“هوية عصرنا حتى الأبد”
الاحتلال يغرق غزة في دماء الأطفال
الرئيس يتسلم مطالب الفصائل للتهدئة ويلتقي مشعل في الدوحة اليوم
“القسام” تعلن انها قتلت خمسة جنود قرب رفح واسرائيل تعترف باثنين
فابيوس يجتمع مع نتنياهو ويعلن فشل الجهود لابرام اتفاق هدنة
القدس المحتلة – غزة – عواصم – الحياة الجديدة – وكالات – غرق قطاع غزة امس في دماء الأطفال الذين سقطوا في اليوم الثاني عشر للعدوان الاسرائيلي الغاشم ضمن 50 شهيدا على الأقل رفعوا حصيلة الشهداء الى حوالي 350 شهيدا وأكثر من 2400 جريح منذ بدء العدوان، واعترفت اسرائيل بمقتل ضابط وجندي من جيشها في عملية تسلل بأشكول واصابة تسعة جنود وصفت اصابات ثلاثة منهم بالخطيرة في عملية تسلل بأشكول، في حين أعلنت كتائب القسام انها قتلت خمسة جنود آخرين في عملية تسلل أخرى في صوفا. وفيما تتكثف الاتصالات الدولية من أجل التوصل لوقف العدوان، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن محاولات ابرام اتفاق هدنة باءت بالفشل. وقال فابيوس الذي جاء إلى إسرائيل بعد محادثات في مصر والأردن للصحفيين بعد الاجتماع مع نتنياهو “مع الأسف يمكنني القول ان الدعوة إلى وقف إطلاق النار لم يستجب لها بل على النقيض لاح خطر وقوع مزيد من الخسائر بين المدنيين وهو ما يثير قلقنا“.
في غضون ذلك، قال مسؤول مقرب من الرئيس محمود عباس مساء امس ان الرئيس سيلتقي اليوم الاحد في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث التهدئة في غزة.وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس “ان الرئيس سيلتقي مشعل لبحث التوصل الى تهدئة في قطاع غزة“.
واضاف ان الرئيس عباس سيصل الاحد الى قطر “للقاء اميرها وذلك في اطار الجهود التي يبذلها الرئيس عباس لوقف المجازر الاسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة وعموم الاراضي الفلسطينية”. وأكد هذا المسؤول وجود “تشاور دائم مع كافة الفصائل الفلسطينية ومنها حماس والجهاد الاسلامي من اجل التوصل باقرب وقت ممكن الى وقف لاطلاق نار تليه بعد 48 ساعة لقاءات مكثفة لمدة خمسة ايام يتم فيها التوصل الى هدنة“.
وأوضح ان الرئيس عباس يتبنى مع القيادة الفلسطينية “جميع مطالب الفصائل الفلسطينية ومطالب حركة حماس من اجل التوصل الى هدنة مع اسرائيل، لكن الرئيس عباس يريد اولا وقف العدوان على غزة ومن ثم بحث اتفاق التهدئة او الهدنة مع اسرائيل”. وحمل المسؤول الفلسطيني حكومة بنيامين نتنياهو “مسؤولية ارواح المدنيين الذين يتم استهدافهم بشكل متعمد من قبل جيش الاحتلال وهذه جرائم حرب ترتكبها اسرائيل امام العالم اجمع ضد شعبنا“.
واعلن متحدث باسم حركة حماس امس، ان الحركة سلمت رسميا مطالب الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للالتزام بتهدئة مع اسرائيل الى الرئيس عباس وتركيا واطراف عربية.
من جهة ثانية قال مصدر مقرب من حماس فضل عدم ذكر اسمه لفرانس برس ان اهم المطالب التي اشترطتها فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس ووردت في اللائحة التي سلمت هي “وقف العدوان والحرب على قطاع غزة، ورفع كامل للحصار عن القطاع، وفتح كافة المعابر وحرية الصيد بعمق 12 ميلا بحريا”. واشار الى ان من بين المطالب ايضا “حرية الحركة في المناطق الحدودية والافراج عن المعتقلين في صفقة شاليط الذين اعتقلوا مؤخرا في الضفة الغربية“.
واستعرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى تداعيات الأوضاع في المنطقة وتطوراتها، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير إيهاب بدوي في بيان له امس، إن خادم الحرمين أكد تأييده للمبادرة المصرية الرامية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة في قطاع غزة. وأضاف أن خادم الحرمين أشاد خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدور المصري، وقال، إن مصر، ورغم مشاغلها الداخلية، تضع نصب عينيها مصالح الأشقاء العرب، ومن هنا جاءت مبادرتها لوقف إطلاق النار في غزة، حقنا لدماء المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.
وأضاف بدوي أن العاهل السعودي نوه إلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته إزاء الشعب الفلسطيني، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية من المؤن الغذائية والأدوية إلى داخل القطاع، مشيدا بما قدمته مصر في هذا الصدد من مساعدات إنسانية.
من جانبه أكد السيسي محورية القضية الفلسطينية ومكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية، باعتبارها قضية العرب الأولى، كما أشاد بمواقف المملكة العربية السعودية ذات الصلة، وما قدمته من مساندة على مر العقود للقضية الفلسطينية بصفة خاصة ولقضايا الأمة العربية بصفة عامة. وأشاد كذلك بمواقف المملكة المؤيدة لإرادة الشعب المصري، مثمنا دعمها ومساندتها لمصر في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الأمة المصرية، مؤكدا على تقدير مصر دولة وشعبا، لجهود المملكة على المستويين العربي والثنائي.
وشهد قطاع غزة امس، يوم دام آخر بسقوط 50 شهيدا على الاقل في غارات جوية اسرائيلية وعمليات قصف متواصلة منذ بدء العدوان في الثامن من تموز لترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين الى 350 رغم دعوات المجتمع الدولي للتهدئة.
وفي اليوم الثاني عشر للهجوم الاسرائيلي على القطاع المحاصر، وبعد بدء العملية البرية، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان انها قتلت خمسة جنود اسرائيليين امس في هجوم نفذته قرب رفح في جنوب قطاع غزة. وقالت القسام في بيان “تسللت مجموعة من قوات النخبة القسامية عبر نفق خلف خطوط العدو في منطقة الريان في محيط صوفا (جنوب شرق رفح) حيث باغت مجاهدونا العدو واشتبكوا معه من مسافة متر ونصف متر“.
واضاف البيان “اكد مجاهدونا قتل خمسة جنود بالرصاص ثلاثة منهم في الرأس واثنان في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام“.
وذكر شهود عيان من سكان المنطقة القريبة من معبر صوفا انهم سمعوا اصوات انفجارات وتبادلا لاطلاق النار في المنطقة. وأوضح الشهود ان الطائرات الاسرائيلية شنت عدة غارات جوية في المنطقة.
قال الجيش الاسرائيلي انه صد محاولة تسلل عبر أحد الانفاق من وسط قطاع غزة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين استشهد خلالها مقاتل فلسطيني وجرح جنديان اسرائيليان.
واعلن الجيش الاسرائيلي في وقت لاحق عن مقتل جنديين على يد مجموعة كوماندوز فلسطينية تسللت من أحد الانفاق من قطاع غزة الى اسرائيل، في اشارة الى عملية تسلل خلف خطوطه في اشكول شمال القطاع. ويرتفع بذلك الى ثلاثة عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد ان كان قتل جندي في وقت سابق بـ”نيران صديقة” لدى بداية الهجوم البري.
وتواصل تساقط الصواريخ امس، على المدن الاسرائيلية، وقتل بدوي جراء انفجار صاروخ اطلق من قطاع غزة وسقط قرب مدينة ديمونا ليرتفع عدد القتلى المدنيين الاسرائيليين منذ بدء الهجوم في الثامن من تموز الى اثنين.
وقال مصدر عسكري للاعلام انه “اذا كانت حماس لا تريد وقف اطلاق النار فمن الممكن اتخاذ قرار باستراتيجية جديدة (…) قد نوسع العملية مع قوات اضافية”. وحركت اسرائيل 53200 جندي من اصل 65 الف جندي احتياط وافقت عليهم الحكومة.
وبحسب متحدث عسكري فان القوات الاسرائيلية، من مدافع ودبابات، ما زالت في “ضواحي” المناطق المدنية القريبة من الحدود. وشرح بيتر ليرنر ان “ذلك يمنحنا الافضلية من اجل احتلال الانفاق والحد من نقاط الاحتكاك”، مشيرا الى انه “تحت قطاع غزة، هناك غزة اخرى تحت الارض“.
وقال الجيش الإسرائيلي امس إن المقاومة في غزة استهلكت او فقدت نحو نصف صواريخها على مدى 12 يوما من القتال. وقال إن المقاتلين أطلقوا 1705 صواريخ على الأقل من مخزون يقدر بنحو عشرة آلاف وهو نقص نسبته 17 في المئة تقريبا. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش البريغادير جنرال موتي ألموز “أعتقد أننا قصفنا ودمرنا 30 الى 40 في المئة من الصواريخ” في إشارة الى الحملة الإسرائيلية على غزة التي تصاعدت يوم الخميس.
وعلى الصعيد الدبلوماسي لم يسجل اي تقدم من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار، وكانت حركة حماس رفضت مبادرة مصرية للتهدئة. ولم يهدأ الحراك الدبلوماسي اذ يصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الشرق الاوسط صباح اليوم الاحد لدعم جهود التهدئة.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة ان ارساء وقف اطلاق النار في غزة أمر “عاجل وملح”، مجددا تأكيد “دعمه” للمبادرة المصرية للتهدئة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ومن عمان اعتبر فابيوس ان التوصل الى وقف لاطلاق النار يعد “اولوية مطلقة” لبلاده، مؤكدا ان المبادرة المصرية تحظى بدعم دولي. وقال فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، ان الهدف من جولته الاقليمية هو المساعدة في “كسر دوامة العنف وحماية السكان المدنيين قدر المستطاع” في غزة، حيث تواصل إسرائيل قصفها منذ 12 يوما. واضاف ان “الخسائر البشرية هي بالفعل جسيمة (…) وأكرر هنا في عمان، يجب أن تكون الأولوية المطلقة لدينا وقف إطلاق النار“.
واوضح فابيوس ان “المبادرة المصرية التي تهدف الى وقف اطلاق النار لا تزال على الطاولة”، مشيرا الى ان “الأردن وفرنسا ودول أخرى تدعم هذه المبادرة”. واكد فابيوس ان “هذه المبادرة تحظى بدعم كبير من قبل المجتمع الدولي والدول العربية، بما في ذلك فرنسا“.
واضاف “حتى الآن نحن بحاجة لضمان قيام الطرف الذي رفض المبادرة بالموافقة عليها لتجنب فقدان المزيد من الأرواح البشرية”، واصفا سقوط هذا العدد من القتلى في غزة بأنه أمر “مأساوي للغاية“.
ووصل فابيوس الى عمان بعد ظهر امس قادما من القاهرة، حيث اعتبر وقف اطلاق النار في غزة امرا “عاجلا وملحا” وذلك في أعقاب محادثات اجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جانبه، اكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان “الاتصالات تجري من قبل مسؤولين مصريين مع كافة الاطراف، وان قنوات الاتصال مفتوحة مع الجميع لدعم هذه المبادرة التي تهدف الى وقف اطلاق النار وحماية المدنيين ووقف نزيف الدماء“.
|