واشنطن/أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي مساء امس الاثنين أنه لم يطرأ جديد على موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من حكومة التكنوقراط الفلسطينية التي برزت بعد محادثات الوفاق الوطني بين “فتح” و”حماس” في شهر نيسان (ابريل) الماضي معبرة عن “رضى” الإدارة بأن الحكومة الفلسطينية الحالية لا تشمل أعضاء ينتمون لحركة “حماس”.
وقالت بساكي التي كانت ترد على أسئلة الصحافيين عن موقف الحكومة الأميركية من نيتها المعلنة عن استعدادها للعمل مع حكومة التكنوقراط بعد إعلان إسرائيل اكتشاف جثث الشبان المستوطنين الثلاثة في حقل قرب بلدة حلحول في قضاء الخليل “بكل تأكيد كما قلنا في الأسابيع الماضية إن الأذى الذي وقع بالمختطفين مأساويً وإننا نتواصل عن كثب مع الإسرائيليين والفلسطينيين وندعوهما للاستمرار بالعمل المشترك لتخفيف التوتر وضبط النفس رغم الحجم الكارثي لهذه المأساة”.
وحول ما إذا ستعيد الحكومة الأميركية النظر في التعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة في ثبوت وقوف “حماس” وراء اختطاف وقتل المستوطنين الشبان الثلاث قالت بساكي “إنني لن أخوض في تكهنات محددة ولكننا شأننا في التعامل مع الكيانات الأخرى نتعامل وفق العديد من المعطيات”.
يشار إلى أن الحكومة الأميركية لم تتهم “حماس” 100 في المئة بالوقوف وراء عملية الاختطاف والقتل واكتفت الناطقة بالقول “هناك نماذج متشابهة في أسلوب الاختطاف” مشيرة إلى أن حركة “حماس” قامت في الماضي بإختطاف إسرائيليين من أجل مقايضتهم بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
وأكدت بساكي في معرض ردها على أسئلة وجهتها بخصوص ما إذا كانت الحكومة الأميركي قد استلمت طلب فدية مباشرة من الخاطفين كون أن أحد القتلى أميركي الجنسية “إن الحكومة لم تستلم أي طلب كهذا”.
وقالت بساكي بخصوص قناعتها بتعاون الحكومة الفلسطينية الجديدة “إن السلطة الفلسطينية وحكومة التكنوقراط التي تضم أعضاء من “حماس” يعملون كل ما في وسعهم لتخفيف العنف والحفاظ على الهدوء”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري ومستشارته لشؤون الأمن القومي قد عبروا عن إدانتهم للاختطاف والقتل ووصوفها “بالوحشية” وقدموا تعازيهم الحارة لإسرائيل.
إلا أن الكونغرس بشقيه الشيوخ والنواب يشهد حشداً مكثفاً من أجل مطالبة الإدارة بوقف المساعدات المالية للسلطة إلا في حال حل حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت عن المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” في حين انتقدت “إيباك” ببيان شديد اللهجة تصريحات الإدارة المتتابعة عن استعدادها للعمل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.
يشار إلى أن ليس هناك جديد في مساعي المناصرين لإسرائيل في الكونغرس للضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود حل الحكومة الجديدة إرضاءً لإسرائيل.
وفي قضية متعلقة بعملية اختطاف وقتل المستوطنين الثلاث كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية انه “تم قتل الشبان بعد فترة وجيزة من اختطافهم، وان إخفاق الشرطة (الإسرائيلية) في نقل المعلومات التي تلقتها فور وقوع عملية الاختطاف، أخر حل القضية وساهم في تمكين الخاطفين من الهرب”.
وفي واشنطن تتوقع مراكز الفكر المقربة من إسرائيل أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن بـ”تسديد ضربات استراتيجية قوية ضد حركة حماس تشل بنياتها وتعيدها سنوات طويلة إلى الخلف، وإبعاد العشرات من قيادات الحركة في الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو الشروع في تصفية قيادات بارزة في حركة حماس في قطاع غزة، واستهداف نشطاء الذراع المسلح للحركة (كتائب عز الدين القسام) الذين تتوفر دلائل على مشاركتهم في عمليات ضد إسرائيل” فيما يعتقد بعض أن “المأساة توفر فرصة لإسرائيل لإضعاف “حماس” بشكل يصعب التعافي قد تشمل قدوم إسرائيل على اغتيال قيادات بارزة في حركة “حماس” بما يطور الأمر لمواجهة طويلة ومفتوحة مع حركة “حماس”، قد تتواصل إلى فترة طويلة، وتكون بذلك إسرائيل قد تمكنت من إفشال حكومة المصالحة الوطنية”.
القدس دوت كوم – سعيد عريقات