عواصم /طالبت وزارة الدفاع الاميركية روسيا، مساء اليوم الجمعة، بان تسحب “فورا” قافلة المساعدات الانسانية التي وصلت الى مدينة لوغانسك، معقل الانفصاليين الموالين لموسكو، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، ان ارسال هذه الشاحنات “يشكل انتهاكا من جانب روسيا لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها”.
واضاف “على روسيا ان تسحب فورا شاحناتها وافرادها من الاراضي الاوكرانية” مهددا موسكو بعقوبات دولية جديدة.
واكد المتحدث انه “لا يمكن لروسيا ان ترسل شاحنات وعاملين او مؤنا الى اوكرانيا سواء على شكل قافلة انسانية او تحت اي ذريعة اخرى بدون اذن من كييف”.
وكانت اوكرانيا تحدثت عن “اجتياح مباشر” لاراضيها.
وتقول موسكو ان هذه الشاحنات تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية، فيما أقر الاميرال كيربي بان البنتاغون ليس لديه “رؤية كاملة” عما تنقله هذه الشاحنات.
من جانبه، حذر حلف شمال الأطلسي “ناتو” روسيا بكلمات واضحة من مغبة تأجيج الوضع في أوكرانيا.
وندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن اليوم الجمعة بدخول “ما يسمى” قافلة مساعدات انسانية روسية الى اوكرانيا، معتبرا ان هذا الانتهاك من شأنه “تعميق الازمة” في المنطقة.
وقال راسموسن في بيان ان دخول القافلة من دون موافقة اوكرانيا “ومن دون اي مشاركة للجنة الدولية للصليب الاحمر” يشكل “انتهاكا صارخا للالتزامات الدولية لروسيا” و”انتهاكا اضافيا للسيادة الاوكرانية من جانب روسيا”.
واضاف ان “هذا الامر يؤدي فقط الى تعميق الازمة في المنطقة”.
وتابع راسموسن ان “الازدراء بالمبادىء الانسانية الدولية يثير قضايا جديدة تتصل بمعرفة ما اذا كان الهدف الفعلي لهذه القافلة هو مساعدة المدنيين او تقديم معدات الى الانفصاليين المسلحين”.
وأكد راسموسن أن الحلف يرقب “نذرا بالشر تتمثل في حشد”روسيا قوات برية وجوية بالقرب من أوكرانيا.
وقال راسموسن:”بدلا من نزع فتيل التوتر في المنطقة، تواصل روسيا تأجيج الوضع”.
ورأى ان دخول هذه القافلة “يتزامن مع تصعيد كبير للتدخل الروسي في الشرق (الانفصالي الاوكراني) منذ منتصف اب (اغسطس) بما في ذلك استخدام القوات الروسية”.
وتحدث الحلف الاطلسي في بداية اب (اغسطس) عن زيادة في عدد الجنود الروس على طول الحدود مع اوكرانيا واصفا ذلك بانه “وضع خطير”.
واعرب الحلف ايضا عن مخاوفه من ان تستخدم روسيا “بعثة انسانية او لحفظ السلام ذريعة لارسال جنود الى شرق اوكرانيا”.
وفي السياق ذاته، يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا اليوم الجمعة يبحث فيه دخول قافلة مساعدات روسية الى اوكرانيا من دون موافقة كييف التي وصفت هذا الامر بانه “اجتياح”.
وسيلتئم المجلس بناء على طلب ليتوانيا في الساعة 15:00 (19:00 ت غ) لمناقشة دخول شاحنات روسية الى اوكرانيا، الامر الذي اعتبره الاتحاد الاوروبي “انتهاكا واضحا” للحدود بين البلدين.
وقال وزير الخارجية الاوكراني في رسالة وجهها الى اعضاء المجلس ان “القلق كبير لان الجانب الاوكراني لا يعلم بما تقله هذه القافلة وكذلك الصليب الاحمر”.
وسيستمع اعضاء المجلس الـ 15 الى مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو في وقت تخشى الدول الغربية ان تكون هذه القافلة تحوي معدات للانفصاليين الموالين لموسكو.
واكدت الخارجية الاوكرانية ان مسؤولين اوكرانيين منعوا من تفتيش الشاحنات ،فيما احجم الصليب الاحمر عن مرافقة القافلة لانه لم يتلق “ضمانات امنية كافية”.
بدوره، قال دبلوماسي روسي كبير اليوم الجمعة إن موسكو لم تنتهك القانون الدولي بخصوص إرسال قافلة للمساعدات إلى أوكرانيا.
وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي في بيان “نتحرك بتوافق تام مع قواعد القانون الدولي الإنساني . لا يمكننا قبول ولن نقبل الوضع الكارثي الذي يعيش فيه سكان جنوب شرق أوكرانيا”.
كما كشفت مصادر روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الانتقادات التي وجهتها إلى روسيا بسبب إدخالها قافلة مساعدات روسية إلى شرق أوكرانيا دون إذن من الحكومة الأوكرانية.
وقال بوتين إن القيادة في كييف ظلت تؤجل مرارا وتكرارا الإذن بعبور الحدود فلم يكن أمام موسكو إلا أن تتخذ قرارا بهذا الصدد.
وجاء في بيان للكرملين في موسكو نشر اليوم الجمعة أنه لم يكن بالامكان القبول بأي تأجيل آخر.
وأوضح البيان أن بوتين أبلغ ميركل بـ “قلقه الحقيقي” بشأن تزايد كثافة قصف الحكومة الموالية للغرب في كييف مواقع الانفصاليين في كل من لوهانسك ودونيتسك شرق أوكرانيا، ما يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وكانت أوكرانيا قالت اليوم الجمعة إن دخول شاحنات المساعدات الروسية إلى أراضيها “انتهاك صارخ” للقانون الدولي وناشدت المجتمع الدولي إدانة التحركات الروسية باعتبارها غير قانونية وعدوانية.
القدس دوت كوم