بيت لحم مهد يسوع المسيح لاتعرف السلام وهي بحاجة إليه .. إنها تعاني من الحصار ومن الجدار ومناطق (ج) من حولها لا يمكن لنا الاستثمار فيها، ونحن ممنوعين من ذلك جراء القرارات الاسرائيلية الجائرة”. وتطرقت بابون إلى جدار الفصل العنصري، وقالت مخاطبة الرئيس الاميركي “من حسن الحظ أنك تمكنت من مشاهدة هذا الجدار الذي يحاصر بيت لحم ويعزلها عن محيطها، كما هو حال كل المناطق الفلسطينية، وهو شاهد على ما نعانيه في هذه الأرض المقدسة”. وقدمت بابون هدية لأوباما وهي عبارة عن مجسم لزيتونة حفر به مجسم لمغارة الميلاد وهي من تصميم الفنان الفلسطيني ابن بيت لحم منير تويمة. وخلال زيارته للمدينة، حرص الرئيس الأميركي على ان يصافح ويسلم على كل من قابله، فيما عمد لدى مشاهدته عدداً من الأطفال عند مدخل الكنيسة وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية والأميركية الى الوقوف أمامهم والقول إن هؤلاء هم المستقبل، فيما قال وزير الخارجية الأميركية الذي كان برفقته “ما أجمل هذه المدينة”. وشهدت مدينة بيت لحم إجراءات أمنية مشددة منذ ساعات الصباح الأولى تحضيراً لزيارة أوباما، حيث تم اغلاق الشوارع الرئيسية أمام حركة السير على مدى أكثر من ثماني ساعات، فيما استغرقت جولة اوباما داخل كنيسة المهد نحو 26 دقيقة. وعلى جنبات الطرق التي اخترقها موكب الرئيس الأميركي ذهاباً وإياباً، تجمع العشرات من المواطنين وكان من بينهم طالبة جامعية تدعى جيهان والتي قالت “علينا أن نقول له بصراحه نحن نبغض السياسة الأميركية لانها منحازة لإسرائيل وتدعمها بالسلاح والمال وتمنحها غطاء سياسياً وحتى اخلاقيا وكل ذلك على حسابنا وحساب قضيتنا”. وقال الشاب علاء شاهين من بيت لحم ” في كل مرة يأتي زعيم من زعماء العالم فنقيم له كل هذه المراسم ونرحب به أجمل ترحيب، وهذا من شيمنا، ولكن وضعنا لا يتغير بل يسير من سيء الى أسوأ”.
القدس دوت كوم –نجيب فراج .