القدس/ نقلت إدارة السجون الإسرائيلية عميد الأسرى المعزولين الأسير المقدسي محمود عيسى من العزل الانفرادي إلى سجن هداريم بعد أن أمضى ثلاثة عشر عاما في العزل الانفرادي.
وفي ضاحية من ضواحي القدس وبالتحديد في قرية عناتا ولأسرة محافظة تمتاز بالبساطة والتدين، تفتحت عينا الأسير محمود عيسى في 21 أيار من العام 1968م، حيث نشأ وترعرع في أحضان الأقصى.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور عناتا والمرحلة الثانوية في مدرسة الرشيدية في القدس، وفي هذه المدرسة كانت بداية التزامه وانضمامه لصفوف الحركة الطلابية الإسلامية.
وعمل الأسير محمود عيسى قبل اعتقاله مديرا لمكتب صحيفة صوت الحق والحرية في مدينة القدس والتي كانت تصدر في مدينة أم النور (أم الفحم).
درس في جامعة القدس – أبوديس والتحق يالكتلة الإسلامية هناك، ومع انطلاقة الانتفاضة الأولى لم يكمل تعليمه بعد الإغلاق العام للمؤسسات وكان من المبادرين الأوائل للانضمام إلى صفوف حركة )حماس).
وقد اسس أول خلية عسكرية تابعة لحركة (حماس) في منطقة القدس تضم بالإضافة إليه كلا من ماجد أبو قطيش من بلدة عناتا، موسى عكاري من مخيم شعفاط ومحمود عطون من صور باهر، وأطلق على هذه المجموعة اسم الوحدة الخاصة وقامت هذه المجموعة بمجموعة من العمليات منها:
1-عملية الوفاء للشيخ أحمد ياسين: واحدةٍ من أشهر عمليّات المقاومة الفلسطينيّة، والتي اختطف خلالها عناصر من كتائب القسّام الرقيب أوّل في جيش الاحتلال نسيم توليدانو قرب مدينة اللّد بتاريخ 13-12-1992، أي عشية ذكرى انطلاقة حركة (حماس) وطالبوا سلطات الاحتلال بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ،مؤسّس حركة حماس، مقابل الإفراج عنه، لكنّ دولة الاحتلال لم تستجب لمطلبهم فقُتِل توليدانو.
وأطلقت سلطات الاحتلال على إثر ذلك عمليّةً شرسةً ضدّ حركة حماس أبعدت خلالها 415 من قادتها إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، واعتقلت الآلاف من عناصرها في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة كان بينهم محمود عيسى الذي اعتُقَل من منزله في بلدته عناتا شمال شرق مدينة القدس في 3-6-1993، ولم يتجاوز عمره آنذاك 25 سنة.
2- دهس جنديين إسرائيليين في مدينة الخضيرة وإصابة أحدهما بجراح خطيرة والآخر طفيفة.
3- قتل شرطيين إسرائيليين والاستيلاء على سلاحهما الشخصي وبطاقاتهم وذلك في مدينة الخضيرة في ذكرى يوم الأرض 30-3-1993.
4-محاولة خطف مسؤول الحرس المدني في إسرائيل ولسبب طارئ ،تمثل بقدوم قوة شرطة إلى المكان مصادفة ، أطلقت المجموعة النار على الضابط وأصابته بـ 6 رصاصات بصدره قبل أن تنسحب.
تم اعتقاله مع مجموعته يوم 3-6-1993وحكم عليه بالسجن المؤبد 3مرات متداخلة و46سنة إضافية وبذلك بدأت مرحلة السجن ومعاناتها فبعد فترة التحقيق تم وضعهم في قسم العزل الانفرادي في عزل الرملة، كان هذا القسم من أسوء أقسام العزل التي عرفتها سجون الاحتلال ، وهو طابق تحت الأرض تم إغلاقه في عام 1995.
وعزل الأسير محمود عيسى مرة أخرى لمدة شهر دون إبداء أسباب في قسم العزل الانفرادي في بئر السبع.
وتحت كلّ هذه الضغوط، وهذا الحكم الأبديّ بالسجن، لم يكن أمام الاسير عيسى سوى أن يُحاول الإفلات من سجنه بأيّ طريقةٍ، وبالفعل ففي عام 1996 عزل لمدة عام وشهرين بعد اكتشاف محاولة للهرب قام بها مع مجموعة من الاسرى في سجن عسقلان تمثلت في حفر نفق تحت الأرض بطول عشرة أمتار لكنّ سلطات الاحتلال اكتشفت النفق الذي كان عيسى يحفره مع رفاقه ليُغادروا عبره، وأمسكت بهم وفرقتهم عن بعضهم وحكمت عليهم بتمديد فترة سجنهم، ونقلهم إلى العزل الانفراديّ.
وفي عام 1998 أعيد إلى التحقيق في معتقل المسكوبية لمدة 3 أشهر واستخدمت معه أقصى أساليب التعذيب واتهم وقتها بتشكيل مجموعة عسكرية في القدس مسؤولة عن قتل مستوطن وتقديم التمويل المالي والتعليمات لها، وبعد انتهاء التحقيق معه تم نقلة مباشرة إلى العزل الانفرادي في سجن بئر السبع وعسقلان لمدة عامين، خرج بعدها من العزل بعد إضراب عن الطعام خاضه الأسرى لمدة شهر كامل.
وفي عام 2002أعيد مرة أخرى للتحقيق في معتقل المسكوبية لمدة شهرين واستخدم التعذيب الجسدي بحقه وأحضرت والدته أيضا للتحقيق معها من أجل الضغط عليه وإجباره على الاعتراف لكنه أصر على عدم الاعتراف، ووجهت له تهم العضوية في تنظيم غير شرعي وبشغل منصب أمير حماس في سجن عسقلان وبتشكيل خلايا عسكرية في منطقتي القدس ورام الله وتقديم تمويل لها والتخطيط لعمليات جهادية، ولذلك خضع لمحاكمة جديدة أضيف له 6 سنوات جديدة إضافة لحكمه ( 3 مؤبدات و46 سنة).