هل يأتي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وزوجته موزة الى قطاع غزة هذا الأسبوع؟ كل شي وارد لكن غير محسوم بعد؛ فقد أكدت وسائل إعلام محلية هذه الزيارة، لكن حكومة «حماس» رفضت البوح بذلك، رغم أن حالة الاستنفار الأمني والترتيبات الاستثنائية في شوارع القطاع تشي بذلك
غزة | في غضون ساعات قليلة، يتوقع أن يكون الأمير القطري حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة أو أحدهما، في ضيافة قطاع غزة، ولذلك استُنفرت الأجهزة الأمنية في مختلف الشوارع من شمال القطاع الى جنوبه، استعداداً لاستقبال الضيوف «الكبار»، لكن حكومة «حماس» المقالة لا تزال تحيط الأمر بالغموض وترفض تأكيد الزيارة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيصل قطاع غزة الأسبوع المقبل، في أول زيارة لزعيم عربي للقطاع. ونقلت فضائية «الكتاب» التابعة للجامعة الإسلامية في غزة عن المصادر أن استعدادات تجري في القطاع من أجل الترتيب للزيارة، لافتة إلى وصول وفد قطري برئاسة السفير القطري محمد العمادي إلى القطاع عبر معبر رفح البري لترتيب الزيارة. إلا أن مصادر أخرى توقعت لـ«الأخبار» أن تصل الشيخة موزة وحدها اليوم الى القطاع.
وكانت قطر تبرّعت بمبلغ 254 مليون دولار لتنفيذ عدة مشروعات تتعلق بإعادة إعمار غزة بدأ الإعداد لتنفيذها خلال الشهر الجاري.
وسادت حالة الاستنفار القصوى بين صفوف الأجهزة الأمنية الحمساوية، وانتشر مئات من أفراد الشرطة في الشوارع الغزّية، وعلى طول خط صلاح الدين الذي يصل بين شمال القطاع وجنوبه حتى معبر رفح البري، وهو ما اعتبره البعض تمهيداً لاستقبال الأمير وزوجته. غير أن المسؤولين في «حماس» رفضوا الإفصاح عن سبب هذا الانتشار، مكتفين بالقول إنهم لا يملكون معلومات مؤكدة بشأن الزيارة المرتقبة.
وأكّدت دائرة الداخلية والأمن الوطني التابعة لمجلس «حماس» التنفيذي أن انتشار الأجهزة الأمنية يأتي استكمالاً للمناورة الميدانية التي أجرتها الأسبوع الماضي بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنية والشرطة، مشيرة إلى أن المناورة اعتيادية لرفع كفاءة تلك الأجهزة وأدائها في الميدان.
لكن الشارع الغزي لم يقتنع برواية الحكومة، وشُغل بأسباب ذلك الانتشار. واعتقد البعض أنه استعراض لقوة الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، وخصوصاً بعد عرض الفيلم الوثائقي عن قوة «حماس» في غزة. وقال المواطن محمد خليل «حماس وحكومتها معنيتان بتصدير صورتها القوية للعالم، من خلال لفت أنظار الإعلام المحلي والعربي، واستعراض قوتها في الشوارع فقط، وذلك لتؤكد ما تم نشره على قناة «الجزيرة» الفضائية».
محمد البابلي، أكد، من جهته، أنه ربما يكون بالفعل مخططاً لزيارة حمد لغزة، لكن الدور الأميركي يحول دون ذلك، وخصوصاً أن أميركا تعتبر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يزال له دور على الساحة ولم ينته، في حين كان الشغل الشاغل لنعمان صافي (35 عاماً) «عرقلة السير» التي سببها الاستنفار على الشوارع، مشيراً الى أن زيارة أمير قطر أو الرئيس الأميركي نفسه لغزة لن تغير شيئاً ما دامت «حماس» لا تريد ذلك. ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من التعليق على تلك الزيارة المرتقبة، تبدو على أغلبها طابع السخرية، وخصوصاً في ظل استمرار معاناة المواطنين. وعلّق يونس ياسر على صفحته «شكراً تركيا… شكراً مصر… شكراً قطر.. لولولولولوليش، يلا عمين جاي الدور… يا أخي احترموا نفسكم شوية والله صرنا شعب رخيص».
وقالت الصحافية شيرين خليفة إن «زيارتها أو عدمها لا تفرق لنا كثيراً»؛ فلن تحل أزمة الكهرباء ولا مشكلة المياه المالحة، ولن تتوج المصالحة الفلسطينية بالنجاح، فيما تساءل البعض «ماذا تريد موزة ووفدها القطري من غزة»؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؛ هل تريد إعمار غزة؟».
وتجدر الإشارة الى أن علاقة حكومة «حماس» مع قطر بدأت بالتحسن في الآونة الأخيرة، ما أثار قلق البعض من أن تكون خطوة في اتجاه بناء دولة غزة الحمساوية، بمعزل عن الضفة الغربية.
رأى عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزهّار (الصورة)، أول من أمس، أن علاقة حركته بإيران قوية ومستمرة، مؤكداً أن موقف «حماس» مما يجري في سوريا هو «الحياد الإيجابي»، لكنه أشار إلى أن حركته «تنصح النظام السوري بإعطاء الشعب حقه، كما تنصح الشعب السوري بالحيلولة دون استجلاب التدخّل العسكري الخارجي».
وقال الزهار، خلال لقاء مع عدد من الصحافيين في غزة، إن علاقة «حماس» بإيران «قوية ومبنية على تكافؤ العلاقات وليست مبنية على التبعية»، وأن طهران تدعم حركته بكل الوسائل الممكنة، وأن ذلك الدعم لم يتوقف. وأثنى على تمكّن حزب الله اللبناني من إطلاق طائرة استطلاع وتحليقها في أجواء إسرائيل، واصفاً ذلك بالإنجاز التاريخي للمقاومة «وله تأثيرات كارثية على القيادة الإسرائيلية».
سعيد كمال – الاخبار اللبنانية.