وطن يستحق الخيانة… بقلم:سليم النفار

2014/07/08
Updated 2014/07/08 at 12:44 مساءً

2296841513

ان الوطن ليس مفردة مجردة,وليس اصطلاحا سياسيا مجانيا,يقصد به التبجح,وليس اداة يستغل من خلالها كبار النخب السياسية والاقتصادية المواطنين,الذين لا يمتلكون قوة النفوذ المتعددة الاشكال,فالوطن اول ما يعني في اللغة والاصطلاح:هو المكان الذي يسكنه الفرد ويألفه وفيه تتحقق رغباته ومصالحه المختلفة وفق العقد الاجتماعي بينه كفرد وبين المجموع العام,مع مراعاة المصالح العامة المتفق عليها في أي مجتمع…وفق هذه الرؤية يقرر الفرد اتخاذ هذا المكان او ذاك وطنا له…وانطلاقا من هذه المفاهيم والقيم الجماعية,فان الافراد يمتلكون حبا لامكنتهم,اوطانهم ويستعدون للدفاع عن اوطانهم بكل ما يمتلكون من وسائل القوة,ويضحون بأرواحهم في الازمات والحروب من اجل الوطن الذي تتحقق فيه كرامتهم وحياتهم بشكلها الطبيعي الذي يقرون به,وفق عقدهم الاجتماعي المتوافقين عليه,ولكن عندما لا يتحقق كل ذلك للفرد,بل عندما تسفح كرامته من القائمين على الامر,وعندما يجد ان”عصابة”هنا و”عصابة”هناك تقرر عنه كل شيء,وكل ما تقرره يجافي مصالحه,ويعمل على اذلاله وابتزازه فكيف ينتمي هذا الفرد لهذا الوطن؟
وفي حالتنا الفلسطينية خير شاهد ودليل على ما نتحدث…فعندما تريد قضاء حاجة لك في دوائر “الوطن”تجد كل ما من شأنه ايصالك الى الكفر بالوطن بينما تجد فئة اخرى من الناس تقضى حوائجها وهي في منزلها…وعندما تريد السفر فانك تحتاج لكل الدعم اللوجستي والوساطات السياسية والرشوات المادية كي تتمكن من ذلك وربما لا تتمكن من ذلك,بينما البعض لا يحتاج سوى اتصال تلفوني كي يركب سيارته ويتجه واثقا من عبوره من ضفة الموت الى ضفة الحياة الاخرى,فهل هذه حياة,وهل هذا هو الوطن الذي يستحق التضحية؟
وعندما تجد ان الوزير وابن الوزير واقارب الوزير هم الذين ينعمون بكل اشكال الحياة,وغيرهم لا..وعندما تجد السفير وطاقمه الذين يعملون في هذا البلد او ذاك يعملون ضد المواطن وليس لاراحته فهل هؤلاء كلهم لا يستحقون الخيانة؟
هذا الوطن لك ايها المسكين فقط عندما يقررون وبدون استشارتك ايضا,ان يفتحوا النار ويطلقون الصواريخ وهنا عليك الدفاع عنه ودفع الغالي والنفيس من اجله…طوبى لك ايها الوطن ولك منا كل ما يجب لتبقى عاليا وكريما وحرا ولكن نحن ندفع كل ذلك ليس من اجلك بل من اجلهم…كي يزيدوا من حساباتهم البنكية وكي يزيدوا من عقاراتهم وسياراتهم
فهل هذا الوطن الذي لا يستحق الخيانة…؟لقد سرقوك منا…وذبحونا باسمك…واذلونا وافقرونا باسمك…وانا الان باسمك اعلن انه وجبت خيانتك طالما هذه الرموز وهذه العصابات هي من تحكمك وتدير شؤونك وشؤوننا..فلا طاعة لباغ وطاغ
وان فلسطين العظيمة وشعبها العظيم يستحقان افضل من ذلك بكثير…لان واقع الحال لا يسر أي حال,ولا مناص من التغير مهما بلغت التضحيات,لان التغير الحقيقي منه فقط يبدأ الدور الحقيقي لهذا الشعب المكافح,ومنه تبدأ رحلة استعادة الكرامة المفقودة للمواطن المغلوب على امره,وبغير ذلك فلن تستقيم الامور…لان العصابات الباغية الطاغية لابد من اسقاطها…وانه لمن العار ان يبقى مثل شعبنا المكافح العظيم تحت رحى هذه العصابات…فهي لا تريد وطنا ولا مواطنا
ونحن لا نريد وطنا تحكمه هذه العصابات ومسمياتها:وزير ورئيس وزراء وخلاف ذلك ليس سوى مدخلا للنصب والاحتيال على الشعب باسم الشعب…وبعد كل ذلك هل هذا “الوطن”لا يستحق الخيانة؟

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً