واشنطن /أكدت الإدارة الأميركية ثبات موقفها ومفهومها تجاه المعنى المقصود من دولة فلسطينية “قابلة للحياة”.
وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الخميس “أن موقف الإدارة الأميركية ومفهومها لم يتغير تجاه معنى “الحيوية والقابلة للحياة” في وصف الدولة الفلسطينية المستقلة ، مؤكدة في الوقت ذاته “أن الاستيطان ينال من هذه الحيوية”.
وأضافت “لقد عبرنا عن قلقنا تجاه الاستيطان بشكل مستمر، وهذا ما قلناه مراراً تجاه موقفنا من النشاط الاستيطاني بما فيه في منطقة (E1)”.
واكدت نولاند في معرض ردها على سؤال وجهته بخصوص إدعاءات السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دانيال كيرتزر والذي قال “أن الاستيطان لا يمس بحيوية الدولة الفلسطينية، وأن الحيوية لا تعني وقف الاستيطان”، أن الإدارات الأميركية المتعاقبة عارضت الاستيطان وتعتبره عقبة في طريق السلام.
من ناحية ثانية، أكدت نولاند أن وزارة الخارجية “تبذل جهود مكثفة” مع الكونغرس الأميركي من أجل “استكشاف سبل حل الأزمة المالية الفلسطينية، والإفراج عن الأموال التي جمدها الكونغرس” مع العلم أنها أموال تمت الموافقة والمصادقة عليها في ميزانيتي 2011 و 2012 وتبلغ 450 مليون دولار.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) تناولت هذا الموضوع في افتتاحيتها الرئيسية يوم الجمعة محذرة بأن “السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تعاني من أزمة مالية خانقة تحول دون قدرتها على دفع رواتب 180 ألف موظف بمن فيهم الأجهزة الأمنية”.
وأشارت الصحيفة إلى إن هذه المشكلة “لا يمكن كنسها تحت السجادة” بغض النظر عن طبيعة الانتقادات الموجهة للسلطة الفلسطينية خاصة وأن إسرائيل باتت تعتمد عليها للحفاظ على السلام (وإدارة الأمن )، وضرورة دعمها للتحضير لأي صفقة سلام تعتمد على حل الدولتين.
وانتقدت الصحيفة إسرائيل لأنها احتجزت 100 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية والكونغرس الأميركي الذي يمنع صرف 450 مليون دولار مخصصة للفلسطينيين في العام الماضي.
كما انتقدت الصحيفة الدول العربية التي رغم تعهداتها المتعاقبة بتوفير شبكة آمان مالية للسلطة الفلسطينية إلا أنها لم تف بوعودها.
أما بخصوص لقاءات المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، قالت نولاند “من وجهة نظرنا، محمود عباس هو الرئيس الفلسطيني، وسلام فياض هو رئيس الوزراء الفلسطيني ، وقد أوضحنا مراراً ما هو المطلوب من حماس: نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والقبول بكافة الاتفاقات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل كشرط أساسي لأي تعامل معها”.
وفي قضية متصلة، نشرت مجلة صحيفة (نيويورك تايمز) مقابلة مع رئيس إسرائيل شمعون بيريس قال خلالها إنه في “حال عدم تحقيق تسوية دبلوماسية للقضية الفلسطينية سيعود الفلسطينيون إلى الإرهاب”.
وأضاف بيريس أن “الهدوء الذي تمتعت به إسرائيل على مدى السنوات القليلة الماضية لن يستمر، لأنه حتى وإن كان السكان المحليون لا يريدون استئناف العنف، فسيتعرضون لضغوط من العالم العربي، سيجري تمويلهم وتهريب الأسلحة إليهم، ولن يوقف أحد هذا التدفق”.
واشار الى ان ” الحكومة الاسرائيلية الحالية لا ترغب في تحقيق السلام” مع العرب والمسلمين.
كما اكد بيريس ضرورة استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل “لأنه إذا ما فقدنا هذا الدعم، وإن بقيت إسرائيل وحدها سيبتلعها الأعداء”. واصفا حال إسرائيل بدون دعم أميركي “بالشجرة المنفردة في الصحراء”.
ولم يستبعد بيريس احتمال اجراء مفاوضات مع حركة “حماس”. وقال “إذا قبلت (حماس) المطالب الدولية وتخلت عن الإرهاب وتوقفت عن قصفنا بالصواريخ واعترفت بوجود دولة إسرائيل، سيكون من الممكن بدء المفاوضات معها”.
القدس – سعيد عريقات.