واشنطن / علمت القدس من مصادر مطلعة الاثنين أن “الإدارة الأمريكية سوف تدعم إعادة تنشيط لجنة “الرباعية” للشرق الأوسط، وتمكين تفويضها بمعنى توسيع صلاحيتها بحيث لا تكتفي فقط بمراقبة ما يجري من تغيير الوقائع على الأرض في الأراضي الفلسطينية، خاصة الاستيطان وأثره على مستقبل حل الدولتين، وتقديم اقتراحات والمطالبة باتخاذ إجراءات فورية، مثل وسائل الإنذار المبكر بما يخص الاستيطان وثني إسرائيل عن حجز أموال الضرائب الفلسطينية وتسهيل التنقل التجاري في الأراضي الفلسطينية.”
ويقول المصدر” إن الرئيس أوباما ووزارة خارجيته يتهيئون للتعامل مع عملية سلام الشرق الأوسط بعيد تنصيب الرئيس أوباما لدورته الرئاسية الثانية (20 يناير / كانون ثاني 2013 القادم)، بإطلاق عدد من المبادرات التي تتناسب مع التطورات الأخيرة مثل عضوية الفلسطينيين كدولة مراقب في الأمم المتحدة، وتسارع النشاط الاستيطاني وبروز حماس كقوة سياسية على الساحة الفلسطينية بعد المعركة الأخيرة التي شهدت تطوراً خطيراً في تبادل الصواريخ بين غزة وإسرائيل (في شهر نوفمبر الماضي).”
ويضيف المصدر “إن أحد هذه الوسائل العمل على تغيير ديناميكية قيادة الرباعية بعد أن استنفذ رئيس الوزراء (البريطاني السابق) توني بلير جهوداً بالغة بالسنوات الخمس الماضية للإبقاء على حيوية الرباعية والتي وصلت مرحلة تحتاج لإعادة الصياغة.”
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عبرت الأسبوع الماضي عن ثقتها بأداء الرباعية بعد انتهاء اجتماعها في العاصمة البلجيكية بروكسل الأربعاء الماضي، 12 ديسمبر / كانون أول وقالت أن المبعوث الأمريكي ديفيد هيل نقل للمجتمعين الأهمية التي تخصصها الإدارة لاستمرار عملية السلام و”البحث عن الوسائل اللازمة لتلبية احتياجات الفلسطينيين الملحة لمواجهة أزمتهم الاقتصادية.”
وهناك عددا من المرشحين للحلول محل بلير كمبعوث الرباعية مثل وزيرة خارجية النرويج السابقة جريت فاريمو ووزير خارجية فرنسا السابق برنارد كوتشنير.
وكان الفلسطينيون قد عبروا عن استيائهم من توني بلير ورغبتهم في تغييره مراراً عدة وراء الكواليس وفي العلن وضرورة تغييره “كون أنه موجود فقط للتغطية على الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس” بحسب العديد من المسؤولين الفلسطينيين.
وكانت صحيفة الإندبندت البريطانية قد كشفت “إن الفلسطينيين يعتبرون رئيس الوزراء (البريطاني) الاسبق توني بلير عديم الفائدة، وأنه يتعرض لأكثر الانتقادات قسوة منذ تعيينه موفدا للرباعية الدولية في المنطقة” وأن هؤلاء المسؤولين الفلسطينيين قالوا انه لا ينبغي لتوني بلير أن يعتبر الهجوم عليه شخصيا لكنه يجب أن يتخلى عن منصبه كموفد للجنة الرباعية الدولية ويعود إلى بلاده. ”
وتولى بلير منصبه الحالي في منتصف عام 2007 ممثلا للرباعية الدولية المشكلة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وقال إثناء زيارته الأخيرة للمنطقة انه قام بنحو 90 جولة منذ توليه المنصب لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الإطراف المختلفة دون أن ينتقد الاستيطان الإسرائيلي بالأسلوب الذي يليق بموقعه.
ونادرا ما زار بلير قطاع غزة متعللا بالأعذار الأمنية ولكن موقع الرباعية الدولية على الانترنت يدعي بأن “إنجازات بلير عديدة منها إزالة حواجز للجيش الإسرائيلي و زيادة معدلات التصدير والتبادل الاقتصادي” وهي الأمور التي قال عنها مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون أن الرباعية الدولية تنسبها إلى نفسها بينما هي في الواقع تحسب لجهد جهات أخرى.
القدس – من سعيد عريقات.