أمد/ واشنطن: كشفت وثيقة نشرتها “مونتي كارلو” يوم الثلاثاء، عن خطة لإسناد مهام أمنية في قطاع غزة لشركة أمنية دولية يقودها رجل الأعمال الإسرائيلي-الأمريكي موتي كاهانا، سبق أن عملت في عدة بلدان تشهد حروبا بينها أفغانستان وسوريا وأوكرانيا، لإدارة مناطق معينة في شمال غزة، وذلك بذريعة “تأمين توزيع المساعدات” ومنع سيطرة حركة حماس عليها.
وفقاً للوثيقة، والتي نشرها، نشرها موقع ميدل إيست آي، قدمت شركة “التوصيل العالمية GDC” خطة للحكومة الإسرائيلية لتقسيم شمال القطاع إلى “مجتمعات مغلقة” خالية من حماس، بإدارة محلية فلسطينية، وستكون مدينة بيت حانون مركزا رئيسيا لهذه العمليات.
وتعتزم الشركة إقامة مناطق تشغيل في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا خلال المرحلة الأولى، مع مراكز تجميع للمساعدات، منها مركز قريب من معبر إيريز، وأخرى بمناطق قريبة من أبراج الندى.
ستُنشئ الشركة مناطق مسيّجة بجدران إسمنتية مزودة بمرافق للتحكم، وشاحنات ومساكن حاويات للقوات الأمنية، إضافةً إلى مولدات كهرباء وخيام لتخزين المساعدات. وتستغرق عملية تحضير فرق ومعدات الأمن 30 يوما لتصبح جاهزة للبدء في تنفيذ الخطة، حيث ستحصل الشركة على تراخيص ومعدات متطورة وتسهيلات من الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المركبات المدرعة والدروع الواقية ومعدات التواصل.
وشددت الوثيقة، على أن العاملين في الشركة سيقيمون داخل إسرائيل خارج ساعات العمل، وسيسمح بمرورهم يوميا عبر معبر إيريز الحدودي، وسيحتفظون بتنسيق دائم مع الجيش الإسرائيلي لضمان سير العمليات بسلاسة.
وتهدف الشركة إلى الاستيراد من الخارج لكافة المعدات المطلوبة، والتي تشمل معدات إبطال الذخائر، كما أن العمليات الأمنية ستكون مقتصرة على ساعات النهار.
وفي إطار الخطة، سيتعاون مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية مع نقاط اتصال محلية داخل غزة، للمساعدة في استلام وتوزيع المساعدات الإنسانية، كما سيتاح للشركة توظيف مترجمين فلسطينيين للتواصل المحلي.
وفي تقرير لصحيفة “تلغراف”، أوضح كاهانا أن الشركة تخطط لتقسيم قطاع غزة إلى “فقاعات” أو “مجتمعات مغلقة”، تهدف لتكون مناطق آمنة. وذكر أن هذه المناطق ستكون مشابهة لمجتمعات “آمنة ومأمونة” حيث يمكن للفلسطينيين الدخول والخروج في أي وقت، مع وجود قيادة محلية فلسطينية تديرها.
وسيكلف هذا المشروع كاهانا 200 مليون دولار للأشهر الستة الأولى، وقد وصف على موقع منظمته وعلى شبكات التواصل الاجتماعي المظهر الذي يمكن أن تتخذه هذه الخدمة الخاصة لسكان غزة، قائلا إن “جهازا أمنيا مدربا جيدا” يمثل اليوم “الطريقة الواقعية الوحيدة” لإيصال المساعدات إلى القطاع.
وأشار كهانا إلى إمكانية التعاقد، في الجوانب العسكرية، مع شركة مرتزقة بريطانية لم يحدد اسمها، موضحا أن من شأن نظام التعرف على الوجه المعمم أن يسمح للأعضاء المصرح لهم وحدهم بالوصول إلى هذه “الفقاعات” المغلقة مع ضمان عدم تواجد عناصر حماس، موضحا في تغريدة أن “الإرهابيين سيتلقون رصاصة”.
وتساءلت صحيفة “لوتان” السويسرية: هل هذه خطوة حاسمة نحو رسم “اليوم التالي” لغزة؟ في ظل استكشاف إسرائيل طرقا لخلافة “أونروا” بعد أن قررت حظرها، وعدم رغبتها إسناد مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية للجيش الإسرائيلي، وترددها في السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة