رام الله/ يتفق المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون على أهمية الزيارة المرتقبة ، على الأرجح في شهر آذار المقبل، للرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ومع ذلك فإن من غير الواضح حتى الآن إذا ما كان سيد البيت الأبيض سينجح في إعادة طلاق المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية المجمدة ، وعلى أي أسس سيتم هذا الاختراق.
وعادة ما تأتي زيارات بمثل هذا المستوى بعد أن تكون الأرضية قد مهدت لإعلان انطلاقة تخرج الأطراف من الجمود ، ولكن بانتظار الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة، على الأرجح منتصف هذا الشهر، فإن الأطراف ما زالت على مواقفها .
وبغياب أساس متفق عليه لاستئناف المفاوضات فإن من المتوقع أن يلجأ الرئيس الأمريكي إلى عقد قمة ثلاثية تجمعه والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن من خلالها عن استئناف المفاوضات أو أن ينجح ، من خلال لقاءاته الثنائية ، في إقناع الأطراف باستئناف المفاوضات على أسس يتفق عليها مع الأطراف خلال زيارته للمنطقة.
وقد طلبت أطراف دولية، على رأسها الاتحاد الأوروبي، وعربية، على رأسها الأردن، من الولايات المتحدة العمل من اجل استئناف المفاوضات سريعا والتوصل الى إتفاق خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي.
وتعتقد العديد من الأطراف أن فرص الرئيس الأمريكي بالتحرك والضغط على الحكومة الإسرائيلية في ولايته الرئاسية الثانية هي أكبر منها عن فترة ولايته الأولى.
وحتى الآن يتمسك الجانب الفلسطيني بوجوب وقف إسرائيل النشاطات الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية والقبول بحل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا قبل العام 1994.
ولكن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو ترفض وقف الاستيطان أو القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 وتصر على أن تكون القدس كاملة تحت سيادتها فيما يؤكد الفلسطينيون وأطراف دولية على أنها تعمل على تقويض حل الدولتين من أساسه.
وقد أدى ذلك إلى وقف المفاوضات منذ نهاية العام 2011 ولم تنجح الجهود الدولية والعربية باستئناف المفاوضات في وقت صعدت فيه الحكومة الإسرائيلية من النشاطات الاستيطانية على الأرض.
وعكست التصريحات الأمريكية خلال الأسابيع والأشهر الماضية نوع من الأمل والقلق في ذات الوقت، إذ اعتبرت أن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية تفتح بوابة لاستئناف المفاوضات وفي نفس الوقت فإنها أعربت عن القلق والتحذير من انغلاق أفق الدولتين في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
وفي هذا الصدد قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخرا: أعتقد أن هذه الانتخابات تفتح الأبواب، ولا تغلقها. أعتقد أن نتيجة الانتخابات التي اختارت فيها نسبة كبيرة من الناخبين الإسرائيليين التعبير عن نفسها بالقول: “نريد مسارًا مختلفًا عن المسار الذي نتبعه في الداخل وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط.” وهكذا، أعرف أن الرئيس أوباما، وخلفي، وزير الخارجية الجديد جون كيري، سوف يتابعان ذلك، ويدرسان كل نافذة محتملة.
وأضافت: لقد شاركتُ، بطريقة أو بأخرى، في العمل لتحقيق السلام لمدة تزيد عن 20 سنة، أولاً مع زوجي، ثم كعضو في مجلس الشيوخ، والآن كوزيرة للخارجية. وما يقع في صلب المشكلة هو انعدام الثقة بدرجة كبيرة، والقلق الكبير لدى الجانبين، لأنني أتحدث دائمًا مع نظرائنا الفلسطينيين. ونوعًا ما، علينا أن نبحث عن طرق لإعطاء الشعب الفلسطيني المسار نحو السلام والازدهار والدولة التي يستحقونها، وإعطاء الشعب الإسرائيلي الأمن والاستقرار اللذين يسعون إليهما. أعتقد أن ذلك ما زال ممكنًا، وأستطيع أن أؤكد لك أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما سوف تستمر في بذل كل ما في وسعنا لدفع الطرفين نحو حل ما.
وقد سارع مراقبون إسرائيليون اليوم الأربعاء إلى محاولة التقليل من سقف التوقعات بشأن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي مشيرين إلى الخلافات التي ما زالت قائمة بين فلسطين وإسرائيل بشأن استئناف المفاوضات.
واعتبروا انه حتى لو نجح أوباما في إعادة المفاوضات فإنها لن تلبث أن تتوقف بعد وقت قصير لعدم وجود أساس من شأنه إنجاح أي مفاوضات.
وترى أطراف دولية أن لا سبيل أمام أوباما لتحقيق حل الدولتين في عهده الجديد إلا بعرض اقتراح كامل للحل ، كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، تتم المفاوضات على أساسه وضمن فترة زمنية محددة.
القدس دوت كوم .